هارتس : انضمام الاقتصاديين إلى الاحتجاج يرعب نتنياهو

يوسي فرتر.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوسي فيرتر

 

 



كشف المؤتمر الصحافي المستعجل الذي عقده بنيامين نتنياهو في القدس، أول من أمس، مع عدد من الوزراء عن عقب أخيل: الاقتصاد. طالما أنه تم التعبير عن المعارضة للاصلاح القانوني في الشوارع المغلقة في منتهى السبت ووسائل الإعلام وخطاب رئيسة المحكمة العليا واحتجاج رجال القانون والمعارضة، كان بإمكانه استيعابه. ولكن منذ اللحظة التي انضم فيها كبار الاقتصاديين في إسرائيل، الذين في معظمهم معروفون ومشهورون ومقدرون في العالم الى المحتجين القلقين فإن الرعب القديم عاد لزيارة رئيس الحكومة.
في العالم الغربي كل ما يصدر صوت لانقلاب نظامي ويصدر رائحة كرائحة الانقلاب النظامي فهو يعتبر انقلاباً نظامياً. نعم، بما في ذلك مركب وقف هيئة البث العام، ألا وهي هيئة "كان" التي تظاهر مئات من موظفيها ومن المنتجين والممثلين، أول من أمس، في تل ابيب احتجاجا على نية إغلاقها. هكذا يبدو كتاب التدريب الفاشي: أولاً، يعالجون جهاز القضاء، وبعد ذلك الإعلام، ومن ثم المعارضة، وفي النهاية النقابات المهنية.
توجد لشركات تصنيف الاعتماد تجربة صعبة مع هنغاريا وبولندا وتركيا. يقرأ نتنياهو الصحف الاقتصادية العالمية، وهو يرى أنهم هناك ببساطة لا يؤمنون بكلامه المغسول، والخطاب الكاذب الذي ينشره هو ووزير العدل لديه. هم يصدقون وبحق محافظ بنك إسرائيل، البروفيسور امير يارون، الذي تشبه مواقفه الاقتصادية جدا، اذا لم تكن مشابهة تماما، مواقف من قام بتعيينه. هم يصدقون المحافظ السابق، البروفيسور يعقوب فرانكل، الاقتصادي العالمي، الذي يقدره نتنياهو. وهم بالتأكيد يصدقون الـ 270 اقتصاديا كبيرا الذين وقعوا على عريضة ضد اضعاف المحكمة العليا.
في فترة قصيرة جدا نجحت الحكومة الإسرائيلية في تبديد معظم احتياطي ثقة الجمهور التي كانت بحوزة كل حكومة جديدة. في البلاد تصاعدت موجة احتجاجات كبيرة، بحجم وقوة لم نشاهد مثلها. تظاهرات الجمهور في منتهى أيام السبت والانتفاضة المؤثرة لقطاعات متنوعة مثل رجال الهايتيك والاطباء ورجال القانون ورجال التعليم والاقتصاديين، الذين بدونهم لن تكون لدينا دولة قوية ومزدهرة.
جميعهم قام بتصنيفهم كـ "معارضة" تقوم بالافتراء على البلاد، وتشجع بشكل متعمد على انهيار الاقتصاد. كان هذا نصا نموذجيا لحاكم مستبد ومقطوع عن الواقع ومضطهد، بالنسبة له يعتبر أي شخص لا يرقص على مزماره عدواً للشعب والدولة. في الوقت الذي يتحمل فيه وزر هذا الوضع قام بالانقضاض على المعارضة بالتحذيرات التي سمعها قبل بضعة ايام من محافظ البنك المركزي، امير يارون، الذي عاد قلقاً من المؤتمر الاقتصادي في دافوس. ومثل الساعة السويسرية فانه بعد لحظة من نشر اقوال المحافظ بدأت آلة السم البيبية (التي اصبحت في الوقت الحالي مصنعاً) في تشويه سمعة يارون، واتهمته باليسارية والخيانة. وسرعان ما سيصل اليه المتظاهرون.
كانت في اقوال نتنياهو، أول من أمس، تناقضات كثيرة جدا. فقد تفاخر بالإنجازات التي اوصل اليها الاقتصاد الإسرائيلي في العشرين سنة الاخيرة (أو في معظمها)؛ في الوقت ذاته تذمر من أنه في هذين العقدين كبحت "القنونة" الزائدة الاقتصاد وأضرت به وأعاقت بعض العمليات. استند الى الاستثمارات في إسرائيل (الهايتيك، الذي بالاساس يحارب الآن على بقائه) ونسب ذلك الى كونه رئيس حكومة لمدة 12 سنة متتالية. كان هذا ادعاء هزم نفسه. ففي هذه السنوات صد بجسده المبادرات والإصلاحات التي عرضها ياريف لفين. "راكمت! راكمت! راكمت!"، تبجح في المقابلات وفي الخطابات. ومرة تلو اخرى قدس استقلالية جهاز القضاء وأهميته لكل ما كان عزيزا في نظره في حينه، والآن يتم سحقه على يده.
يمكن التقدير بيقين بأنه حاول أن يعثر على اقتصادي يوافق على الظهور في هذا المؤتمر الصحافي السياسي. ولكن عبثا، هو لم يجد هذا الغبي الذي سيتم ازدراؤه على رؤوس الأشهاد. شيء جيد واحد يمكن قوله عن هذا الحدث وهو أنه سيساعد على إشعال احتجاج الاقتصاديين وقطاع الأعمال، الذي سينزلق بشكل أشد الى المجتمع الدولي.

عن "هآرتس"