تحطيم «أي صمت؟»

اعتقالات
حجم الخط

التنظيم الذي يسمي نفسه "نحطم الصمت" وضع لنفسه هدفا هو تحطيم الصمت فيما يتعلق باخلالات اخلاقية اثناء الحرب من قبل جنود الجيش الاسرائيلي. يبدو أن هؤلاء الاشخاص عميان. واذا لم يكونوا كذلك فليس واضحا لماذا يعتقدون أن تدخلهم مطلوب من اجل معرفة الجمهور عن الاشتباه بمخالفات كهذه. إن كل من يفتح صحيفة "هآرتس" في أي يوم أو ينظر في الشبكات الاجتماعية يجد فورا صرخة الانتقاد اليومية ومهاجمة الجيش الاسرائيلي وجنوده.
لكن ماذا عن الاتهامات نفسها؟ هل الجيش الاسرائيلي هو جيش غير اخلاقي، وافعاله الاستثنائية تحتاج الى الكشف عنها في البيت وفي الخارج؟ كيف يبدو سلوكه مقارنة بسلوك جيوش دول اخرى مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وروسيا؟ إنها صدفة محضة أن اسلحة الجو في هذه الدول تهتم في هذه الاثناء بالحرب في العراق وسوريا. ولن يفيدنا البحث لديهم حول اساليب الحيطة التي استخدمها سلاح الجو الاسرائيلي اثناء عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة في محاولة لمنع الاضرار بالسكان المدنيين مثل القاء مناشير تحذيرية قبل القصف والتحذير قبل الحاق الضرر بموقع معين. يبدو أن قصف القوات الامريكية والفرنسية والبريطانية والعراقية في العراق وسوريا لا يعطي أولوية لمنع الضرر الغير مقصود بالمدنيين. فبالنسبة لهم "في الحرب كما في الحرب". والنتيجة؟ ضرر أكبر للمدنيين.
تصعب رؤية نشاط الناتو في الجو والبر في البوسنة وكوسوفو في 1999 كمثال ومعيار اخلاقيين يجب على الجيش الاسرائيلي أن يحتذي به اثناء الحرب. ولا حاجة هنا للحديث عن حرب فيتنام.
كل ذلك يتصل بحملة "نحطم الصمت" بسبب التمويل الذي تحصل عليه من الخارج. حكومات اجنبية تمول نحو 70 في المئة من ميزانية التنظيم. ومن هي هذه الحكومات؟ الاتحاد الاوروبي والنرويج والمانيا وهولندة وبريطانيا وغيرها. التي شاركت جيوشها في اعمال الناتو في البوسنة وكوسوفو. يجب العمل بصعوبة من اجل ايجاد أمثلة تكون معيارا لسلوك الجيش الاسرائيلي.
الدليل الافضل على ذلك هو أن أعداء اسرائيل يعترفون باخلاقية الجيش الاسرائيلي الذي يحاول جاهدا تقليص عدد القتلى المدنيين، لذلك فان حماس وحزب الله تتبنيان استراتيجية: "وضع السلاح والقيادة في اوساط السكان المدنيين بما في ذلك في المدارس والمستشفيات لأنهما تعتمدان على ضبط النفس الذي تُبديه اسرائيل عند قصف اهداف كهذه. هذا السلوك لا سابقة له في تاريخ الحروب. ففي الحروب السابقة لم تجد الجيوش حاجة الى الاختباء في اوساط المدنيين لأنها عرفت جيدا أن القتلى المدنيين لا يهمون طرفي النزاع.
الجيش الاسرائيلي يمكنه أن يشكل نموذجا اخلاقيا لجيوش دول العالم. ورغم ذلك، اذا كان نشطاء "نحطم الصمت" يحاولون وضع قيادة الجيش في الصورة حول المخالفات التي ارتكبها الجنود، فان هذا الامر يستحق الثناء. لكن نشر هذه المخالفات في الخارج، والتي يعتبر بعضها خياليا بلا شك، فان هذا بمثابة محاولة واضحة لاحراج اسرائيل. ومن يقبل ويشجع قصص "نحطم الصمت" هم نشطاء الـ بي.دي.اس الذين يكرهون اسرائيل واللاساميين. وتنظيم نحطم الصمت يعرف ذلك بشكل جيد.
"الصمت" الذي يزعمون أنهم يحطمونه، غير موجود. إنهم يساعدون فقط أعداء اسرائيل بواسطة الاموال التي توفرها لهم الحكومات الاجنبية.

عن "هآرتس"