أرضعت الأم طفلها وقامت بتجشئته، وفحصت حفاضاته واطمأنت على جفافها، وما أن أدخلته السرير ووضعت الغطاء فوقه..إلا وسمعت – بعد دقائق قليلة- بكاء الطفل من دون سبب، لتعود وتفعل ما فعلته من قبل..فربما أخطأت..ولكنه يعود لبكائه من جديد! وكذلك الطفل من عمر1-3 سنوات..قد تفاجأ الأم ببكائه أحياناً من دون مقدمات..وسؤال الأمهات: ما سر بكاء الطفل من دون سبب؟ وهل يشير بكائه لمرض ما؟وهل هناك ضرورة للبحث عن أعراض ترافق هذا البكاء؟ومتى تذهب إلى الطبيب؟.
معاناة وحيرة الأمهات
- تعاني الكثير من الأمهات من بكاء أطفالهن حديثي الولادة دون سبب معروف، والكثير منهن يقضين الليل ساهرات ؛ بسبب البكاء المتواصل لأطفالهن، مما قد يدفعهن للقلق والحيرة.
- الجميع يكررن ما فعلنه من إطعام الطفل وتغيير الحفاضة، والتأكد من عدم وجود غازات في بطنه، ومع ذلك يظل يبكي، وفي النهاية وبعد الترقب والبحث، اكتشفت الأم أن طفلها يبكي بسبب برودة يديه.
- وأخريات وبعد جهد كبير اعتقدن أن المشكلة قد تكون بسبب نمو أسنان، أو ربما كانت نوعية الحفاضات غير مريحة وغير مناسبة للطفل، واحتمال آخر..أن مذاق الطعام بفمه بعد الرضاعة ليس شهياً بالنسبة له..وكان هذا هو السبب..
- والتفسير أن بعض الأمهات يتناولن أطعمة حارة أو ذات نكهة غير محببة، ما ينعكس على مذاق حليبها فيجعل الطفل يبكي، هناك أيضا مسألة التسنين وهي مسألة قد لا تشعر بها الأمهات غير المرضعات بالذات.
أسباب أخرى لبكاء الطفل من دون سبب
مشاكل في الجهاز الهضمي
- يتطور الجهاز الهضمي للأطفال مع نموهم وتقدمهم اليومي في السن، وقد يكون هذا أحد أسباب بكاء الأطفال دون سبب واضح.
- دخول الهواء مع الطعام..إذ من المرجح أن يبتلع الطفل الهواء أثناء الرضاعة، لهذا يمكنك مساعدة طفلك على التخلص من الغازات عن طريق التأكد من تجشوئهم أثناء الرضاعة وبعدها.
طبيعة الطعام
- إذا كنتِ قد بدأت إدخال الطعام الصلب لطفلك..فقد يرفضه ولا يستسيغه رغم إصرارك، ولا يجد وسيلة للتعبير عن رفضه إلا البكاء.. كذلك إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فاعلمي أن كل ما تأكلينه ينتقل إلى طفلك من خلال حليبك...
- ولهذا تمهلي في غدخال الطعام الصلب على طقلك واجعليه بشكل تدريجي، وإذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فيفضل تعديل نظامك الغذائي بما يناسب طفلك، ومع الرضاعة الصناعية يمكنك تغيير نوع اللبن.
التعب والإعياء
- يصاب الأطفال بالإرهاق الشديد إذا ظلوا مستيقظين لفترة طويلة، ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن ذلك إلا بالتثاؤب والبكاء الطويل، وقد يبدأ بلمس وجهه أو شد أذنيه أو التشبث الشديد بالأم.
- ووظيفتك في هذه المرحلة هي مساعدتهم على النوم، بتعتيم الغرفة، ووضع ضوء خافت بجانبه حتى لا يشعر بالخوف.
درجة حرارة الجسم
- الأطفال لا يحبذون الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة، لهذا تأكدي أن درجة حرارة طفلك مناسبة من خلال لمس أذنيه وأصابع يديه وقدميه، وتأكدي كذلك من أن درجة حرارة غرفته بأنها غير باردة ، أو دافئة أكثر مما يجب.
طريقة الاستلقاء
- ومن أسباب البكاء من دون سبب – كما تعتقد الأمهات- ان يظل جسم الطفل على هيئة واحدة لفترة طويلة، بمعنى ان يكون الطفل مستلقيا على ظهره أو نائما على بطنه، أو أحد جانبيه.
- وهو ما تفعله الكثير من الأمهات بسبب انشغالهن ، لذلك تذكري تغيير طريقة استلقاء طفلك كي يشعر بالراحة والاسترخاء، أما حين ينام فتأكدي أنه ينام على ظهره أو احد جانبيه خلال العام الأول من عمره.
الشعور بالوحدة
- يشعر الأطفال أحيانا بالوحدة حين تتركهم أمهاتهم لفترة طويلة وحدهم، ما يدفع الطفل للبكاء والصراخ، لا أحد يحب الوحدة حتى الأطفال الرضع.
- عند مُلاحظة بكاء الطفل، يُنصح أولا بالتأكد من أنه لم يتأذى أو يتعرض لإصابة سببت بُكائه، كما يجب التأكد من عدم وجود أعراض كالحمى.
- وفي حال لم تتواجد أي من العلامات التي تُشير لوجود خطب ما عند الطفل، يُمكن اتباع بعض التقنيات لتهدئة الطفل.
- وفي حال استمر البُكاء دون تحسُّن، فيُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء اللازم ووصف العلاج المُناسب.
كيفية التعامل مع الطفل كثير البكاء في عمر السنة
- تأكدي من عدم وجود أي علامات تُشير إلى إصابة الطفل بأذى أو إصابة، وفي حال مُلاحظة أي علامة أو أعراض تشير لوجود حالة مرضية تُسبب بُكاء الطفل، يُنصح بمراجعة الطبيب فوراً.
- حاولي معرفة سبب بكاء الطفل..حيث يُمكنك التأكد من عدم شعور الطفل بالتالي: الجوع..الغضب..الوحدة..التعب..الشعور بأي منهما قد يُحفِّز بُكاء الطفل.
- حافظي على هدوئك وابقي قريبة من طفلك..حيث يُساعد بقاؤك إلى جانب طفلك على تهدئته وإشعاره بأن الأمور ستكون على ما يُرام، سواء باحتضان الطفل، أو بالتواصل البصري معه؛ ليطمئن ويهدأ، واحرصي على أن يرى الطفل هدوئك في المواقف العصيبة ليتعلَّم الطفل من مُراقبتك.
- خففي من روع الطفل في حال كان خائفاً..فقد تُسبب زيارة للطبيب شعور الطفل بالهلع أو الخوف، أو قد يُرافق أخذه لتطعيم ما، أو إبرة علاجية بُكاء الطفل، ويُمكنك هز الطفل بهدوء لتهدئته...ويمكنك..أخُذ طفلك في رحلة صغيرة.
- اذهبي مع طفلك للمشي، أو إلى الحديقة، أو أي مكان يستمتع الطفل بالتواجد فيه، حيث يُساهم تغيير البيئة للطفل بتغيير نفسيته..كما أن الجو المنعش يساعد في إدخال السرور عليه.
- ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره..حيث إنه في حال كان الطفل قادر على قول بعض الكلمات، علِّميه أن يُعبِّر عن مشاعره بالكلام، حتى تتمكن من فهم ما يحتاج وتستطيعي القيام باللازم.
- حاولي تشتيت انتباه الطفل..حيث يُمكنك إلهاؤه بلعبة يحبها، أو بالإشارة إلى شيء قد يُثير اهتمامه، وبذلك في حال كان الطفل يبكي بسبب شعوره بالملل أو الوحدة، قد يتحسَّن مزاجه ويتوقف عن البُكاء.
دواعي مُراجعة الطبيب
- في حال جرّبت كل الطرق السابق ذكرها لتهدئة الطفل ولم تنفع، يُنصح بمراجعة الطبيب: إن حدث البُكاء، بشكل مُتكرر، واستمر لفترة طويلة، وبدون سبب.
- في حال مُصاحبة البُكاء لتصرفات أخرى مثل التمرجح، أو القيام بحركات غريبة، أو في حال ثبوت وجود خلل في تطور الطفل العقلي..في حال مُرافقة البُكاء أعراض أخرى مثل:الحمى أو علامات تُشير لمرض الطفل.