فعل منظمات "الإرهاب اليهودي" و"الموت للعرب"..لتنشيط "ذاكرة الأشقاء"!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 ما حدث من بعض "الأشقاء العرب" بمسارعة الاتصال برأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، وإصدار بيانات "اللطم" على مقتل عدد من المستوطنين في القدس المحتلة، ستبقى وصمة سوداء، ليس فقط لأنها أدانت فعلا ضروريا ضد غزاة ومحتلين لأرض وشعب، بل لما بها من استخفاف فريد بالوطنية الفلسطينية وكفاحها الثوري ضد عدو مغتصب، فتحت الباب لغيرهم من النيل منها.

ولا يقل عما بتلك البيانات السوداء المعيبة لكل ما هو "أخلاقي" قبل أن يكون وطني – قومي، ان لا تغضب "الرسمية الفلسطينية" بوضوح مطلق على ما كان من "أشقاء" طعنوا روح كل شهيد فلسطيني سقط حاملا راية قضيته، وطعنة في ظهر قيادة النضال الوطني العام، وتطاول غير مسبوق على جوهر الثورة الفلسطينية المعاصرة، بكل مظاهرها.

ولكن، ما زاد الأمر سوادا فوق سواد تلك المواقف "العار"، ألا يخرج من بين "الباكيين" على "دم الغزاة"، ليقول كلمة واحدة في قيام منظمات "الإرهاب اليهودي" في حرق منازل فلسطينية، وتحطيم أملاكهم وسياراتهم، واستباحة ما يمكن استباحته بحماية جيش الفاشية الاحتلالي الاحلالي..أفعال تمت وتتم لم تبق وسيلة إعلامية، دون نشرها، كي لا يقال أن "مثل تلك الأخبار" لا تصل الى من سارع باكيا على دم "يهودي مستوطن".

ومن المفارقة التي تكشف فضيحة البعض "الشقيق"، أن تستنكر وسائل إعلام عبرية تلك الحملات الإرهابية، وبأنها تمثل خطرا عليهم وليس فقط على الفلسطيني، عمليات شعارها المركزي، "الموت للعرب"، ولم يقولوا "الموت للفلسطيني"، وتلك مسألة ربما تدفع من سارع بإدانة فعل الفعل الكفاحي بالتوقف قلقا ويفكر ماذا فعل سوءا.

"الموت للعرب"..شعار مركزي لفصائل "الإرهاب اليهودي"، منذ قام باروخ غولدشتاين من أتباع  كاهانا المؤسس للإرهاب اليهودي الحديث، بارتكاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، ولا زال "أحفاده" يعملون بكل حرية داخل الكيان، ومواقفهم العدائية لا تقف عند حدود 1967، بل تغطي كل أرض فلسطين التاريخية، من رفح الى الناقورة، ومن البحر الى النهر، بأسماء معلومة جدا، وأبرزها الراهن ما يعرف بـ "لهافا" و "لافاميليا"، منظمات غالبية إعلام العدو يراها بوضوح أنها "منظمات إرهابية"، تمارس كل أشكال الحقد والكراهية والعنصرية ضد الفلسطيني والعربي، بل أن كراهيتهم التي تفوق الحد الممكن تستفز بعضا من سياسي دولة الكيان، فطالبوا بإخراجها عن القانون وحظرها..

ولتنشيط ذاكرة بعض "الأشقاء" العرب المتباكين على دم الغزاة المستوطنين، أنه ما بعد توقيع "اتفاقات التطبيع" مع دولة العدو القومي، وراجت إشاعة عن قيام مستثمر إماراتي بشراء نادي بيتار القدس، كيف خرجت مسيرات تلك المنظمات الإرهابية وهتفت شعارها الشهير، "بيتار سيبقى نقياً للأبد"، ما يعكس عنصرية نادرة ليس ضد الفلسطيني فحسب بل ضد العربي القادم ليضخ مالا في كيانهم.

التذكير بتلك اللمحة عن منظمات "الإرهاب اليهودي" التي تعمل في الضفة والقدس والمستوطنات كافة ونموذجهم الرسمي بن غفير وسموتريتش، قامت خلال 48 ساعة، بأعمال حرق وتخريب وتدمير ممتلكات، وقتل شاب في قلقيلية، وجرح العشرات من الفلسطينيين، لكنها مرت مرورا عابرا، وكأنها لا تعني لـ "المنددين العرب" شيئا.

صمت البعض العربي على "الإرهاب اليهودي"، بعدما سقطوا في امتحان "العروبة" لن يكسر ظهر من خرج ليتحرر من "رجس محتل"، لكنه سيبقى أثرا بداخل كل ما هو فلسطيني روحا واسما.

محاولة البعض العربي تبيان "أنسنتهم" على حساب دم أهل فلسطين، لن تمنح فاعليها رضا من يكره العربي بصفته وليس بجنسيته...فالغزاة لا يحترمون من لا يحترم قيمه وتاريخه.

ملاحظة: وثيقة المؤرخين اليهود داخل الكيان العنصري وخارجه، ان مسار حكومة الفاشية الجديدة هو خطر على "وجود إسرائيل"...رسالة لمن يهمه الأمر لو أريد له ألا يبقى غارقا في وحل الاستغباء!

تنويه خاص: جيد الحديث عن عودة لقاءات قيادية فلسطينية بمشاركة الرئيس محمود عباس، للمرة الثالثة، خلال كم يوم..لكن "الأجود" ان يتم تشكيل "خلية عمل" تتواصل مع العرب والعجم كي لا يسقطوا ثانية في عار جديد ضد فلسطين الثورة والكفاح!