علّقت الفصائل الفلسطينية صباح يوم الجمعة، على استشهاد الأسير أحمد أبو علي من مدينة يطا قرب الخليل، في مستشفى (سوروكا)، نتيجة لجريمة الإهمال الطبي "القتل البطيء".
ونعى مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عوض السلطان، الأسير أبو علي، مُحملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده.
وقال السلطان: "ما يُسمى إدارة مصلحة السجون الإجرامية تعمدت إهمال الحالة الصحية المتدهورة للأسير الشهيد وعدم إجراء الفحوصات الطبيعة الدولية لوضعه الصحي، حيث كان يعاني على مدار أكثر من عشر سنوات قضاها في السجن من أمراضٍ مزمنة كالقلب والسكري، ومضاعفات الحياة الاعتقالية الصعبة وسياسة التنكيل والقمع التي كان يمارسها الاحتلال بحقه".
وأكّد على أنّ هذه الجريمة الاحتلالية الجديدة بحق الأسير الشهيد أبو علي شاهد جديد على إجرامية وفاشية هذا العدو المجرم، الذي يواصل سياسة الإعدام البطيء بحق العشرات من الأسرى الذين يعانون من أوضاعٍ صحية خطيرة دون تقديم العلاج اللازم، وتحويل ما يُسمى العيادات والمستشفيات إلى مسالخ لتمرير سياسة الإهمال الطبي، والتي أدت إلى ارتقاء عدد كبير من الأسرى المرضى في السنوات الأخيرة.
ودعا المؤسسات الدولية وفي المقدمة منها الصليب الأحمر إلى سرعة إرسال لجان طبية عاجلة ولجنة تقصي حقائق إلى داخل سجون الاحتلال لإنقاذ عشرات الأسرى المرضى من براثن سياسة الإهمال الطبي، قبل أن يرتقي أسير جديد جراء هذه السياسة الإجرامية.
وأضاف: "الرد على جريمة الاحتلال بحق الأسير الشهيد واستمرار جرائمه بحق الأسرى، بتصعيد الاشتباك المفتوح ضد الاحتلال، وبتوسيع رقعة حملات الدعم والإسناد لإيصال رسائل واضحة للعدو الصهيوني بأن الأسرى خط أحمر، وأن الاعتداء عليهم هو بمثابة برميل بارود سينفجر في وجهه القبيح".
وشدّد السلطان، على أنّ روح الشهيد الأسير أبو علي ستبقى لعنة تطارد هذا العدو الصهيوني المجرم وإدارة مصلحة سجونه الإجرامية، وكل من تقاعس عن دعم وإسناد الأسرى وإنهاء معاناتهم.
من جهتها، حمّلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الاحتلال وسجانيه المسؤولية الكاملة عن جريمة إعدام الأسير أبو علي، جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد "القتل البطيء" وتبعاتها.
وطالبت المؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي أنّ تكف عن اللعب بدور المراقب والمتفرج على جرائم الاحتلال بحق الحركة الأسيرة وانتهاكاته للاتفاقيات والقوانين الدولية دون رادع دولي لمحاسبة مجرمي الحرب "الإسرائيليين" وضمان مثولهم أمام القضاء الدولي.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع: "إنّ استشهاد الأسير أبو علي بسبب الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، جريمة صهيونية بشعة تمثل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية".
وأكّد على أنّ ارتقاء الأسير أبو علي يرفع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال لـ 235 شهيدًا، وهو ما يعكس إجرام الاحتلال ووحشيته في التعامل الأسرى وخاصةً المرضى وكبار السن.
وطالب كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية بالخروج عن صمتها والتدخل لإنقاذ حياة الأسرى الذين يتهددهم الموت في كل لحظة بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
في حين، نعت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح) شهيدها الأسير (أحمد أبو علي)، الذي استشهد، فجر اليوم الجمعة، في معتقلات الاحتلال بعد تعرّضه لجريمة الإهمال الطبيّ المتعمّد من قبل ما يعرف بـ"إدارة مصلحة السجون".
وقالت فتح، في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الجمعة، أنّ الشهيد الأسير (أبو علي) الذي اعتقل عام 2012، وحكم عليه بالسجن لمدّة (12) عامًا؛ تعرّض لجريمة الإهمال الطبيّ التي تشرعنها حكومة الفاشيين الجدد؛ من خلال إجراءاتها القمعيّة والإرهابيّة بحقّ أسرانا وأسيراتنا في معتقلات الاحتلال، مؤكّدةً أنّ منظومة الاحتلال ستُحاسب على جرائمها بحقّ شعبنا وأسراه.
وأكّدت على أنّ قضيّة الأسرى وحُريّتهم؛ هي أولويّةٌ وطنيّة لدى الحركة وقيادتها وكوادرها، مضيفةً أنّ الحركة ستواصل نضالها وكفاحها لانتزاع حريتهم، وانتزاع حقوق شعبنا التاريخيّة، وفي مقدمة تلك الحقوق؛ حقّ إقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس.