معاريف : نتنياهو أمام تحدٍ كبير

حجم الخط

بقلم: تل ليف رام


في الأسابيع الأخيرة، في ظل التصعيد الأمني منذ آذار من العام الماضي، حذروا في الجيش الإسرائيلي من ميول خطيرة وتوتر ينشأ في الميدان قد تؤدي إلى تصعيد أخطر من ذلك بكثير.
شهر رمضان تحدد كفترة من شأن التوتر الأمني فيها أن يصل ذروته. ولا تنقص أعواد ثقاب من شأنها أن تشعل نارا كبرى: كثرة القتلى الفلسطينيين في أثناء أعمال الجيش الإسرائيلي، أو عملية مضادة فتاكة تؤدي إلى موجة عمليات إلهام وتقليد، أو تصعيد في الحرم، أو عملية "تدفيع ثمن" وإرهاب من جانب مستوطنين وغيرها.
اثنان على الأقل من السيناريوهات التي وضعها جهاز الأمن تحققا منذ الآن في غضون بضعة أيام. عملية للجيش الإسرائيلي في جنين لاعتقال خلية تابعة لـ "الجهاد الإسلامي"، خططت لتنفيذ عمليات إطلاق نار إضافية، انتهت مع تسعة قتلى فلسطينيين، معظمهم نشطاء "إرهاب".
بالمقابل، فإن العملية في ليل السبت في نافيه يعقوب، والتي جبت سبعة قتلى – العملية الأقسى منذ نحو 15 سنة، توقظ منذ الآن الوضع الفلسطيني وميل التقليد مثلما وجد تعبيره صباح أول من أمس عندما خرج "مخرب" ابن 13 فقط لتنفيذ عملية إلهام، هذه المرة في مدينة داوود، والتي انتهت بجريحين بجروح خطيرة.
الأيام ستقول، لكن يحتمل أنه من ناحية الفلسطينيين فإن المعركة في جنين، الخميس الماضي، شكلت المحفز لتصعيد دراماتيكي في الميدان.
المهمة المركزية للحكومة وجهاز الأمن الآن هي كبح ميل التصعيد. لكن حتى لو كبحت موجة "الإرهاب" هذه في الأيام القريبة القادمة فإن أبخرة الوقود سترافق هنا مع حلول شهر رمضان المقترب.
مثلما في موجة "إرهاب" السكاكين والدهس في 2015، فإن المشكلة المركزية لجهاز الأمن هي التصدي لـ "المخرب" الفرد.
في موجة "إرهاب" 2015 أيضا كانت هناك حالات عديدة كان فيها "المخربون"، الذين نفذوا العمليات، فتيانا فلسطينيين. ما شذ في عملية أول من أمس هو "المخرب" ابن الـ 13 الذي استخدم سلاحا ناريا، ما أصبح رمز موجة "الإرهاب" الحالية.
ويعد هذا اختباراً أمنياً كبيراً أول للحكومة الجديدة بل وأكبر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فهو يعرف جيداً أنه في المعركة مع "الإرهاب" لا توجد حلول سحرية سريعة لكن بالمقابل فإن أعضاء حكومته المتطرفين وعدوا بحلول أخرى وهاجموا الحكومة السابقة بحدة كمسؤولة عن موجة "الإرهاب" الأخيرة.
من الواضح لنتنياهو أيضاً أن تصعيداً كبيراً في الساحة الفلسطينية من شأنه أن يمس بمصالح إسرائيلية أكبر بكثير في هذا الوقت ولا سيما في مسألة إيران وتوثيق التحالفات في العالم.
انتفاضة ثالثة بالتأكيد لا تخدم هذه المصالح. دور نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت هو توفير الإطار السياسي الاستراتيجي الذي يعرف كيف يميز بشكل براغماتي بين الأعمال اللازمة ضد "الإرهاب" وبين القرارات السياسية وعدم العمل انطلاقا من الضغط.
صحيح أن الميدان يشتعل لكن حتى الانفجار التام لا تزال هناك مساحات كبح. غير أن هذا يعد تحدياً كبيراً جداً يقف أمامه رئيس الوزراء، وبخاصة في ضوء تركيبة الكابينت الذي يترأسه.

عن "معاريف"