لعل مظاهرة تل أبيب ومدن أخرى يوم السبت 21 يناير 2023، ستعتبر محطة لها بعد تاريخي في مواجهة "تحالف الفاشية اليهودية الجديدة" لرسم مستقبل الكيان العنصري، ببعده الخاص، بعيدا عن القضية المركزية والصراع مع الصهيونية واحتلالها الاغتصابي لأرض دولة فلسطين.
وربما جاءت كلمات الأديب الإسرائيلي اليهودي المعادي جدا للاحتلال والعدوانية، في المظاهرة الأضخم منذ سنوات، بأن "إسرائيل دخلت الزمن الأسود" و"المنزل يحترق.. الآن هو الوقت الذي نؤكد فيه من نحن حقًا.. ونوع المستقبل الذي نورثه لأطفالنا"، تكثيفا سياسيا – فكريا لمسار انطلق لا يتضح نهايته بعد، ولكن المؤكد أن "الظلامية اليهودية" باتت قوة مقررة في مستقبل الكيان.
تلخيص الأديب غروسمان للمشهد وآليته، توافق موضوعيا مع كلمات قادة "المعارضة اليهودية" خلال المظاهرات والتي كان جوهرها الحديث عن الخطر القادم، تدمير الديمقراطية، الانقلاب، خيانة لكل ما سبق، تدمير رؤية ما كان.
لغة وعبارات تجاوزت "الممكن اللغوي" المتوقع في كيان له آلياته الخاصة الانتخابية، ولكنها المرة الأولى التي تفرض تلك العملية الانتخابية مسارا سريعا، بل هو الأسرع في رد فعل يتسع ضد ما حدث، تحسبا مما سيكون، وتم تكثيفه في عبارة ربما تصبح هي العنوان الرئيسي للمشهد السياسي القادم، لن يكون كما كان، ولن يمر مرورا كما سبق، من فعل معارض، وصمت على زرع فاشية انتقل من الهامش الى المركز..من رصاصة يغال عمير ضد رابين لاغتيال مصير سلام الى رصاصة ليفين لاغتيال "منظومة قانونية خاصة".
"الزمن الأسود" القادم للكيان العنصري بملاحمه الفاشية الجديدة، قد يراه البعض "صراعا" في سياق "منظومة يهودية خاصة" بعيدا عن الحقيقة الفلسطينية، وأن "العقد الفاشي" مشترك لعناصرها، حكما ومعارضة، ولذا يبدو أن المشاركة العربية الفلسطينية في تلك المظاهرات تبدو خجولة جدا، بل البعض يرفضها، كونها تتجاهل حقوقهم الوطنية – المدنية، ربما لهم حق "نسبي" في ذلك، ولكن بالتأكيد، ما سيكون أثرا لن يبق في حدود "هوية دولة الكيان اليهودية"، أي كانت النتيجة التي ستكون ما بعد الحراك الكبير.
عدم مشاركة فلسطيني الـ 48 في تلك المظاهرات ربما يكون "تعبيرا سلبيا، وكان لهم بحث سبل أخرى ومختلفة، يمكنهم من خلالها التعبير عن "الهوية والحق"، بأشكال مختلفة، وفي مناطق مختلفة من الناصرة وسخنين الى عكا وحيفا ويافا، في الجليل والمثلث والنقب، وخاصة أنهم سيتأثرون موضوعيا بنتائج "الانقلاب القضائي" لو تم تمريره، وصياغة "محكمة عليا" وتعيين نائب عام يتوافق و "الظلامية اليهودية"، ولذا بات من "الضرورة الوطنية" تقييما مختلفا لما سبق، ورؤية المسألة من زاوية أخرى، بعيدا عن سياسية "ابتزاز النزقين"، تذكيرا بما كان يوما في 30 مارس / آذار 1976، الذي دخل موسوعة التعريف السياسي بـ "يوم الأرض"
لعل مظاهرات ضد "الظلامية اليهودية" و"الإرهاب الداخلي"، تشكل قاطرة دعم موضوعية للرسمية الفلسطينية، التي لا يجب أن تترك ما يدور بعيدا عن الاستخدام في تعزيز موقفها نحو عملية محاكمة مجرمي الحرب و"الفاشية اليهودية الجديدة"، خاصة وأن من أركانها قادة الحركات الاستيطانية الإرهابية بن غفير وسموتريتش، متزعمي حركة "التطهير العرقي" في القدس وغيرها، والذين انتقلوا من "الهامش السياسي" الى "مركز القرار السياسي".
تطورات متسارعة هامة في داخل الكيان العنصري تتوافق بجوهرها مع ضرورة الخلاص من الفاشية..الظلامية والاحتلال...ثلاثية مترادفة يمكنها أن تكون عناصر لـ "منظومة سياسية فلسطينية جديدة".
ملاحظة: حركة المقاطعة أعلنت أن عددا من الأندية الرياضية قررت وقف التعامل مع شركة "بوما" الألمانية..لأنها تدعم الاستيطان الإرهابي..خطوة هامة تستوجب تقديرا واهتماما..والسؤال هل يصبح وجود هيك شركات راعية للإرهابيين حرام وطنيا في فلسطين وبلاد العرب..!
تنويه خاص: فضائح سرقة الوثائق السرية من جو بايدن لا تتوقف..معقول في رئيس مثل هيك بلد يكون "لص وثائق" من عام 1973 حتى ساعته ويستمر ..بس في أمريكا كل شي بيصير!