بعد قمة ثلاثية وقمة خليجية مصغرة تباحثت فيها السلطة مع دول عربية ذات شأن وصلة بالوضع الفلسطيني والصراع القائم على الأرض الفلسطينية مع احتلال غاشم سيطر على كل الارض الفلسطينية احتلالا عسكريا او حصارا كما في غزة ، تباحثت الاطراف المختلفة السيناريوهات و المواقف والبرنامج الذي تعتمده حكومة التطرف الفاشية الجديدة فيما يسمى اسرائيل الذي يسيطر عليها اليمين الذي يسعى لنصب الهيكل واعلان اسرائيل الكبرى في ظل معارضة العلمانيين في داخل اسرائيل ، ربما يذكرنا هذا التشكيل العصابي الجديد بعصابات الارجون والهاجانا وشتيرن من برنامج العصابات المنظمة التي ارتكتب جرائم لتحقيق اهدافها وهو ما يذكرنا به برنامج الحكومة الحالية وقيامها باقتحام جنين صباح يوم 26 – 1- 2023 بهدف تركيع حالة التمرد والمقاومة للاحتلال ، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي جنين و مخيمها و كما ورد من محللين اسرائيليين بشاحنه لنقل البضائع الى وسط المدينة و من ثم تحركت القوات الداعمة من ثلاثة محاور ليكون نتيجة هذا الاقتحام اكثر من 9 شهداء واكثر من 20 جريح .
حكومة الفاشية الجديدة في اسرائيل و في تسلسل لحكومات القتل منذ جولدا مائير وليفي اشكول مرورا بحكومات حزب العمل والليكود هي على نفس المنوال وعلى نفس الاهداف فليس هناك حمائم وصقور فيما يسمى اسرائيل والتذرع بأن تلك الحكومة هي الأخطر تذرع فاشل فالحقيقة تقول ان فلسطين محتلة من كل مكونات المجتمع الصهيوني ولكن قد تكون الظروف والمرحلة قد تصنف تلك الحكومة بأنها الأخطر وخاصة فيما يتعرض له المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية بينما يصرح وزير الامن الاسرائيلي الجديد بن غفير بأن الاحتلال هو له السيادة على القدس ويمنع السفير الاردني الذي دولته هي الوصية على المقدسات بعدم زيارة المسجد الاقصى ثم يتحرك بنيامين ناتنياهو في زيارة عاجلة الى الاردن ليعطي تطمينات للمملكة الاردنية الهاشمية ولكن في الواقع ان جريمة جينين تؤكد ان العدو الصهيوني مستمر في مخططاته نحو التهويد لغالبية الضفة الغربية بما فيها القدس .
ردود الأفعال حول العملية الاسرائيلية في جينين لم تخرج عن الكثير مما هو معتاد بدءا من الجامعة العربية الى الدول العربية واوروبا وامريكا الشجب والاستنكار و مطالبة المجتمع الدولي بالحماية للشعب الفلسطيني ولكن قد يكون الموقف الامريكي قد جعل وزير الخارجية الامريكية يتحرك الى المنطقة في زيارة الى مصر ثم اسرائيل والسلطة الفلسطينية لتهدئة الاوضاع في حين ان الساحة الفلسطينية والفصائل يمارس عليها ضغوط كثيرة لعدم الرد وتفجير الموقف اكثر من ذلك .
التنسيق الأمني
الشيء الجديد في الأحداث هو اجتماع الرئيس الفلسطيني بالقيادة الفلسطينية وتعلن وقف التنسيق الأمني بشكل نهائي وتعلن الحداد و تنكيس الاعلام ردا على الاجتياح الاسرائيلي لجينين ، في السابق قامت السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الامني وبعد ايام معدودة عادت لالتزاماتها الامنية والمدنية و هناك من يشكك في قدرة السلطة على الاستمرارية في وقف التنسيق الامني فعوامل وجود السلطة احداها خروجها من دائرة التنسيق لاعتبارات امنية ومدنية واقتصادية وتنقل فالشيء الحيوي الذي يدعوا لاستمرارية السلطة هو وقف التنسيق بما يعني انهيار السلطة وفتح الاحتمالات لاسرائيل للمضي قدما في قيادات بديلة لتنفيذ روابط المدن الذي توقعناه منذ العام 2017 فقد يكون الرئيس عباس هو اخر رئيس للسلطة واخر رئيس لحركة فتح ايضا وتبدأ عملية النضال الوطني الفلسطيني من جديد من نقطة الصفر وكما عبر عنها القيادي الفلسطيني محمد دحلان عندما قال "اما دولة ذات سيادة على اراضي 67 واما المضي قدما والمقاومة حتى تحقيق الدولة الواحدة" وهذا يعني برنامج قد يضعه الشعب الفلسطيني بعد سقوط السلطة بكل تكلفته و تضحياته لتحقيق هذا الهدف في حين ان تحقيق الدولتين قد انهار وبالرغم ان اوروبا تحذر من انهيار السلطة وتدعو ناتنياهو للتهدئة اما امريكا فقد عارضت قرار وقف التنسيق الامني وربما يمارس وزير الخارجية في زيارته القادمة الضغوط اللازمة لتتراجع السلطة عن قرارها كبديل لانهيارها واحداث بدائل اخرى .
اما الشعب الفلسطيني فبدائله معروفة خطته جينين ونابلس وطول كرم والمخيمات الفلسطينية في الضفة وغزة التي تعد عدتها للمواجهة هكذا الامر وهكذا الاحتمالات فهل تسطيع السلطة الصمود لتثبيت قرارها وهذا يستدعي اعلان فوري من قبل القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بإعلان الدولة الفلسطينية المحتلة ومطالبة العالم الاعتراف بها وبما يخول هذا الاعتراف استخدام الشعب الفلسطيني كل امكانياته ووسائله لتحرير الدولة والأرض .