إذا كان الحبيب غالياً بلا شكّ، فإن غلاء الأسعار في فرنسا بات يكبّد العشاق تكلفة تفوق قدراتهم أحياناً، مما جعل الباحثين عن نصفهم الآخر يعيدون النظر في الموازنات المخصصة لقلوبهم، ولم يعد الحبّ بالتالي.. بلا حساب.
ويؤكّد كل شخص عازب من أصل ثلاثة، أي نسبة 37 بالمئة، أن المبالغ التي يخصصها للمواعدة أقل مما كانت عليه قبل ستة أشهر، بحسب موقع "ميتيك" للمواعدة.
ويشير الموقع إلى أنّ "العزّاب باتوا يختارون أماكن ذات تكلفة مقبولة أو حتى مجانية" من أجل مقابلة أحبائهم، مثل مطاعم الوجبات السريعة أو الأماكن العامة المجانية في فرنسا.
فبحسب تقرير نشرته وكالة "فرانس برس"، بات الشباب في عمر العشرين يختارون أماكن مثل مطعم "ماكدونالدز" أو حديقة الأسماك المجانية بوسط باريس كأماكن مناسبة لمقابلاتهم.
وقبل أيام من عيد الحب الموافق 14 من شهر فبراير، توصلت دراستان أجراهما موقعا "هابن" و"ميتيك" للمواعدة عن الفترة بين سبتمبر وديسمبر 2022، إلى أن متوسط المصاريف بين الشباب تراوح بين 20 و40 يورو للشخص الواحد.
ومع اقتراب عيد الحب، يُتوقّع أن يشعر الشباب "بتأثير التضخم"، وتحديداً على النفقات المرتبطة بالهدايا، على ما يشير أنطوان فرايس سولييه، وهو المسؤول عن تحليل الأسواق لدى منصة "ايه تورو" المالية.
التضخم يؤثر على الهدايا
ويلفت بيان لمنصة "ايه تورو" إلى أنّ "أسعار المواد الأولية للهدايا الاكثر شيوعاً في عيد الحب ارتفعت بنسبة 23 بالمئة خلال السنتين الأخيرتين، متجاوزة التضخم العالمي في الأسعار الاستهلاكية في دول الاتحاد الأوروبي 16.2 بالمئة.
ويضيف "أنّ الحليّ المصنوعة من الفضة ستكون أكثر هدية يمكن للفرنسيين اختيارها، لأنّ سعر الفضة لم يرتفع سوى 3 بالمئة منذ 2021.
أما الذهب، والذي قد ارتفع بنحو 13 بالمئة على مدى عامين أو علب الشوكولا، التي "شهدت موادها الاولية كالكاكاو والسكر ارتفاعاً بنسبة 29 بالمئة في المتوسط"، فسيعتمدها العشاق بقدر أقل لهداياهم.
ويقول فرايس-سولييه بسخرية: "لم يعد بوسعنا القول إنّ الحب لا يكلف شيئاً".
ومع أنّ عيد الحب يُعتبر "مناسبة تجارية"، إلا أنّ الأستاذة في التسويق وعلم الاجتماع الاستهلاكي في كلية كيدج لإدارة الأعمال ناسيما أورامون، تشير إلى ظهور سلوك "بديل" آخذ في التطوّر.
ومقابل الأشخاص الذين لن يمتنعوا عن الاحتفال بعيد الحب على الطريقة التقليدية، "هناك آخرون سيختارون تنظيم الاحتفال بهذه المناسبة بأنفسهم، كأن يقدّموا لحبيبهم هدية رمزية أو أخرى تدوم لفترات طويلة، أو من خلال تناول العشاء داخل المنازل".