متوازية مخاوف بيرنز من "انتفاضة"..وهلع لابيد على مستقبل كيانه!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 في تصريح نادر لمدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، حذر من أن "الوضع الهش في المنطقة وتزايد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة"، وذلك بعدما أنهى زيارته الى فلسطين ودولة الكيان نهاية يناير 2023.

بيرنز خلال حديث له أمام جامعة جورج تاون الأمريكية قال: "المحادثات التي أجريتها مع القادة جعلتني أشعر بالقلق، كنت دبلوماسيًا كبيرًا خلال الانتفاضة الثانية (المواجهة الكبرى 2000-2004)، ومثل زملائي في مجتمع الاستخبارات، أشعر بالقلق، نرى اليوم تذكيرًا غير سار ببعض الحقائق التي رأيناها آنذاك، جزء من مسؤولية وكالة المخابرات المركزية هو العمل بشكل وثيق قدر الإمكان مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية لمنع اندلاع العنف، كما رأينا في الأسابيع الأخيرة. سيكون تحديا كبيرا".

ولم يخف مدى الإحباط الذي ينتابه جراء ذلك، عندما أشار الى أنه يمكن لأمريكا "الفكاك من الشرق الأوسط، الذي سيكون تحديًا معقدًا لصانعي السياسة الأمريكيين ".

تلخيص مدير أحد أهم جهاز استخباري في العالم حول القادم في فلسطين والمنطقة، لا يمكنه اعتباره "وصفا تحليليا"، أو تقديرا لسياسي أصيب بخيبة أمل من رحلة لم يلمس منها نتاج محدد، بل هو تقييم مكثف لما سيأتي، رغم انه لم يشر صراحة الى أن سبب التفجير الممكن، هو انعكاس موضوعي لسياسة "التحالف الفاشي المستحدث" في دولة الكيان، الذي يدفع بسرعة قياسية نحو "صدام لا مفر منه" داخل فلسطين، قد لا يبقى محصورا بشكل محدد، او بقعة محددة، وخاصة عندما أشار الى التحدي المعقد الذي سيكون.

ليس من باب "السذاجة السياسية"، ان يستذكر بيرنز أحداث المواجهة الكبرى التي شهدتها فلسطين، بعدما ذهب يهود باراك بالتنسيق مع شارون لشن حرب منهجية ضد السلطة الوطنية نحو تدمير بنيتها الأساسية والخلاص من الزعيم الخالد ياسر عرفات، كونها مواجهة تركت ما يقارب 1000 قتيل إسرائيلي من جيش الاحتلال والمستوطنين، رغم ما دفعه الشعب الفلسطيني ثمنا بما يقارب الـ 4000 شهيد تقدمهم الزعيم الخالد ياسر عرفات، مع دمار لا زالت آثاره قائمة.

التذكير هنا للإسرائيلي قبل الفلسطيني، بأن المواجهة القادمة في حال انطلاقتها، ربما تتجاوز بآثارها التدميرية عليهم ما يفوق تلك الفترة الزمنية، وأن مسار الأحداث لن يكون كما كان في تلك الفترة نتائجا وثمنا.

التحذير "البيرنزي"، يعكس دوافع المحاولة الأمريكية "العرجاء"، التي تقوم بها من خلال وزير الخارجية بلينكن وفريقه الخاص، لاحتواء "الغضب الفلسطيني" وليس لحله عبر تقديم "أفكار تسكينية"، بل ومهينة بشكل أو بآخر، بالحديث عن وقف متبادل لـ "الأعمال الأحادية"، واضعا الحق في مقاومة المحتل مع منتجات العدوان، وخاصة البناء الاستيطاني ومجازر هدم المنازل والتطهير العرقي المنسق في القدس وبعض الضفة، وجرائم حرب ترتكب يوميا من جيش المحتل وفرقه الإرهابية الاستيطانية.

الحذر والخوف الأمريكي، بالتأكيد ليس حبا في فلسطين، ولن يكون أبدا، لكنه محاولة مسبقة لحماية دولة الكيان العنصري من انحدار قد يكلفها الكثير، ما يفوق كل الحسابات السابقة، في ظل سياسة حكومة تقوده الى نمط "ديكتاتوري جديد"، أصاب قادة المعارضة بحالة من القلق الشديد، ربما لخصها رئيسها يائير لابيد يوم الاثنين 6 فبراير 2023، بعبارة مكثفة جدا، ترمز لكل ذلك بالقول" قد يكون عيد ميلاد الكنيست الرابع والسبعين هو الأخير"، "هذا البيت يرمز إلى أننا مختلفين ولكن لدينا مصلحة مشتركة. لأول مرة في حياتي، أشعر بالقلق من أنه لن يصمد".

بالتأكيد، قد يعتقد البعض، أن هناك فصل بين المسارين داخل الكيان ونمو "الديكتاتورية" وأثرها على طبيعة الحكم، وبين مسار التصعيد الفاشي المتسارع في الضفة والقدس، لكن ذلك الفصل ليس سوى "سذاجة سياسية مكثفة جدا"، ويجب الذهاب دوما الى "النموذج النازي" الذي بدأ كثيرون من يهود الكيان والعالم يستذكرونه بعد فوز "التحالف الجديد"، بأن "الديكتاتورية المركزة" ستقود الى فتح باب أخطار خارجية، وكما فعل هتلر بعدما فرض نظامه (الذي جاء أيضا عبر صندوق انتخابي) خاض حرب عالمية ثانية كسرت عامود ألمانيا الفقري لصالح غيرها لسنوات طويلة.

المخاوف المتنامية أمريكيا، وبعض يهود الكيان وخارجه لا يجب أن يتم فصلها أبدا، بل على "الرسمية الفلسطينية"، أن تستخدمها نموذجا وأداة قياس للخطر الذي تمثله هذه الحكومة على المنطقة والكيان قبل فلسطين.

المخاوف الأمريكية، رسالة سياسية واضحة أن "المخزون الكفاحي" الفلسطيني مصدر قلق حقيقي على دولة الكيان، وأن "السلام الإقليمي" المراد ليس سوى وهم لن يحمي ظهرها مما سيكون فعلا فلسطينيا.

المخاوف الأمريكية، يجب أن تتحول الى أداة تعزيز لموقف "الرسمية الفلسطينية" في الذهاب نحو خيارات مواجهة شاملة مع حكومة الكيان الفاشية من باب إعلان قيام دولة فلسطين وفقا لقرار الأمم المتحدة 19/ 67 عام 2012، كخطوة لا بد منها حماية لـ "بقايا المشروع الوطني".

ملاحظة: تكاثرت قصة المخاوف من "حرب أهلية" داخل الكيان العنصري..الحكي من استطلاعات إسرائيلية عشان ما حدا يفكر أنها "اختراع"..تعبير صار الأكثر انتشارا هالأيام عندهم وكأنها دولة من دول أفريقيا...نعيش ونشوف..ولسه ياما في جرابك يا بيبي!

تنويه خاص: من طرائف خطاب "الرئيس النعسان" بايدن فيما يسمى حال "الأمة"، أنه عندما تحدث عن الصين قال "سموا لي زعيما عالميا يرغب بأن يضع نفسه محل شي جين بينغ".. وطبعا ترامب ما صدق فرد ساخرا بما معناه..جو خفف بلا ما يطق لك عرق..صدق المختل في وصف النعسان!