يديعوت : الصفقة التي عرضها الأميركيون على نتنياهو

ناحوم-برنياع.jpeg
حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 

 



جدول الأعمال الدولي لإدارة بايدن مليء جدا. على الرغم من ذلك زار إسرائيل، في الأسبوعين الأخيرين، ثلاثة من كبار مسؤولي الإدارة: وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سلوفيان، ورئيس الـ"سي.اي.ايه"، وليام بيرنز. لو كان الحديث يدور عن ثلاثة إسرائيليين وصلوا في سلسلة زيارات إلى واشنطن – وزير الخارجية إيلي كوهن، ورئيس هيئة الأمن القومي، تساحي هنغبي، ورئيس "الموساد"، دادي برنياع، لقلنا انهم يتنافسون الواحد مع الآخر على العناوين الرئيسة. لكن الأميركيين يعملون بشكل مختلف. فقد جاؤوا كي يفحصوا إذا كان ممكنا عقد صفقة رزمة مع نتنياهو.
بصيغة غليظة، تبسيطية، هذه هي الصفقة: مقابل تعاون أميركي حيال ايران والسعودية، يذيب نتنياهو وعوده ووعود شركائه الانتخابية، ويهدئ المنطقة، ويحافظ على الوضع الراهن في الحرم، ويعزز السلطة الفلسطينية، ويلجم الاستيطان. في كل هذه المواضيع تتصرف الحكومة في إطار الخطوط الحمراء التي تضعها الإدارة الأميركية.
يدور الحديث عن سلسلة تفاهمات، سرية وشبه سرية. ليس احتفالا لامعا في صيغة صفقة القرن لترامب بل خطوة سياسية ذات آثار في الساحة الإسرائيلية الداخلية.
رد نتنياهو بالإيجاب. في مثل هذه المفترقات هو دوما يرد بالإيجاب. وبالتوازي يرد بالإيجاب لمطالب شركائه من اليمين. لقد درج الأميركيون على أن يقولوا عن أناس من نوعه انهم يتحدثون من طرفي الفم.
في المسألة الإيرانية، سجل في الأشهر الأخيرة تقارب كبير بين الدولتين. آيات الله ساعدوا جدا. فقرارهم أن ينقلوا لروسيا مسيرات تخدمها في الحرب في أوكرانيا جعلت ايران طرفا فاعلا في حرب يوجد عليها إجماع في الرأي العام الأميركي.
ساعد أيضا الطريق الذي ينعكس فيه الاحتجاج في ايران في وسائل الإعلام الغربية. متظاهرات يضربن ومتظاهرون يدانون ويشنقون.
تقترح الولايات المتحدة على إسرائيل تعاونا واسعا في أعمال سرية وشبه سرية داخل ايران – ليس حربا. إذا قررت ايران تجاوز الحافة النووية، فستفكر أميركا بخطوات أخرى. من ناحية إسرائيل، هذه بشائر طيبة.

المشورة التي تبناها نتنياهو
يطرح محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، شروطا غير سهلة في الطريق إلى تقدم التطبيع مع إسرائيل. على نتنياهو أن يعطيه ضوءاً في الساحة الفلسطينية. فضلا عن هذا، مثلما كتبت في الماضي، يحتاج إلى أن يصل إلى مصالحة بينه وبين إدارة بايدن. هذا يعني إقراراً في الكونغرس لصفقة السلاح الهائلة التي أعدت في عهد ترامب؛ وتجاهل المس بحياة الإنسان في اليمن وبحقوق الإنسان في السعودية؛ وبساطا احمر في البيت الأبيض للأمير، رغم ضلوعه في قتل الصحافي جمال خاشقجي.
بايدن يمقت محمد بن سلمان وقضاياه. على الرغم من ذلك، فإن احتفال تطبيع في ساحة البيت الأبيض بين إسرائيل والسعودية يمكنه أن يسحره. العارفون بالأمور يحددون الكونغرس مشكلة أساسية. الديمقراطيون يعارضون بسبب خاشقجي، والجمهوريون، بسبب الربح المتوقع للرئيس الديمقراطي. مطلوب هنا جهد مشترك من البيت الأبيض ومن نتنياهو. لن يكون جهد مشترك إذا ما عربدت الحكومة في الموضوع الفلسطيني.
نقترح عليك التركيز على الموضوع الإيراني، قال، عمليا، الأميركيون لنتنياهو. يمكنك أن تحظى فيه بإنجاز تاريخي. وستكون السعودية العلاوة. انت يمكنك، من جهة أخرى، إن تنشغل في خطوات ضم في الضفة، وفي صدامات في الحرم، وفي انقلاب قضائي يلقي بظل على تشخيص إسرائيل كدولة ليبرالية، ديمقراطية وتبث للعالم عدم استقرار. قرر من أنت وماذا تريد.
توجد في الكنيست، وربما في الجمهور أيضا أغلبية لكل واحد من البديلين، لكن ليس فيها أغلبية لكليهما. هذا يبدو غريبا، لكن هذا هو الواقع. كل محاولة للتركيز على القناتين – إعطاء الأميركيين ما يريدون وإعطاء سموتريتش وبن غفير والحريديم ما يريدون – ستؤدي بالضرورة إلى انفجار، داخلي وخارجي. يحاول نتنياهو في هذه الأثناء السير بين القطرات. يطلب تمديدا آخر لإخلاء الخان الأحمر، على أمل أن يسجل الأميركيون له نقاط استحقاق، لكنه يعد بأن يعطي المستوطنات شيئا قريبا. هو يقنع سموتريتش بأن ينقل إلى السلطة الفلسطينية المال التي تدينها إسرائيل لها، لكن يسمح له بأن ينشر انه اقتطع من المال الدفعات التي تحولها السلطة إلى عائلات القتلى والسجناء (منذ 2018 يذهب المال المقتطع إلى التجميد. السلطة لا تراه في كل حال. بعضه سيضخ الآن إلى عائلات مصابي العمليات العدائية ممن رفعوا دعاوى ضد السلطة في إسرائيل).
مشورة واحدة تبناها نتنياهو: التركيز على الأمر الأساس. يخيل أنه يفهم الآن أن الفوضى التشريعية التي جاء بها ائتلافه – مشاريع قوانين جديدة في كل يوم، تعسفية، قطاعية، في حالات عديدة مهملة ومثيرة للحفيظة – لا تأتي له إلا بالضرر.

عن "يديعوت"