سيعتمد الامر كثيرا على مظاهرات اليوم السبت، المناوئة للحكومة الجديدة، وربما بالتالي يتقرر عمرها وفق ذلك، كم سيطول وكم سيقصر، فإذا ما أمّها عشرات الالاف كما في السبت الماضي، وإذا ما انضمت حيفا والقدس اليها كما أذيع ، واذا ما رفع علم فلسطين المحظور، فاعلم انها لن تكون موجودة –الحكومة- مع مطلع السنة الجديدة 2024 .
خلال عشرة ايامها الاولى ، أقدمت هذه الحكومة على خطوات عجيبة غريبة مستهجنة ، بدءا من مشاريع القوانين مرورا بمسلكيات وتصرفات بعض وزرائها وانتهاء بالتصريحات، أخطرها على الاطلاق ما يتعلق بتخوين اقطاب الحكومة السابقة و ضرورة اعتقالهم، وعلى رأسهم لابيد وغانتس ويعلون، وهو أمر لم نسمعه ولم نعهده نحن الفلسطينيين من قبل ، وكنا في الغالب نتغنى بديمقراطية اعدائنا وبانضباط سلوكهم ازاء بعضهم بعضا، بما في ذلك فض مسيراتهم واعتصاماتهم ومظاهراتهم. اليوم نرى مشهدا مختلفا لطالما كان مقتصرا على النظام العربي من المغرب الى الخليج ، ولطالما أطاحت المقصلة العربية برؤوس المعارضين بتهمة الخيانة ، ولطالما دبرت الاجهزة الامنية عمليات اغتيال مباشرة وغير مباشرة ، في الوطن او في خارجه . صحيح ان حكومات اسرائيل كلها تقريبا فعلت أشياء مشابهة ، لكن في صفوفنا، و قائمة الاسماء طويلة يصعب حصرها، بعضها ما زالت مجهولة في علم الغيب.
قبل حوالي ثلاثة أشهر من اليوم ، كان يائير لابيد رئيسا للوزراء، وألقى في الامم المتحدة خطابا "نوعيا" عن دولة اسرائيل العظيمة والانجازات التي حققتها خلال 75 عاما من عمرها ، تحدث عن التاريخ وفهمه واحترامه والتعلم منه، ولكن الاهم القدرة والاستعداد على تغييره ، لم يكن الأهم الوصول الى ارض الميعاد، يقول، بل بنائها . ويضيف"كل مرة التقي شخصا ينتقد إسرائيل, أطرح دائما نفس الجواب:"تعال زرنا". تعالوا والتقوا إسرائيل الحقيقية. ستقعون في حبها. هذه الدولة تدمج بين الابداع والعمق التاريخي. يعيش فيها أناس ممتازون ويوجد فيها طعام لذيذ وروح طيبة. هذه هي دولة ديمقراطية يعيش فيها معا يهود ومسلمون ومسيحيون بمساواة مدنية كاملة." وينهي لابيد خطابه "دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي أنشأها كتاب. يقصد التوراة "سفر الأسفار – التناخ" .
اليوم ، يخرج لابيد المتهم بالخيانة والمطلوب للاعتقال في مظاهرات لاسقاط حكومة "الكتاب" لانها من حيث الجوهر ارادت تنفيذ وصايا الكاتب "الموت للعرب" ومعاقبة من لا يتماثل مع طرح الرب ومشيئته، اليوم يخرج لابيد عن أكاذيبه في الامم المتحدة عن عظمة دولته التي تدمج بين الابداع والعمق التاريخي، ووقوع كل من يزرها في حبها، اليوم ، وكأني به ، يسحب خطابه من الامم المتحدة ويلغي دعوته لممثلي العالم زيارة اسرائيل ؛ كنت كاذبا او على الاقل واهما من انها دولة ديمقراطية يعيش فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون بمساواة مدنية كاملة، انها بالكاد نستطيع ان نعيش فيها نحن اليهود فقط ، ها هم يخونونني ويطالبون باعتقالي، ومعي نصف السكان تقريبا.
أما حسن نصر الله فأسبغ على ممثليها الجدد صفة المجانين .