وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، انتقادًا لتصرفات الغرب وسعيه لتحويل جورجيا إلى "مصدر إزعاج لروسيا"، مشيرا إلى أن تصرفات الغرب الحالية لا تحمل أي ذرة من احترام سيادة الدول.
جاء ذلك خلال تصريحات للوزير لافروف اليوم الخميس، خلال مقابلة له مع رئيس المجموعة الإعلامية "روسيا سيغودنيا" دميتري كيسيليوف، قائلًا إننا "أصبحنا نرى كيف يحارب ضدنا اليوم جميع دول (الناتو)".
وتابع لافروف إنه ليس لديه أدنى شك في أن الغرب سيحول جورجيا إلى مصدر قلق لروسيا، مازحًا بالقول إنه مستعد لترشيح من يستطيع أن يجد في تصرفات الغرب أي ذرة لاحترام سيادة الدول لجائزة "نوبل".
وتابع: "إن السياسيين الغربيين ديمقراطيون عظماء، كما تعلم. لكنهم يفهمون الديمقراطية على أنها حقهم في فرض فهمهم للديمقراطية على أي أحد آخر. وبمجرد أن تتحدث معهم عن الحاجة إلى مقاربات ديمقراطية في القضايا الدولية، يفقدون أي حماس للحديث".
وأضاف، أنه كلما زاد الغرب في تزويد كييف بالأسلحة بعيدة المدى زادت الحاجة لدفعها بعيدا عن الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أن روسيا تسعى إلى إبعاد القوات الأوكرانية إلى مسافة آمنة لأراضي روسيا
وأوضح أن الغرب يعمل بشكل علني على تصعيد الصراع في أوكرانيا، وأن بلاده في قلب معركة جيوبوليتيكية، مبينًا أن الولايات المتحدة "سحقت" الاتحاد الأوروبي وحرمته من آخر علامات الاستقلال
وأشار إلى أن الغرب يحاول إلحاق هزيمة بروسيا، تجعلها غير قادرة على استعادة قوتها لعشرات السنين، مؤكدًا على أن الغرب لا يحترم حياد البلدان النامية ويضغط تقريبا يوميا على أولئك الذين لم ينضموا بعد إلى العقوبات ضد روسيا الاتحادية
وأوضح أن المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي وعد بعدم إرسال طائرات إلى أوكرانيا معروف بقدرته على تغيير مواقفه، منوهًا إلى أن القول إن روسيا ترفض التفاوض بشأن أوكرانيا هو كذب وغير صحيح
وقال: "بالنسبة لمن سيلعب دور "أوكرانيا التالية" فإن الغرب الآن يتطلع إلى مولدوفا خاصة وأن رئيستها جاهزة عمليا لكل شيء"، متابعًا إن "الدبلوماسية الروسية تعمل بنشاط على تعزيز تواصلها وتوضيح الحقيقة على الساحة الدولية".
وتابع بالقول: "نرى كيف يخوض كل حلف الناتو حربا ضد روسيا"، مشيرًا إلى أن بلاده لم تتوجه بطلب إلى شركائها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي للمساعدة فيما يتعلق بالعملية الخاصة في أوكرانيا
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرح بالتفصيل أهداف وأسباب وحتمية العملية العسكرية الخاصة، لم يفعل ذلك فجأة، ولكن بعد سنوات عديدة من التوضيح للغرب أنهم يسيرون في الاتجاه الخاطئ ويقوضون كل ما تعهدوا بالالتزام به، موضحًا أن الولايات المتحدة وجميع "الغربيين" - الديمقراطيون الكبار، يفهمون الديمقراطية على أنها حقهم في فرض فهمهم لها على الآخرين
وأكد على أن الولايات المتحدة تحشد الاتحاد الأوروبي لتسليم جميع الأسلحة إلى أوكرانيا بينما تكثف إنتاجها من الأسلحة وتجبر أوروبا على شرائها، مبينًا أن جيراننا وحلفاؤنا يرون ألعاب ومحاولات الغرب، ويفهمون جيدا الأهداف التي يسعى الغرب لتحقيقها في الفضاء المشترك.
وأضاف ردا على تصريحات تفيد بأن كوريا الشمالية وإيران تساعدان روسيا بالأسلحة، أن المجمع الصناعي العسكري الروسي يعمل "وكل شيء سيكون على ما يرام".
وفيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، صرح الخبير العسكري، المقدم المتقاعد بقوات جمهورية لوغانسك الشعبية أندريه ماروتشكو، بأن القيادة الأوكرانية نقلت جنود الاحتياط إلى منطقة سفاتوف لتعويض خسائرها.
وتقع سفاتوفو شمال جمهورية لوغانسك الشعبية، حيث تابع ماروتشكو لوكالة "نوفوستي" الروسية أنه "في منطقة بلدة ستيلماخوفكا (الواقعة بمنطقة سفاتوفسكي) على وجه التحديد لوحظ نقل إضافي للأفراد والأسلحة والمعدات العسكرية من قبل العدو".
وأكد المقدم على أن القوة الإجمالية في هذه المنطقة لم تتغير، ويجري نقل الاحتياط "لتعويض الخسائر البشرية التي تكبدتها القوات الأوكرانية، وكذلك لاستبدال المعدات والأسلحة التي عطبت".
وتصاعد الوضع في اتجاهي سفاتوفسكي وكرمنسكي في دونباس خريف العام الماضي، حيث تقصف القوات الأوكرانية بانتظام كريمينايا وسفاتو، وتحاول بشكل دوري اختراق الدفاعات في هذه المناطق.
وعلى محور آخر حررت القوات الروسية بلدة ساكو وفانتسيتي في جمهورية دونيتسك الشعبية، نقلا عن مؤسس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، الذي أعلن يوم أمس عن سيطرة الوحدات الهجومية لـ "فاغنر" على البلدة بالكامل.
وتقع هذه البلدة على بعد بضعة كيلومترات شمال غرب سوليدار، التي انتهت عملية القوات السيطرة عليها 12 يناير الماضي، ثم حررت القوات المسلحة الروسية بعدها بأيام قليلة محطة سكة حديد سول في نفس الاتجاه.
وتعود أهمية سوليدار في استمرار الهجوم الناجح في اتجاه دونيتسك، حيث تقع في وسط خط دفاع أرتيوموفسك سيفيرسك، حيث يقيم الجيش الأوكراني تحصينات دفاعية قوية هناك، وهو ما دفع القوات المسلحة الأوكرانية إلى نقل احتياطها إلى كريمينايا على وجه السرعة.
من ناحية أخرى، أطلقت القوات الأوكرانية 6 قذائف عيار 155 ملم على مدينة غورلوفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية، حيث أفاد المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب في أوكرانيا برصد "قصف من جانب التشكيلات المسلحة الأوكرانية في التاسعة من صباح اليوم الخميس على بلدة بليشيفكا بمنطقة غورلوفكا بعدد 6 قذائف من عيار 155 ملم".
وتقع مدينة غورلوفكا على بعد 50 كيلومتر شمال دونيتسك، وهي موطن لمؤسسات ستيرول المعنية بالكيماويات وتعدين الفحم. وهي واحدة من أكبر المدن في جمهورية دونيتسك الشعبية، وكان يقطنها قبل بدء العملية العسكرية الخاصة أكثر من 250 ألف نسمة.
وتستخدم دول "الناتو" مدفعية من عيار 155 ملم، التي تقصف بها القوات الأوكرانية مدن دونيتسك وجمهورية لوغانسك الشعبية، كما تم تزويد القوات الأوكرانية بمدافع ألمانية ذاتية الدفع PzH 2000، ومدافع Krab البولندية ذاتية الدفع، وكذلك مدافع CAESAR الفرنسية ذاتية الدفع التي تستخدم جميعا هذا العيار.