موجة احتجاجات اهالي بيت لاهيا الى أين ؟

حجم الخط

بقلم/ تقرير منير الغول 

 

نزل أهالي بيت لاهيا الى الشوارع واشعلوا الاطارات المطاطية ومارسوا سياسة الاحتجاج ضد قرارات حكومة حماس باقتطاع اجزاء من اراضيهم وضمها لحدود بلديتي بيت حانون وام النصر المجاورتين .

 وعبر مكبرات الصوت وفي نداءات نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت بيت لاهيا الإضراب الشامل في كافة مناحي الحياة في البلدة بما يشمل المدارس والمحلات التجارية

وقامت بلدية بيت لاهيا ولجان الأحياء والمخاتير بالدعوة للنزول للشارع رفضاً لقرار لجنة العمل الحكومي بغزة  باقتطاع أراضٍ ضمن نفوذ بلدية بيت لاهيا ومنحة لنفوذ بلدية بيت حانون إثر صراع قديم جديد على بعض أراضي النفوذ عند الحدود الفاصلة بين البلديات.

المشهد الذي كان خارجا عن المألوف لاسيما وان الدعوات تطورت الى حد الوصول الى العصيان المدني ،سارعت جهات عديدة في محاولة لاحتوائه واعتبرت انه لن يؤثر على مجمل الاوضاع في قطاع غزة الذي يعاني من ويلات الحصار الاسرائيلي المستمر منذ اكثر من ١٦عاما ..

في محاولة للوصول الى حلول على ارض الواقع وبعد قيام سلطة الاراضي بعملية انتهاك بحق اراضي بيت لاهيا أوضحت   لجنة حماس الحكومية ان هناك مساحات بينية محط جدل وخلاف بين اغلب البلديات الملاصقه لبعضها البعض حول حدود نفوذ كل بلدية مثل ( بيت حانون وبيت لاهيا ) أو مثل (رفح وخانيونس ) وهكذا ونظراً لحدوث خلافات دائماً بين البلديات وصلت للتنازع والاعتداء على المرافق العامه 

تقرر في متابعة العمل الحكومي تشكيل لجنة مختصه مهنية من وزارة الحكم المحلي ومن سلطة الاراضي ومن الاشغال وخبراء برئاسة م. ابراهيم رضوان للبت في امر بديهي وهو الحدود البلدية بين بيت حانون وبيت لاهيا.

وقالت اللجنة انه اشعار البلديتين ان اللجنة ستباشر عملها فوراً وما تخرج به سيكون  ملزما للجميع وبكل مهنية وان الجميع وافقوا على ذلك  وبحضور قيادات حركية. 

وبعد ان خلصت اللجنة الى تحديد حدود كل بلدية بعد ثلاثة اشهر من العمل والنزول للميدان عرضت اللجنة في اجتماع خاص امام رئاسة العمل الحكومي  تقريرها وتوصياتها وبعد الاستعراض اتفق بالاجماع على تبني التوصيات التي تم احالتها الى اجتماع لجنة متابعة العمل الحكومي الاسبوع الماضي  والتي بدورها صادقت على الحدود البلدية وفق توصيات التقرير مع التأكيد في هذا السياق ان جميع الاراضي التي يتم الحديث عنها هي اراض حكومية والمتصرف بها هي الحكومة وسلطة الاراضي .

هذه القرارات لم ترضي ابناء بيت لاهيا وقام مخاتير ووجهاء بيت لاهيا بالاحتجاج وأصدروا  بياناً قالوا فيه: إننا تابعنا بأسف شديد القرار الصادر عن لجنة العمل الحكومي باقتطاع جزء من أراضي بيت لاهيا التاريخية _أرض الآباء والأجداد _ لصالح بلديتَي (بيت حانون وأم النصر) وأكد   الوجهاء والمخاتير ، إزاء هذا القرار الذي وصفوه بالجائر ان أراضي بيت لاهيا هي لحمهم وعرضهم ولن يسمحوا  بتمرير هذا المخطط مطالبين  من اتخذ القرار بالتراجع عنه فوراً، حتى لا تشتعل فتنة لن يتمكنوا  من السيطرة عليها وقالوا انه سيتم عقد لقاءات عاجلة مع الكل في بيت لاهيا  للاتفاق على الخطوات التصعيدية التي اخذت شكلها الحقيقي كما أشرنا من خلال إشعال الاطارات وممارسة سياسة الاحتجاج والسؤال  الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو : هل تنجح هذه السياسة ام ان الامور ستحسم من على طاولة المباحثات في ضوء المحاولات العديدة الساعية للسيطرة  على الموقف ام ان المشهد سينتقل الى درجة اعلى من التصعيد ؟ 

الجواب الاقرب للمنطق ان واقع قطاع غزة المؤلم جراء النكبات التي تسببت بها اسرائيل ومستوى المعيشة الغارقة بالفقر سيؤجل الى مدى بعيد هذه الصراعات الداخلية حيث ان هناك محور اهم من هذه الخلافات لكنه لن يعوض اهالي بيت لاهيا عن حقوقهم وسعيهم المشروع للحفاظ على حدود بلديتهم ومن هنا ستأخذ هذه القضية وقتا أطول من المعتاد حتى تصل كافة الاطراف الى حلول منصفة وعادلة تقضي على اي محاولة للفتنة واشعال موجة مواجهات يعتبر قطاع غزة  في منأى عنها من اجل الحفاظ على السلم الاهلي قائما ومستمرا