تسمم الحمل هو اضطرابٌ في ضغط الدم يحدث غالباً بعد الأسبوع العشرين من الحمل وفي الثلث الثاني أو الثلث الثالث منه،. حيث يمكن أن يحصل ارتفاع ضغط الدم بصورةٍ سريعة، أو بطيئة ولكن ثابتة. ونظراً لعدم حدة الأعراض، فقد لا تلاحظينها. ومع ذلك، لا بدّ من مراقبة طبيبتك لحالتك، وقد يتطلب تسمم الحمل الحادّ دخولك المستشفى ويتم تحريض المخاض بمجرد إتمام مدّة حملك، لكن تستطيع أغلب النساء اللواتي يعانين من تسمم الحمل إنجاب أطفالٍ أصحّاء.
أنواع تسمم الحمل
تسمم الحمل الخفيف:
قد تطلب منك طبيبتك البقاء في المستشفى، أو يمكنك تلقي العلاج في المنزل وسيُطلب منك مراقبة حركة طفلك. كما سيلزمك الحضور لزيارات متابعة الحمل على نحوٍ أكثر تكراراً من العادي. ومن المحتمل أن توصي طبيبتك بتحريض وتسريع ولادتك في الأسبوع الـ37 من حملك.
تسمم الحمل الحاد:
عادةً ما يُعالج في المستشفى. وفي حال ساءت حالتك، قد تقوم طبيبتك بتحريض الولادة في الأسبوع 34 أو ما بعد. وقد يتمّ إعطاؤك أدوية للمساعدة على خفض ضغط الدم ومنع نوبات التشنج. كما يمكن إعطاؤك أدوية للمساعدة على تحسين وظيفة الكبد والصفيحات، ولتصبح رئتا طفلك أكثر نضجاً.
ما أسباب حدوث تسمم الحمل؟
على الرغم من عدم وجود أسباب واضحة لتسمم الحمل، إلاّ أنه توجد عوامل خطورة معروفة تجعلك أكثر عرضة للإصابة به، وتشمل:
أن يكون هذا حملك الأول أو حملك الأول من زوجٍ جديد.
وجود فارقٍ زمني أقل من سنتين أو أكثر من 10 سنوات بين حملٍ وآخر.
أن تكوني قد أُصبت بتسمم الحمل في حملٍ سابق، مع وجود حالاتٍ سابقة في العائلة للإصابة بتسمم الحمل.
أنك تعانين عادةً من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى أو مرض السكّري، أو مرض تخثّر الدم أو مرض الذئبة أو الصداع النصفي.
بلوغك 40 سنة أو أكثر من العمر.
أن يكون حملك بتوأمٍ ثنائي أو ثلاثي أو أكثر من ذلك.
أن تكوني تعانين من السمنة.
أن يكون حملك نتيجة لإخصاب مختبري (طفل أنبوب) IVF.
علامات وأعراض تسمم الحمل
تشمل علامات وأعراض تسمم الحمل ما يلي:
الصداع المتواصل.
مشاكل في الرؤية أو رؤية بقع أمام العينين.
ألم في أعلى منطقة البطن أو الكتف.
غثيان وتقيؤ (في النصف الثاني من الحمل).
ارتفاع مفاجئ في الوزن.
تورم مفاجئ في الوجه واليدين.
صعوبة في التنفس.
انخفاض كمية البول.
تُعدّ بعض هذه الأعراض (مثل التورّم والغثيان والصداع) ضمن الأعراض الطبيعية للحمل أيضاً، ولذلك يصعب أحياناً تحديد وجود مشكلة لدى الحامل. لكن توجّهي على الفور إلى طبيبتك أو إلى غرفة الطوارئ في حال لاحظت أيّاً من العلامات التحذيريّة لتسمم الحمل مثل الصداع الحاد، وعدم وضوح الرؤية بشكلٍ كبير، ووجود ألم حادّ في منطقة البطن، أو ضيق تنفسٍ شديد.
كيف يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟
ليس بالإمكان تجنب تسمم الحمل دائماً، لكن يمكنك اتخاذ بعض الإجراءات الوقائيّة في حال انطبقت عليك إحدى عوامل الخطورة.
1 - حاولي السيطرة على مشكلة ارتفاع ضغط الدم، وإنقاص وزنك إن دعت الحاجة، والتأكد من ضبط مستوى السكر لديك في حال إصابتك بمرض السكري قبل الحمل. قبل الحمل، واتبعي نصائح الطبيب بعد الحمل.
2 - خذي جرعاتٍ صغيرة من الأسبرين خلال فترة الحمل إذا كنت عرضة للإصابة بتسمم الحمل بدرجةٍ عالية، بعد استشارة الطبيب.
مضاعفات تسمم الحمل
على المدى القصير:
حدوث متلازمة هيلب HELLP (وهي اضطراب نادرٌ في الكبد لكنّه يُشكل خطراً على الحياة)، وكذلك تشنجات الحمل (الارتعاج) (وهو أحد أشكال تسمم الحمل الأكثر حدّة ويتضمّن حدوث نوبات تشنج)، بالإضافة لانفصال المشيمة (حيث تنفصل المشيمة عن جدار الرحم مما يسبب نزفاً حاداً).
على المدى الطويل:
خطورة الإصابة بأمراض قلبية وعائية، وأمراض الكلى، والأزمة القلبية، والسكتة الدماغية، والإصابات الدماغية، وارتفاع ضغط الدم في فترات لاحقة من الحياة، بالإضافة إلى ارتفاع احتمال الإصابة بتسمم الحمل في الحمل التالي.
انخفاض وزن الطفل عند الولادة:
يُعدّ تحريض الولادة قبل تمام فترة الحمل أحد الحلول المحتملة لمعالجة تسمم الحمل الحادّ، إلاّ أنّ المخاطر الصحّية المحتملة على الطفل تعتمد على مدى كون الولادة مبكرة. وعلى الرغم من أنّ تسمم الحمل هو حالة خطيرة ويمكن أن تكون مميتة في حال لم تتم معالجتها، إلاّ أنّ طبيبتك ستكون قادرة على إرشادك بشأن خيارات العلاج المناسبة لك.