تدفقت خلال السنوات الاخيرة ملايين الدولارات من المساعدات الخارجية على غزة ولكن ربما ابتلعها البحر، حيث يعتبر البعض ان غزة مثل مثلث برمودا.. كل شيئ يدخل يختفي."
هذه الاشارة تؤكد على مسائل مهمة اولها ان الدعم المقدم الى اهالي سكان قطاع وحوالي ٥٣ بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر لا يكفي لقضاء الحاجات المعيشية التي يمكن من خلالها تحقيق نوع من الاستقرار الاقتصادي في حياة هؤلاء فمتطلبات المعيشة باهظة وغالية جدا ..
ولا تتوقف المشكلة عند هذا الحد فبين عامي 2014-2020، أرسلت وكالات الأمم المتحدة ما يقرب من 4.5 مليار دولار من المساعدات إلى غزة، وقدمت قطر 1.3 مليار دولار إضافية منذ عام 2012. ومع ذلك، يعيش السكان على الكفاف.
ورغم تأكيد حماس أنها لا "تلمس سنتاً واحداً" من المساعدات الدولية، على الرغم من الدور النشط الذي تلعبه في توزيعها الا ان هناك شكوك لدى معظم السكان في ذلك. وأظهر استطلاع حديث أن 73% من سكان غزة يعتقدون أن المؤسسات التي تديرها حماس لا تقوم بواجبها كاملا في هذا الاتجاه ،ففي عام 2009، اضطرت الأمم المتحدة إلى وقف شحنات المساعدات لفترة وجيزة بعد أن صادر مسلحون من المقاومة عدة مئات من الأطنان من الطحين والبطانيات والمساعدات الأخرى.
وفي مجال المساعدات القطرية تم تجاوز هذه الظواهر حيث يتم توزيعها في السنوات الاخيرة بانتظام على الاسر المحتاجة لكن الحقيقة المؤلمة لغاية الان انها لا تكفي لانقاذ الوضع المعيشي من حالة الفقر الدائمة بسبب مضايقات الاحتلال وحصاره وهو ما يستدعي البحث عن وسائل اخرى تعزز دور المساعدات وعلى الاخص اقامة مشاريع تشغيلية تساعد الايادي العاملة في القطاع على العمل وتحصيل لقمة عيشها بكرامة