تماما كما كان حالنا ايام الانقسام وما تلاه من فرصة واتت دولة الاحتلال للبطش بنا منقسمين وتديمنا للعالم على اننا لا نستحق دولة ولا يمكننا ادارة دولة وظهرت ورتنا امام العالم بأبشع ما يكون وغابت كليا صورة الشعب المظلوم والواقع تحت الاحتلال شعب المقاومة والتضحية لتطفو على السطح صورة المتصارعين على سلطة وهمية غير موجودة على الارض متصارعين على حكم لا يحكم وقد استفادت دولة الاحتلال من ذلك بكل الوسائل والطرق فالى جانب تدمير الصورة الناصعة استطاعت دولة الاحتلال ان تمعن في الاستيطان وان تجد سبيلا دوليا لشرعنة ضمها للقدس كعاصمة لها وتهويد ما يمكن تهويدة وتجرأت على المقدسات واهمها المسجد الاقصى وفتكت بغزة بكل ما اوتيت من قوة واحكمت عليها الحصار واستفادت من انشغالنا بذواتنا بفتح ابواب قصور عديد الدول العربية امامها واغلاقها بوجوهنا واستفادت بانها قدمت نفسها كدولة بعكسنا متماسكة ونموذج للدول الغربية المتحضرة والعرية والديمقراطية.
كان يوم غد السبت سيكون عرسا فلسطينيا بامتياز لو اننا وصلناه موحدين لنشاهد كيف تنهار الديمقراطية وتنتصر الفاشية والعنصرية ويكتوي اهلها بنارها بعد ان اعتقدوا انها حكر علينا ويصدق ما قلناه ان المجتمعات التي تستخدم الفاشية ضد غيرها عادة ما تكتوي بنفسها بهذه الفاشية ونارها ونحن نرى نصف المجتمع يدافع عن الديمقراطية اليهودية بينما يقاتل الظلاميين بقيادة مجموعة من المتضررين من القضاء والديمقراطية, كنا سنظهر باهى صورنا لو اننا بنينا نظاما قضائيا فلسطينيا مستقلا ونزيها وكرسنا فصل السلطات والتداول الديمقراطي للسلطة في حين يهدمون هم نظامهم القضائي علنا بالاعتداء علية بأبشع الصور... كنا سنظهر متحضرين وديمقراطيين لو اننا حافظنا على بيتنا التشريعي متعددا ومشرعا ومراقبا ... كنا سنظهر اقوياء لو ان الجميع اختلف تحت قبتي المجلس التشريعي والمجلس الوطني وقبل بحكم الاغلبية واحترمت هذه الاغلبية حقوق غيرها ... كنا سنظهر بكل النزاهة لو اننا اجبرنا العالم على المقارنة بين قيادة فلسطينية شفافة ونزيهة وقيادة صهيونية فاسدة ومحكومة بجرائم تطال المال العام وكانت الغلبة ستكون لنا بكل المقاييس
غدا السبت 14/1/2023 ستظهر دولة الاحتلال بلونين متناقضين حد الصراع وحد التخوين وحد التكفير فالحكم يطالب بقمع المظاهرات واعتقال قادة المعارضة ومحاكمتهم ويمعن في تكريس دولة الاحتلال ليس كدولة يهودية بل كدولة ظلامية عنصرية ليس ضد العرب فقط ولا على اساس الدين والقومية ولكن قبل العرب ضد اليهود الذين لا يؤمنون بما يؤمنون به ... غدا هو يوم فضح حكومة الخارجين عن القانون بزعامة الفاسد الاول نتنياهو والثاني درعي والارهابيين بن غفير وسموتريتش فما هي خطتنا نحن هل سنرى ردا فلسطينيا حقيقيا بانتقال الرئيس محمود عباس غدا الى غزة لالتقاء على ارضها بقيادة حماس والجهاد الاسلامي والاعلان عن القاء الانقسام بمزبلة التاريخ وتكليف اسماعيل واعادة العمل للمجلس التشريعي لستين يوما بحكومة يراسها مستقل ولها مهمة واحدة الانتهاء من الانتخابات التشريعية والرئاسية في يوم واحد في حين يقوم المجلس التشريعي عبر حراك وطني عام بمراجعة سائر القوانين بمرسوم أيا كانت وتصويبها ان احتاجت او الغائها او تثبيتها بارادة كل الشعب تاركا التصويت النهائي والمصادقة للمجلس الجديد المنتخب.
غدا فرصة كل الشعب الفلسطيني ان ينشغل داخليا دون ان تأخذه العزة بالإثم ودون ان يعتقد أيا كان ان دولة الاحتلال ستنهار وحدها فان لم نتحد جميعا تحت سقف برنامج سياسي وطني يستند الى جدار المقاومة بكل اشكالها فان دولة الاحتلال ستهرب من صراعها الداخلي للرقص متحدين على دمنا المهدور بعرفهم لكل من شاء منهم ولن تجد الحكومة الفاشية من وسيلة لإخراس اصوات المعارضة أو تحويلهم الى خونة الا بإعلان الحرب علينا في كل مكان وبكل السبل لكي تسكت اصوات لبيد وغانتس ويعودون مجبرين على الاصطفاف من خلف الصهاينة الفاشيين والفاسدين.
انها فرصتنا ان نتحد ... انها فرصتنا ان نكشفهم على حقيقتهم ... ان فرصتنا ان ينكسروا من داخلهم وننتصر من داخلنا مقدمة ضرورية للانتصار بحقوقنا ولها شعبا وارضا تحريرا وحرية وعلى الشعب الفلسطيني جميعا وخصوصا المقاومة في غزة واهلها ان يدركوا جيدا ان لا خيار امام حكومة المحتلين الفاشيين الفاسدين من خيار سوى الهروب الى حل عسكري لنزع فيتل الازمة الداخلية ولن يكون ذلك الا بافتعال الحرب على غزة وممارسة كل اشكال الارهاب في الضفة الغربية في.