في الآونة الأخيرة حدث تراجع كبير وملحوظ في أسعار النفط، ويوجد مجموعة من الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك، والتي تتمثل في مجموعة من العناصر، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن هذه الموضوع، من خلال هذا المقال، فتابع معنا.
أسباب تراجع النفط
لا أحد يستطيع أن يتوقع إلى متى ستواصل أسعار النفط انخفاضا فيها، ولكن يوجد مجموعة من الأسباب التي أدت إلى حدوث انخفاض في أسعار النفط، والتي تتمثل في الآتي ذكره:
صعود الولايات المتحدة كمصدر للبترول
في القترة ما بين عام 20212 وحتى عام 2015 زادت الولايات المتحدة من انتاجها من النفط، وذلك ليصل إلى 14 مليون برميل بشكل يومي، بعد إن كانت تنتج ما يعادل 10 مليون برميل يوميا، وهو الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر قائمة الدول الأكثر انتاج للبترول بدلا من المملكة العربية السعودية وروسيا، ومن الجدير بالذكر أن الحجم في زيادة الانتاج في التي حدثت في أمريكا تعادل كلا من انتاج نيجريا، وأنغولا وليبيا، وكل هؤلاء الدول تعتبر من أكثر الدول الإفريقية انتاج للبترول.
ويرجع السبب في الزيادة في انتاج الولايات المتحدة الأمريكية من البترول إلى ارتفاع الاستثمار في النفط واستخدام التقنيات الحديثة التي من أجل الحصول على البترول، مثل استخدامها إلى ما يسمى الحفر بالتكسير والذى تعتمد فكرته على ضخ كلا من المحاليل الكيميائية وضخ الماء في الصخور من أجل توسيع الشقوق التي توجد فيها وذلك بغرض الوصول إلى النفط والغاز الصخري، وهذان النوعان من النفط لا يمكن استخراجهم بالطرق التقليدية.
زيادة الإنتاج في العراق
ويعتبر هذا العامل واحد من أهم الأسباب التي أدت إلى حدوث ارتفاع في أسعار النفط، ويرجع السبب في ذلك في أن العالم لم يكن منتبها أن خلال العام الماضي استطاعت العراق أن تعمل على زيادة انتاجها اليومي من النفط، حيث أنها كانتا تقوم بانتاج ما يعادل 4.3 مليون برميل بشكل يومي، بعد أنها كانت تنتج ما يعادل 3.3 مليون برميل، على الرغم من الكثير من الصراعات التي تشهدها هذه البلاد.
ومن الجدير بالذكر أن الزيادة في انتاج العراق تعادل انتاج الجزائر ، والتي تحتل المرتبة الثالثة من الدول الأفريقية الأكثر انتاجا للنفط.
عودة إيران إلى تصدير النفط
بعد أن تم التعاقد النووي بين كلا من إيران بالإضافة إلى مجموعة 5+ 1 والتي تتكون من الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، تم الغاء جزء كبير من العقوبات التي قد فرضت قبل ذلك على إيران وهو الأمر الذي سيجعل إيران ستتمكن بكل سهولة وسلاسة إلى الوصول إلى الأسواق العالمية من النفط ، هذا بالإضافة إلى أنه يتوقع أن تكمل مجارتها من التجارة النفطية مع العراق.
ووفقا لم تم الاعلان عنه من قبل منظمة أوبك الدولية للبترول فإنه يبلغ الانتاج الايراني الخام للنفط ما يعادل ثلاثة مليون برميل يوميا، وتتوقع المنظمة الدولية للطاقة بأنه يمكن أن يزيد الانتاج بما يعادل 300 ألف برميل بشكل يومي في انتهاء العام الجاري، وبلا شك فإن الكمية المتوفرة من النفط على مستوى العالم ستؤثر على أسعار النفط سلبا، وهو الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى انخفاض أسعار النفط.
نفط المحيط في البرازيل
وتعتبر البرازيل واحدة من أكثر الدول التي زاد انتاجها من النفط، وذلك خلال السنوات الماضية القليلة، ويرجع السبب في ذلك في أنه في الفترة ما بين عام 2013 إلى عام 2015 زاد معدل الانتاج البرازيلي ما بين 2.6 مليون برميل في اليوم، إلى ثلاثة مليون برميل في اليو، ووفقا لم تم الإعلان عنه من قبل منظمة اوبك للبترول فإنه تم حفر ما يعادل 72 بئر جديد من البترول في البرازيل في العام السابق، وذلك مقارنة بم تم حفره من البراميل في عام 2014 وهو ما يساوي 87 بئر.
هذا بالإضافة إلى أن البرازيل قامت على استخدام أفضل وسائل التقنية والتكنولوجيا في استخراج البترول من البحار، وذلك بعد أن تم اكتشاف كمية لا بأس بها من البترول في البحر، والتي توجد على عمق ما بين أربعة وثمانية كيلو مترات، وذلك ما بين طبقات صخرية وملحية.
بقاء المملكة العربية السعودية على معدلات منخفضة من النفط
من الجدير بالذكر أنه في الفترة الماضية من العقود كان للمملكة العربية السعودية دور كبير في التلاعب بأسعار النفط على مستوى العالم، ويرجع السبب في ذلك في أنها تمتلك كميات كبيرة من البترول وغير مستغلة، هذا بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الآبار لم تصل إلى الحد الأقصى من انتاج النفط حتى هذه اللحظة، وكل هذه الأمور قادرة على أن تكون سبب في رفع الكفاءة الانتاجية وفي وقت قصير، ودون أن يحدث زيادة كبيرة في تكاليف الإنتاج بسبب هذا الأمر، وكل هذه العوامل في النهاية تؤدي إلى حدوث انخفاض سعر النفط.
ولكن من الجدير بالذكر أنه يمكن للملكة العربية السعودية رفع سعر النفط، وذلك من خلال تقليص انتاجها منه، ويرجع السبب في ذلك في أنها ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط على مستوى العالم، وبالرغم من أنه كان هناك عجز في ميزانيتها في العام الماضي، إلا أن السعودية حتى هذا الوقت ما زالت تبقي على انتاجها منخفضا من النفط، وهو الأمر الذي يعرضها للكثير من الخسائر المادية.
مما لا شك فيه يبدو أنه يوجد أسباب لإصرار السعودية على ابقاء انتاجها منخفضا من النفط بالرغم من أنه يسبب لها الكثير من الخسائر المادية، وحسب ما صرح الكثير من المحلليين أنه يبدو ذلك من أجل تقليص استخدام التقنيات الحديثة في استخراج النفط من أعماق البحار، ومن الصخور.
الخوف من الصين
ربما يظهر الأمر غريب بعض الشئ عندما يتحدث الكثير من المستثمرين عن الأزمة الاقتصادية التي توجد في الصين، وذلك عند النظر في معدلات النمو في الناتج القومي المحلي ، والتي تبلغ نسبته ما يعادل 6% ، ولكن من الجدير بالذكر أنه الكثير من المراقبين يخشون أن الأرقام القياسية قد تخفي أمر ما من حيث الصورة الأكثر عتمة فيما يتعلق بالاقتصاد الصيني.
ومن الجدير بالذكر أنه في العقد الأخير ارتفع معدل الاستهلاك في الصين من البترول، وذلك ليصل إلى 11 مليون برميل في اليوم، وهذه الكمية تعادل استهلاك كلا من منطقة ما دون الصحراء في إفريقيا، واستهلاك أمريكا اللاتينية، لذلك فإنه من الطبيعي عند تعرض الصين إلى أزمة اقتصادية فإن هذا بلا شك سيؤثر على أسعار النفط على مستوى العالم.
شتاء معتدل في نصف الكرة الشمالي
وفقا لم تم اصداره في عام 2015 من قبل هيئة الأرصاد فإن عام 2015 يعتبر هو العام الأكثر دفئا منذ أن بدأت عملية تسجيل الطقس في القرن التاسع عشر، وبسبب ظاهرة أل النينو المناخية يوجد مجموعة من التوقعات فيما يخص درجات الحرارة والذي يرجح أنه سيكون دافئ في نصف الكرة الشمالي، وهو الأمر الذي سيؤدي في النهاية في تراجع الطلب على النفط، ومن ثم حدوث انخفاض في أسعار النفط.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بأهم الأسباب التي أدت إلى حدوث انخفاض في أسعار النفط على مستوى العالم.