الارتباك الفلسطيني امام مجزرة جنين

aac57ec2b3ab917b9541a226e90c25eb.jpeg
حجم الخط

مصطفى ابراهيم

الارتباك الفلسطيني أمام مجزرة جنين، بقلم الكاتب الفلسطيني مصطفى إبراهيم، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

العملية العسكرية الاجرامية في مخيم جنين صباح اليوم الخميس تأتي في سياق العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر ضد الضفة الغربية خاصة مدينة جنين ومخيمها.

رافق العدوان على جنين تدفق كبير للأخبار والمعلومات المتناقضة من وسائل الاعلام الإسرائيلية التي ادعت ان الشاباك هو الذي يقود العملية العسكرية وقوات كبيرة من الجيش والقوات الخاصة تقوم بعملية مهمة لاعتقال هدف كبير واحباط هجوم كبير يخطط له من داخل مخيم جنين.

واستخدم الجيش الإسرائيلي صواريخ مضادة للدروع في عدوانه على جنين واستشهاد عدد كبير من المقاومين.
الهدف المعلن من العملية التي تمت في وضح النهار بحسب الصحافيين الإسرائيليين والعدد الكبير لقوات الامن والجيش يشير إلى أهميتها وإلحاحها، ويتحدث المسؤولون في المؤسسة الأمنية عن إحباط هجوم كبير خطط له لأول مرة منذ سنوات.

أي كان التبرير والادعاء، فدولة الاحتلال ليست بحاجة للتبرير بارتكاب الجرائم وردع وكي وعي الفلسطينيين من خلال الترويج لإحباط عمليات محتملة للمقاومة.

وفرض الجيش الإسرائيلي رقابة على المعلومات وكان متعمدا ضخ المعلومات المتناقضة لخلق حالة من الارباك في صفوف المقاومة والفلسطينيين الذين يراقبوا العملية ويتلقوا المعلومات من الاعلام الإسرائيلي، حول حجم العملية وعدد الشهداء والاصابات والتدمير الذي قام به الجيش الإسرائيلي، ومنع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من انقاذ المصابين وتقديم الإسعاف الاولي لهم ونقلهم للمستشفيات، واستهداف وسائل الاعلام والصحفيين لمنعهم من التغطية بإطلاق النار تجاههم.

الارتباك الفلسطيني أمام مجزرة جنين

ومع كل هذا التدفق والتضليل الإسرائيلي والارتباك الفلسطيني الرسمي والفصائلي والشعبي العاجز عن فعل موحد والانتظار وتلقي الاخبار من الاعلام الإسرائيلي الشريك في الجريمة.

عندما يتعلق الامر بالفلسطينيين يتجند الكل اليهودي ضد الفلسطينيين خلف الجيش ونشر روايته والحديث عن بطولات الجنود وانجازاتهم في قتل الفلسطينيين. ولم ينتظر المراسلين والمحللين العسكريين انتهاء العملية الاجرامية ونشر الاخبار المضللة وفقا لما تمليه عليهم المؤسسة الأمنية والعسكرية، واخذوا في الحديث ليس فقط عن حجم العدوان وقتل الفلسطينيين واثاره الكارثية على حقوق الانسان الفلسطيني، انما الحديث عن تداعيات العمليات العدوانية في مدن ومخيمات الضفة واستهداف المقاومين وسقوط الشهداء.

ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في عموم الضفة الغربية وخصوصًا جنين سيجري غدا وهو مستمر بذرائع مختلفة، ولا رادع أو مواجهة شاملة، وان ما تقوم به المؤسسة الأمنية والعسكرية طالما يتعلق بالفلسطينيين فهو في خدمة دولة الاحتلال والمستوى السياسي أي كان توجهه سواء كان يميني او وسط او يسار صهيوني. فالهدف واضح وواحد هو استمرار الاحتلال وفي سياق المشروع الاستعماري الاستيطاني، وفي قلبها التوجهات والخطوط العريضة الواضحة للحكومة الجديدة العنصرية الفاشية باستهداف الفلسطينيين، ورموزها الفاشي ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش باقتحام الحرم القدسي الشريف وسن القوانين وحماية ودعم الجنود الإسرائيليين وتحصينهم حتى من المساءلة الشكلية من خلال عمليات القتل والاعدام الميداني اليومي للفلسطينيين. في بيوتهم والحواجز والاعتقالات اليومية، وهدم البيوت، والتهديد بإخلاء الخان الأحمر وغيرها من عمليات التهجير في مسافر يطا وتنفيذ خطط الضم وحسم الصراع في الضفة الغربية المحتلة. إضافةً الى حسم أموال الضرائب وتقايض السلطة الفلسطينية العاجزة والتي أصبحت عبئًا على الفلسطينيين. واستهداف فلسطيني الداخل و الاستفراد بهم والخطط العنصرية في النقب وتهويد الجليل.

العدوان مستمر ولن يتوقف، طالما بقي حال الفلسطينيين على ما هو عليه من بؤس وانقسام واختلاف في الخطط والمصالح وانتظار، وعود أمريكية بالتهدئة وضبط النفس.
يبدو أن القيادة والفصائل لا يدركوا خطورة هذه الحكومة وعدم قدرتهم على استغلال الفرص وفضح هذه الحكومة الفاشية ومواجهتها بالوحدة كل جميع وسائل المقاومة واستثمار تصاعدها في الضفة الغربية.

القادم أسوأ والتداعيات ستكون أخطر في الأيام القادمة في ظل تحذير بن غفير من حارس الاسوار 2، ومحاولات الاحتلال الاستفراد بالفلسطينيين حسب المناطق التي يعيشون بها.

في ظل هذا المشهد الدموي وحال العجز والانتظار، والتغول الإسرائيلي العنصري الفاشي، فان مواجهة الاحتلال ليست بإصدار تصريحات الإدانة والاستنكار والشجب، وشعارات التهديد بل بخطط وفعل وطني وحدوي.