النوم في العسل

ابراهيم ابراش.jpg
حجم الخط

بقلم د إبراهيم ابراش

 

 

 هل تتذكرون الفيلم السينمائي الذي يحمل هذا الاسم من  بطولة عادل امام وشيرين سيف النصر، حيث كان عادل إمام مسؤولاً كبيراً في أمن الدولة عندما داهمت الرجال حالة عجزوا فيها عن القيام بدورهم الذكوري في الفراش، آنذاك لم يجرؤ أحد أن يعترف بعجزه ولكن زادت المشاجرات الزوجية واللجوء للسحرة والدجالين، وحاول ضابط الأمن أن يشرح للمسؤولين الكبار الحال السائدة قائلاً إن هناك حالة لا يعرف كيف يصفها: خمول،ركود،كآبة،عجز... يعاني منها الرجال ولا يريدون الإفصاح عنها لأن الإفصاح عنها فضيحة كبيرة تمس رجولتهم في مجتمع تقاس الرجولة بقدرات الرجل في الفراش.

استمر المسؤولون الكبار في انكار الحالة لعدم وجود اعترافات موثقة بالحالة لا من الرجال ولا من النساء ولكن في النهاية لم يصبر الرجال على الوضع وخرجوا في مظاهرات عارمة في الشوارع وهم يصرخون بألم وحرقة.

الطبقة السياسية الفلسطينية والأحزاب تعاني من حالة سياسية شبيهة يمكن وصفها بـالركود والخمول والعجز والفشل أو فقدان الرجولة السياسية دون أن يجرؤ أحد على الاعتراف بذلك، لأن الاعتراف يعني المس بتاريخهم النضالي ورجولتهم السياسية المدججة بكل شعارات الثورة والتحرير والجهاد، وستستمر الحالة حتى يخرج الشعب إلى الشارع وتعترف هذه الطبقة السياسية بعجزها وفشلها .