انتفض جبل المكبر مؤخرا ليحول دون تنفيذ قرارات احتلالية بهدم عدد من منازله، فأغلق الشوارع بالحاويات والدواليب المحترقة، وصب الزيت على الاسفلت ليمنع آليات الهدم الثقيلة من إمكانية التقدم ، واعلن الاضراب العام في المدارس والمؤسسات والاسواق والمحلات التجارية، ونجح فعليا في منع الهدم ، ولو مؤقتا ، لكن الاهم من ذلك، يكون قد خفف الضغط عن سلوان التي تخضع لاجراءات امنية ومخابراتية شديدة ومعقدة تتعلق بإغلاق منازل ووضعها تحت الحراسة مقدمة لهدمها، ما عدته منظمات دولية عقوبات جماعية ترقى لجرائم الحرب، ناهيك عن اعتقال العشرات من عائلتي الشهيد خيري علقم والجريح الطفل محمد عليوات منفذا عمليتي النبي يعقوب وسلوان التي راح فيهما سبعة قتلى وتسعة جرحى لم يعلن عن اسمائهم رسميا بعد لاسباب لا نعرفها .
سلوان شقيقة المكبر منذ ما قبل التاريخ اليهودي والمسيحي والاسلامي، فاسمها الآرامي مشتق من اللفظة "سيلون" التي تعني الشوك او العليق ، ويعتقد المؤرخ العربي السوري فراس السواح ان "جبل الهيكل" اليهودي الذي يبحث عنه اليهود تحت المسجد الاقصى قد بني قربها او تحت الطريق التي تربط بينها وبين الاقصى ، لكن فات كل هؤلاء الرواية الدينية التاريخية المسيحية التي وردت في الاناجيل الاربعة من ان هذا الهيكل المقدس ، كان قد حوله حاخاماته الى مكان لبيع الحمام و تبديل العملة و "غش التجارة"، وانه عندما اقتحمه السيد المسيح ، قلب جميع طاولاته قائلا لهم "بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الامم، وانتم جعلتموه مغارة لصوص". و بغض النظر إن كانوا اليوم يبحثون عن هيكل ام عن مغارة لصوص وفق السيد المسيح ، فإنهم يطاردون كل ما هو ليس يهوديا ، من حجر وبشر وشجر ، وآخر ما حرر على هذا الصعيد اقتحام كنيسة "حبس المسيح" أمس الاول، وتدمير محتوياتها و مقتنياتها، وقيل انهم حاولوا احراقها، نكاية لربما بما فعله المسيح في هيكلهم قبل ألفي عام .
لكن جبل المكبر، الذي انتصر لسلوان على هذه الشاكلة، أثبت ان عظمة المكان بالسكان، وليس فقط بالبناء والعمران حتى حين تكون تاريخية وأثرية ومقدسة، ماذا يفيد مدينة أثارها قبل مئات او آلاف السنين ، وسكانها اليوم عتاة مجرمون قتلة باعة مخدرات ... الخ ، اثبت جبل المكبر انه قادر على نصرة شقيقته سلوان، بل يكون من حيث يدري او لا يدري انه يدشن خط اشعال انتفاضة مقدسية اخرى اذا ما قامت العيسوية والطور وبيت حنينا وشعفاط والثوري ووادي الجوز وصور باهر بما قام به جبل المكبر ، ولكن في وقت واحد .
أخوة المكبر مع سلوان ، تنسحب على أخوة القدس مع جنين، التي يحاول خبثاء اميركا ممثلين بوزير خارجيتها ومدير مخابراتها توريط السلطة في احتواء مقاومتها، فبدلا من ان تكون اسرائيل هي من ترتكب المجازر ، تقوم السلطة بهذه المهمة القذرة .
أخوة القدس مع جنين، لمن لا يعرف، او لا يريد ان يعرف، منسحبة على أخوة الضفة مع غزة .