انطلقت بعد صلاة الجمعة، ظهر اليوم، مسيرات حاشدة في محافظات قطاع غزة، تنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي لاسيما التي طالت مخيم جنين بالأمس، والتي أسفرت عن ارتقاء 9 شهداء، وقصف الاحتلال لقطاع غزة ليلة أمس.
وشارك أهالي قطاع غزة، بالمسيرات الحاشدة، تزامنًا مع مواجهات غاضبة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وأقامت المساجد صلاة الغائب على أرواح شهداء مجزرة جنين، الذين ارتقوا أمس بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشهداء فلسطين كافة.
وقرأ المصلون بعد انتهاء صلاة الغائب الفاتحة على أرواح الشهداء، متضرعين إلى الله أن يرحم شهداء شعبنا وأن يتقبلهم في عليين.
وتوجه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، خلال مسيرة نصرة لجنين بمحافظة رفح، لأبطالنا في جنين ونابلس والخليل والقدس وفي المنافي والداخل المحتل من غزة البطلة الشامخة الصامدة إلى كل أهلنا وأمتنا.
وقال الشيخ عزام: "نطمئن الجميع أن شعبنا لا يمكن أن يتنازل عن حقه مهما تجبر العدو وتبلد الضمير الدولي ومهما عشنا من آلام ومعاناة"، مؤكدًا على أن دماء الشهداء التي سالت في جنين ومخيمها يمثل وقودا مزيداً لمسيرتنا، ودماء الشهداء هي التي حمت قضيتنا.
وأضاف: "ما يحدث اليوم يهدف إلى كسر روح شعبنا واجباره للخنوع للأمر الواقع والاستسلام للعدو، لكن الفضل لله أولا والفضل للشهداء والأسرى والمجاهدين"، مشيرًا إلى أن دماء الشهداء تصنع فجرا جديدا وليس لشعبنا فقط لكن الأمة جميعًا.
وشدد على أنه يجب المحافظة على الوحدة بين كل الفصائل والقوى المقاومة والمجاهدة على أرض فلسطين ووحدة الموقف، مبينًا أن المجزرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لأن المحتل لم يتغير ولن يتغير ولأن شعبنا لم يخضع ولن يخضع.
وتابع بالقول: "حاولوا وجربوا كل الوسائل حرباً وسلاماً وكان السلام الأسوأ من كل الحروب وارتكبوا المجازر والحروب، لكنهم لم ينالوا من عزيمة شعبنا ومقاومته"، مضيفًا أن مسيرة جنين هي صورة عن مسيرة شعبنا الفلسطيني وتمثل نموذجا لما يجب أن يكون عليه كل مجاهد.
وذكر أنه يجب أن تشعروا جميعاً بفخر رغم تواطؤ العالم على قتلنا وقصور العرب، يجب أن تشعروا بالفخر لأنكم لازلتم ترفعون اكفكم وبنادقكم وتصبون رصاصكم وصواريخكم تجاه المعتدي والغاصب، موضحًا أن شعبنا شرفه الله بالرباط وحمل امانة الدفاع عن مسرى نبينا ونحن نعيش ذكرى الإسراء والمعراج.
وأفاد بأن خطط التسوية سقطت والاتفاقات التي وقعت مع المحتل زادته جبروتا وزادت من معاناة شعبنا ويتأكد لنا أن الخيار الوحيد الذي سيحمي شعبنا ويرد حقوقه هو خيار المقاومة كل الشهداء القادة، منوهًا إلى أن غزة تعيش حالة من القوة وحدة الموقف، وهذه الروح يجب نقلها إلى كتيبة جنين وعرين الأسود ولأهلنا في الضفة والداخل المحتل ومخيمات المنافي والشتات.
وتوجه الشيخ عزام، بالدعوة لدولنا العربية والإسلامية، بالقول لهم الذي يطبع معكم هو الذي يقتل أبطال جنين ويروع أهل فلسطيني ويقتل أهل جنين التطبيع سيسقط وخيار التسوية سقط، مشيرًا إلى أنه يجب على إخواننا في السلطة إعادة النظر في السنوات السابقة و خيار التسوية فشل ولا رهان على "إسرائيل" وحكوماتها.
ومن جانبه، قال القيادي في الحركة أبو هشام زقوت، خلال مسيرة مركزية دعت لها حركة الجهاد بغزة: "نؤكد على ما تحدث به القائد الكبير أكرم العجوري أنه لا فرق بين كتائب القسام وسرايا القدس وشهداء الأقصى فهم جميعا موحدين في مواجهة الاحتلال".
وبدوره، قال القيادي في حركة الجهاد بجنين ماهر الأخرس: "غزة تمثل رأس حربة المقاومة الفلسطينية وهي سند للمقاومة بالضفة، والاحتلال يحسب مليون حساب لغزة وتحركها، وغزة دائما ما تمنحنا المعنويات العالية، وتشكل حالة ردع وإرهاب للاحتلال".
وأضاف: أن "العلاقة بين حركتي "الجهاد وحماس" علاقة الجسد الواحد، والمقاومة بمشروعها الشامل هي كلمة واحدة وجسد واحد وهم واحد"، مؤكدًا على أن المقاومة على تواصل دائم، وجميع المقاومين في جنين يعملون على قدم وساق في تحرك مشترك وتشاور دائم، ودافعهم محبتهم وحرصهم على مخيم جنين.
وتابع القيادي في حركة حماس إياد أبو فنونة، خلال وقفة جنوب غزة تنديدًا بالعدوان الصهيوني على جنين ونصرة للقدس: إن "جنين ستبقى حاضرة في كل ميدان وحاضنة لكل الثوار"، مضيفًا أن جنين لا تنكسر وثورا مخيمها سيواصلون نضالهم.
وشدد على أن البنادق الحرة في الضفة الغربية سيكون لها كلمة على الجرائم الصهيونية، مؤكدًا على أنه يجب علينا الاتحاد والوحدة خلف مشروع المقاومة، ولن نترك أرضنا وثأرنا وقدسنا وأسرانا.