لولا كارثة الهزة الأرضية في تركيا وسورية لحظيت الحملة في مخيم عقبة جبر في أريحا بالعناوين الرئيسة التي تستحقها. كانت هذه حملة ناجحة للغاية، ليس فقط بسبب نتائجها – تصفية خلية "مخربي حماس"، التي حاولت وكادت تنجح في تنفيذ عملية مجنونة – بل أيضاً بسبب القوة التي قتلتهم. ليست وحدة خاصة مثل "اليمام" او "دوفدفان"، بل كتيبة لبوءات الغور، وحدة مختلطة من الرجال والنساء، الأكثر شباباً في الجيش الإسرائيلي.
هذا حدث مهم في أيام لا يزال يدور فيها جدال حول ضرورة دمج النساء المقاتلات. أمام كل من ادعى بأن هذا متعذر وصل المقاتلون والمقاتلات في الكتيبة، وأظهروا قدرة عملياتية استثنائية، وشجاعة ورباطة جأش في معركة من مسافة صفر ما كانت لتخجل أي وحدة خاصة. بداية الحدث هي محاولة لتنفيذ عملية خططت لها خلية "حماس" في مفترق ألموغ قرب البحر الميت. وبالمعجزة فقط لم يكن في هذا الحدث مصابون كثيرون، حيث كان يمكن أن يجرّوا إسرائيل إلى مواجهة أكبر بكثير.
من التفاصيل التي وصلت حتى الآن يتبين ان أربعة "مخربين" وصلوا الى المفترق في سيارتين مختلفتين، في كلتيهما كان "مخربون" مسلحون ببنادق رسمية من طراز ام 16، حيث حاول "المخربون" فتح النار نحو امرأة لاحظتهم وفرت الى المطعم فعلقوا بعد تعطل السلاح. عندما فهموا بان رواد آخرين في المطعم لاحظوهم تراجعوا الى السيارتين، وفروا باتجاه اريحا. تعد هذه المدينة الأهدأ في "المناطق"، ولهذا فان شبكة "حماس" هذه فاجأت "الشاباك" والجيش.
يوم السبت أرسلت الى مخيم عقبة جبر وحدة "دوفدفان" و"مجلن"، لكنهما لم تنجحا في وضع اليد عليهم. اما أول من امس فقبل لحظة من دخول الحالة الشتوية تقرر الخروج الى حملة اخرى. الحظوة يستحقها قائد لواء الغور، العقيد مئير بدرمان، وقائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس، اللذين كلفا بمهمة الوحدتين الخاصتين واضافة اليهما كتيبة لبوءات الغور.
في الموقعين اللذين أُرسلت اليهما الوحدات الخاصة لم يعثر على الخلية، ولكن بالذات في المحاولة الثالثة كان مقاتلو الكتيبة المختلطة هم الذين أغلقوا على الكوخ الذي كانوا فيه. قرر قائد السرية اقتحامه الى جانب مساعده ونائبته، ولم يتخيل أن سبعة من "المخربين" مختبئون في المكان الذي تعرض للنار من مسافة قريبة فرد على الفور بالنار. المقاتلات والمقاتلون قتلوا "المخربين" من مسافة صفر.
يدور الحديث عن خلية مدربة من "حماس"، عثر لدى أعضائها على شعارات المنظمة وأسلحة رسمية تشبه تلك التي لدى الجيش الإسرائيلي، وهي مجهزة ايضا بنواظير قنص، بندقية كارلو، ومسدسات. كما عثر في المخزن على سترات واقية محملة بقنابل يدوية أعدها "المخربون" للمعركة او لعملية اخرى ومئات الرصاصات. أكد مسؤولو "الشاباك" أن هؤلاء هم "المخربون"، وبدأت معركة الانسحاب الى الوراء في مواجهة مئات المشاغبين والمسلحين. وكما يذكر فقد توجت الحملة بنجاح، وكما يمكن ان نرى في الاشهر الاخيرة تنتهي حملات الجيش و"الشاباك" بنتائج ممتازة. لكن التحدي الآن هو منع عملية مثلما حصل في القدس بعد الحملة الناجحة في جنين، وعليه فتوجد حاجة للعمل بقوة في الدفاع مع الكثير من القوات والاستخبارات.
التقديرات هي ان "حماس" ستبحث عن الرد حتى وان استغرق هذا وقتاً. حالة الطقس تصعب الأمور عليها، لكنها أغلب الظن لن تتنازل عن ذلك. أوضح الجيش من جهته بأنه لا يعتزم جعل أريحا جنين ونجح، لكن السؤال هل ستنجح "حماس" في تنفيذ تهديداتها؟
عن "يديعوت"