لا يكاد يمر يوم دون ان نسمع او نقرأ تصريحات فلسطينية عن اجتماعات للقيادة وبحث آخر المستجدات، وفي الاجتماع الاخير قبل يومين برئاسة ابو مازن طبعا، تم اطلاع المجتمعين على التطورات الجارية لحماية شعبنا وحقوقه المشروعة، كما تم الاتفاق على الاستمرار في مثل هذه الاجتماعات.
وحين أطّلع على صفحة «القدس قبل عشرين عاما» ألاحظ ان الكثير من الاخبار تتكرر في هذه الايام دون ان يتغير شيء ، وفي المقدمة طبعا ممارسات وانتهاكات الاحتلال والتصريحات نفسها التي تصدر من قيادات فلسطينية لم يتغير بعضها حتى اليوم، ولا ضرورة لذكر تفاصيل اكثر لأن من يقرأ الصحف يرى ذلك بنفسه.
المشكلة الكبرى أننا نكرر التصريحات والاحتلال يكرر الممارسات وينهب الارض ويقتل كل آمال وامنيات المستقبل والحديث عن الدولة الفلسطينية المستقلة ، كما ان المجتمع الدولي لا يتوقف عن اصدار البيانات والأسوأ ان العالم العربي يسارع الى التطبيع مع هذا الاحتلال ، وآخر الامثلة وليس اخيرها، هو السودان الذي يميل نحو التطبيع وهو الذي استضاف قبل عدة سنوات مؤتمرا للقمة العربية كان من ابرز قراراته عدم الاعتراف باسرائيل.
ومما يزيد الطين بلة، وللأسف الشديد والالم العميق، ان القيادات الفلسطينية تتمسك بقوة اكبر بكراسي الحكم ولا تفكر باتخاذ اي اجراء قد يزعزع «زعامتها» وتظل تحارب وبكل قوة بالتصريحات المتكررة والمواقف العبثية التي لا اهمية لها.
لقد طالب كثيرون، وانا واحد منهم، وأعود اليوم لتكرار المطالبة بانتخابات رئاسية وتشريعية ليقول الشعب كلمته ويختار من يمثله وقد يكون في تصرف هام كهذا ان تتغير اساليب الرد على الاحتلال وانتهاكاته وان يدركوا في اسرائيل ان الشعب هو القوة وليس مجرد الدبابات والمدافع وان المستقبل لهذا الشعب رغم كل غطرسة القوة التي يتمتع بها الاحتلال ويعتبرها الوسيلة الاقوى لفرض ما يريد.
اخيرا نقول يا ايها السيد الرئيس ان التاريخ لا يرحم وعليك ان تتحمل المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة لمواجهة كل التحديات التي نعيشها ولقد حكمت فترة طويلة وأطال الله في عمرك ..!!