مدمر أم ضعيف.. كيف يتم احتساب قوة الزلازل؟

مدمر أم ضعيف.. كيف يتم احتساب قوة الزلازل؟
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

ضرب زلزال بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر، قضاء بازارجيق بولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، بحسب معلومات نشرتها رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ.

وبحسب المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض فإن قوة الزلزال الذي ضرب تركيا وصل إلى 7.7 درجة، مضيفا أن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات.

كيف تحدث الزلازل؟

تُعد الزلازل من أكثر الظواهر الطبيعيِّة تدميرًا، حيثُ يتكون سطح الأرض من صفائح تكتونيّة تقع تحت سطحها وتحت المحيطات، والزلازل عبارة عن اهتزازات مُفاجئة لسطح الأرض ناتجة عن تفريغ للطاقة المُختزنة في القشرة الأرضيّة على شكل موجات زلزالية ينتُج عنها حدوث كسر في طبقاتِ الأرض، وتتسبب في حدوث الزلزال.

وتتراوح الزلازل من حيثُ شدتها، إلى زلازل ضعيفة بحيث لا يمكن الشعور بها، وإلى زلازل تكون عنيفة يشعر الناس بها وتكون لها تأثير كبير من تدمير وغيرها، ويتم استخدام كلمة زلزال لوصف أي حدث زلزالي يُولد موجات زلزالية سواءً كان طبيعيًّا أو ناجمًا عن النشاطات الإنسانيّة

ما هي أنواع الزلازل؟

الزلازل التكتونية: ويكون السبب الرئيس فيها حركات تكتونية وأرضية، وتحدث هذهِ الحركات التكتونية عند حدود الصفائح، ويوجد ثلاث أنواع من حدود التصادم؛ التحويل، والمتقاربة، والمتباعدة، عند حدود التحويل تكون حركة الصفائح جانبيّة مما ينتج عن حركتهما إنزلاق لأحد الصفيحتان ، وعند الحدود المتقاربة عندما تلتقي صفيحتان تكتونيتان ببعضهما البعض بشكل مباشر يحدث تصادم بينهما وتتكسر الصفيحتان، وينتج عنها تشكُل سلسلة من التلال ويتطور عبرها الجبال والبراكين، وعند حدود التصادم يحدث عند التقاء صفيحتان مما يؤدي إلى تصادمهما وينتج عنها تكسر في القشرة، والتي تمتلئ بالصهارة فتندلع الحمم والمواد المنصهرة والحطام فوق المناطق المحيطة ويُنتج بركانًا.

الزلازل البركانية: الزلزال البركاني عادة ما يكون أصغر بكثير من الزلزال التكتوني وينتج عن القوى التكتونية التي تحدث بالتزامن مع النشاط البركاني، ويحدث بسبب زيادة ضغط الصفائح التكتونية مما يجبر الصهير بالتحرك تحت الأرض، وهذه الحركة قادرة على أن تحدث زلازل، ويُمكن أن تكون هذه الزلازل بمثابة إنذار مبكر للانفجارات البركانية.

زلازل اصطناعية: تكون هذهِ الزلازل ناتجة عن تأثير النشاطات البشريّة، وهي زلازل ناتجة عن الانفجارات النووية أو الكيميائيّة، وعن الألغام الأرضية التي تسبب موجات زلزالية ناتجة عن انفجار الصخورعلى سطح الأرض.

كيف نقيس الزلازل؟

هناك طريقتان يمكننا من خلالهما قياس قوة الزلزال، المقدار والشدة، حيث يتناسب الحجم مع الطاقة التي يطلقها الزلزال عند البؤرة، ويتم حسابه من الزلازل المسجلة بواسطة أداة تسمى جهاز قياس الزلازل، كما يتم تمثيله بالأرقام العربية (مثل 4.8 ، 9.0).

حجم الزلازل

يتم التعبير عن حجم الزلزال بأعداد صحيحة وكسور عشرية، فعلى سبيل المثال، زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر هو زلزال متوسط، و6.3 هو زلزال قوى، نظرًا للأساس اللوغاريتمي للمقياس، فإن كل زيادة في الحجم تمثل زيادة قدرها 10 أضعاف في السعة المقاسة كما تم قياسها على مخطط الزلازل.

يذكر أن مقياس ريختر بعد أحد أكثر الطرق المُستخدَمة بشكلٍ واسع لقياس قوة الزلازل، ويرجع الفضل فيه إلى العالم تشارلز ريختر الذي قدّمه في عام 1934، ويعتمد هذا المقياس على سعة أكبر موجة مُسجَّلة من قِبل نوع مُحدَّد من أجهزة قياس الزّلازل، بالإضافة إلى المسافة بين مركز الزلزال وجهاز القياس.

على أي أساس نقيِّم الزلازل قوية أم ضعيفة أم متوسطة؟

بحسب موسوعة "بريتانيكا"، يقيم مقياس ريختر قوة الزلازل بناء على درجتها وهي..

زلزال مجهري: يصنف الزلزال بأنه ضغيف أو مجهري إذا كان حجمه أقل من 1.0 إلى 2.9 ريختر، وهو لا يحدث تأثيرات بشكل عام ولا يشعر به الناس، ويحدث في السنة أكثر من 100 ألف مرة.
زلزال طفيف: يصبح الزلزال طفيفا عندما يبلغ حجمه من 3.0 إلى 3.9 ريختر، وهو يشعر به كثير من الناس، ولا يحدث ضرر، ويتكرر حدوثه من 12 ألف إلى 100 ألف مرة في السنة.
زلزال ضعيف: يصبح الزلزال ضعيفا عندما يبلغ حجمه 4.0 إلى 4.9 ريختر، ويشعر به الجميع، ويتكرر حدوثه من ألفين إلى 12 ألف مرة في السنة.
زلزال معتدل: تصبح قوة الزلزال معتدلة عندما يبلغ حجمه 5.0 - 5.9 ريختر، ويحدث أضرارا في الأبنية الضعيفة وهو يتكرر حدوثه من 200 إلى 2000 مرة في السنة.
زلزال قوي: يصبح الزلزال قويا إذا بلغ حجمه من 6.0 إلى 6.9 الفئة، ويحدث أضرارا معتدلة في المناطق المأهولة بالسكان، ويتكرر من 20 إلى 200 مرة في السنة.
زلزال كبير: يصبح الزلزال كبير في حال كان حجمه 7.0 إلى 7.9 ريختر، ويحدث أضرارا جسيمة على مساحات واسعة، وخسائر بشرية، وهو يتكرر حدوثه من 3 إلى 20 مرة في السنة.
زلزال كارثي مدمر: يصبح الزلزال مدمرا عندما يبلغ مستوى حجمه 8.0 ريختر فما فوق، ويحدث دمارا شديدا وخسائر في الأرواح على مساحات واسع، ويتكرر حدوثه أقل من 3 مرات في السنة.
أقوى الزلازل المدمرة في العالم خلال المئة عام الماضية:

زلزال تشيلي هو الأقوى عالميًا بـ9.5 ريختر: وقع بتاريخ 22 من مايو 1960 إذ أصاب الزلزال الأقوى عالميًا مدينة فالديفيا في تشيلي، بلغت قوته 9.5 درجة على مقياس ريختر، وتلته موجة تسونامي هائلة بارتفاع نحو عشرة أمتار، أغرقت ودمرت قرى بأكملها.
زلزال ألاسكا بقوة 9.2 ريختر: رغم قوته الهائلة المقدرة بـ 9.2 على مقياس ريختر، خلف زلزال ألاسكا 128 قتيلًا، وقد يرجع ذلك إلى قلة أعداد سكان تلك المنطقة المتجمدة من شمال أميركا. الزلزال وقع في الـ28 من مارس 1964 وتسبب في خسائر بالممتلكات بلغت نحو 311 مليون دولار.
زلزال المحيط الهندي بقوة 9.1 ريختر: وقع الزلزال في المحيط الهادي قبالة جزيرة سومطرة الإندونيسية، في الـ26 من ديسمبر 2004 بقوة 9.1 ريختر، وتبعته موجة تسونامي عملاقة، وقد تسببا معًا في مقتل أكثر من 200 ألف شخص، وتشريد نحو 1.7 مليون فرد في دول جنوب شرق آسيا.
زلزال اليابان بقوة 9.1ريختر: وقع في 11 من مارس 2011 وبلغت شدته 9.1 درجة على مقياس ريختر، مخلفًا أكثر من 20 ألف قتيل ومفقود، وخسائر مادية تتجاوز 210 مليار دولار.
زلزال كانتو الكبير بقوة 8.4 ريختر: أدى الزلزال الواقع بإقليم كانتو الياباني عام 1932، إلى مقتل 142 ألف شخص، كما تبعته موجة تسونامي قدرت بارتفاع نحو 12 مترًا ، وكانت الأضرر الأكبر واقعة على العاصمة طوكيو التي غرقت بشكل شبه تام.
زلزال الهند بقوة 7.9 درجة: وقع زلزال عنيف في ولاية كجرات شمال غربي الهند، في الـ26 من يناير 2001، وأسفر عن مقتل 20 ألف شخص، وتشريد نحو مليون فرد.
زلزال الصين بقوة 7.8 ريختر: في الـ28 من يوليو 1976 ضرب زلزال مدمر مدينة تانغشان الصينية والمناطق المحيطة بها، محوّلًا إياها لأنقاض، ومخلفًا أكثر من ربع مليون قتيل بالإضافة إلى تشريد 160 ألف عائلة. وتكبدت الصين خسائر مادية جرَّاء هذا الزلزال قدرت بنحو 10 مليار يوان.
زلزال في الصين مجددًا بقوة 7.8 ريختر: في الـ12 من مايو 2008 ضرب زلزال مقاطعة ستشوان جنوب غرب الصين، وقتل 87 ألف شخص، وأصاب مايقرب من 370 ألفًا، وقدرت الخسائر المادية بأكثر من 85 مليار دولار
زلزال الإكوادور بقوة 7.8 درجة: ضرب زلزال قوته 7.8 درجة ساحل الإكوادور، مما أسفر عن مقتل أكثر من 650 شخصًا وإصابة أكثر من 16 ألف شخص، وتدمير نحو سبعة آلاف مبنى، في الـ16 من أبريل 2016.
زلزال باكستان بقوة 7.6 ريختر: في الـ8 من أكتوبر 2005 ضرب زلزال بقوة 7.6ريختر شمال باكستان ومنطقة كشمير، ما أسفر عن مقتل أكثر من 73 ألف شخص وتشريد الملايين.
زلزال إيران بقوة 7.4 ريختر: حدث في 21 من يونيو 1990 وقتل قرابة 40 ألف شخص، وألحق أضرارًا بالغة بمحافظتي جيلان وزنجان، مسببًا تشريد نحو 400 ألف فرد.
زلزال إيطاليا بقوة 7.1 ريختر: ألحق زلزال بقوة 7.1 درجة والتسونامي اللاحقة به أضرارًا بالغة بمدينتي مسينا وريدجيو كالابريا في إيطاليا عام 1908، وأسفر عن مقتل نحو 80 ألف شخص، بخلاف الأضرار المادية الكبيرة التي وقعت.
زلزال هاييتي بقوة 7 ريختر: أدى الزلزال الواقع في العاصمة الهاييتية بورت عام 2010 إلى مقتل نحو 230 ألف شخص، وخلَّف دمارًا هائلًا في الدولة الأفقر الواقعة بنصف الكرة الأرضية الغربي.