يديعوت: "عباس" آخر زعيم فلسطيني من جيل مؤسسي منظمة التحرير

عباس
حجم الخط

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، مقالا للكاتب الصحفي روني شكيد تحت عنوان " عباس لن يرحل إلى أي مكان" جاء فيه:.

محمود عباس غاضب ومحبط، ما من اخبار إيجابية لديه ينقلها لأبناء شعبه. وبالرغم من خيبة امله، وبالرغم من حقيقة أنه منذ توليه منصبه قبل أكثر من 10 أعوام ولم يتقدم أي خطوة الى الامام وبالرغم من تقدمه في السن (81 عاما)، لم يعد عباس مستعداً للسكوت والتنازل عن منصبه.

انه يواصل تطبيق سياسته الهادفة الى إقامة دولة فلسطينية

الأسبوع الماضي، قام عباس بما يعتبره خطوة بسيطة أخرى تجاه تحقيق هدفه: أمر برصد جميع جوازات السفر الفلسطينية لكي يكتب على صفحتها الأولى "دولة فلسطين".

هناك من سيتجاهلون هذه الخطوة على انها مجرد امر شكلي، لكن لهذه الرموز قوة بحد ذاتها.

عباس مستمر في طريقه بالرغم من ان غالبية شعبه يشعر بأن الطريق مسدود، دون أمل لمستقبل أفضل.

إقامة دولة فلسطينية بالنسبة لهم هو أقرب الى الحلم من الواقع.

يأسهم أدى الى تصاعد عمليات الطعن والعمليات الإرهابية التي ترتكبها "الذئاب المنفردة"، لكنها لم تجر السلطة الفلسطينية الى صراع مسلح من النوع الذي دافع عنه ياسر عرفات ولم تؤد الى عمليات انتحارية مثلما كان خلال الانتفاضة الثانية.

الفرامل المتصلة بسياسة عباس، والتي نجحت بتجنب اسطورة الصراع المسلح من أجل مقاومة شعبية تقدس الحجر والسكين. تقول اجهزة الأمن الإسرائيلية انه على مر الأسابيع القليلة الماضية، حاول عباس كبح جماح موجة العنف، مسجلاً نجاحاً في رام الله لكنه يفشل في القدس والخليل.

في الواقع من المستحيل ان تكون رئيسا فلسطينيا في عام 2016. هنالك أكثر من 420 ألف مستوطن في الضفة الغربية؛ الصراع يأخذ بعداً دينياً، ويبتعد عن جذوره الإقليمية والقومية؛ العملية السياسية متجمدة منذ عام 2009؛ اليسار الإسرائيلي المختفي لم يعد يساعد وحديث السلام في المجتمع الإسرائيل قد تبخر.

الساحة الدولية تبقى مصدر الشرعية الوحيد لعباس، لكنه لا يحصل على الكثير من الرضا فيها. إدارة أوباما التي تقضي السنة الأخيرة من ادارتها قد يئست من حل الصراع، أوروبا مشغولة باللاجئين والإرهاب، العالم العربي المعقد توقف عن ابداء اهتمامه بالفلسطينيين. والأسوأ من كل ذلك، بالنسبة لغالبية الفلسطينيين، لم يعد عباس مهماً. فهم ينتظرون رحيله، وينتظرون زعيماً يضخ نفسا جديدا في الصراع.

عباس ليس خائفاً من مواجهة كبار المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية من أجل الحفاظ على منصبه، خصمه محمد دحلان، الذي كان يحاول الإطاحة به، طرد من المناطق الفلسطينية. ياسر عبد ربه، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية السابق، طرد. سلام فياض، رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية، ابعد من مقر السلطة الفلسطينية في رام الله.

عباس منع إجراء مؤتمراً لحركة فتح وعمل حسب ما يزعم على تأجيل مؤتمر للمجلس القومي الفلسطيني. لقد حال دون ظهور قائد جديد قد يهدد منصبه.

مع ذلك من المبكر محو حكمه. عباس هو الزعيم الأخير من جيل مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، وليس مستعداً للتنازل عن الإنجازات القومية الفلسطينية.

بحسب نظره فإن إقامة دولة فلسطينية هي مجرد مسألة وقت، ما يعني انه بحاجة الى التمسك بمنصبه وتقوية كل ما بني حتى الان.

عباس لا يؤمن انه ستكون أي خطوة، حتى الصغرى، في العملية السياسية تحت حكومة نتنياهو. يعتقد انه بالرغم من الوضع البائس، إلا انه على المدى الطويل ستكون الأمور لصالح الفلسطينيين. "الصبر"، يطلب من شعبه. "نحن تحت الاحتلال منذ 49 عاماً، يمكننا ان نبقى في هذا الوضع لسنوات عديدة أخرى. الاحتلال يخلق دولة ثنائية القومية، إسرائيل لن تصمد طويلاً".

* روني شاكيد - باحث في معهد "ترومان" لدراسات الدفع بالسلام في الجامعة العبرية.