حتى قبل اغلاق الملف في قضية هرباز جرت مغازلات من جانب المعسكر الصهيوني و»يوجد مستقبل» لأشكنازي. فرئيس الاركان الاسبق يعتبر بضاعة رائجة في السوق السياسية، وقادة الاحزاب يؤمنون بان انضمام شخصية امنية رفيعة المستوى لصفوفها سيزيد من قوتها في الانتخابات. ولكن نتائج الاستطلاع الذي اجراه معهد البحوث «بانلز بوليتكس» بناء على طلب «معاريف» تفيد بأن اشكنازي بعيد عن ان يشكل سلاحا محطما للتعادل او تهديدا استراتيجيا على استمرار حكم بنيامين نتنياهو، ويبدو ان مكانته لم تنضج بعد، في نظر الجمهور، ليقف على رأس أحد الاحزاب.
من مراجعة لنتائج الاستطلاع يتبين أن الرابح الاساس من انضمام اشكنازي لصفوف أي حزب سيكون حزب «يوجد مستقبل»، اما تنافس اشكنازي في صفوف المعسكر الصهيوني فليس فقط لن يزيد من قوته، بل سيقلص التأييد له.
لو جرت الانتخابات اليوم واستجاب اشكنازي لمغازلة يائير لابيد وتنافس في القائمة كرقم 2 لزادت قوة «يوجد مستقبل» وارتفعت مقاعده الى 19 مقابل 11 اليوم. وبالمقابل لو تنافس اشكنازي في رئاسة المعسكر الصهيوني لضعف وحصل على 17 مقعدا مقابل 24 مقعدا له اليوم.
وإذا اختار اشكنازي مع ذلك التنافس بدلا من اسحق هرتسوغ فسيتعين عليه ان يتنافس في انتخابات تمهيدية مستنزفة، مقابل اختياره لحزب «يوجد مستقبل»، حيث سيقفز مباشرة الى القمة – أغلب الظن الى نيابة رئيس الحزب ومنصب وزير الدفاع لأن لابيد نفسه هو من يقرر تركيبة قائمته.
خيار ثالث امام اشكنازي، وفي هذه المرحلة نظري تماما، هو تنافسه في حزب وسط جديد برئاسة الوزير السابق جدعون ساعر، الذي اخذ استراحة من الحياة السياسية وهناك من يقول انه يفحص امكانية أن يشكل حزبا جديدا برئاسته تنضم اليه قوى اخرى مثل «كلنا» برئاسة موشيه كحلون.
وحسب الاستطلاع الذي ينشر هنا، فان «قائمة الاحلام» برئاسة كحلون، اشكنازي وساعر، كانت ستحقق 11 مقعدا حيث إن هذا الخليط من الثلاثة لا يضاعف قوتهم.
ويتبين من معطيات الاستطلاع انه اذا تنافس اشكنازي في رئاسة المعسكر الصهيوني ستحصل كتلة اليمين بعمومها من «الليكود»، «البيت اليهودي»، «شاس»، «يهدوت هتوراة» و»كلنا» على 62 مقعدا، وفي مثل هذه الحالة سيواصل نتنياهو تولي رئاسة الوزراء للمرة الخامسة. وحسب النتائج فان المقاعد الضائعة من المعسكر الصهيوني ستذهب الى «يوجد مستقبل»، الذي سيزيد قوته الى 17 مقعدا.
في السيناريو الثاني الذي يتنافس فيه اشكنازي كنائب ليائير لابيد الصورة تتغير. في مثل هذه الحالة سيضعف العمل ويهبط الى 18 مقعدا. «كلنا» يتحطم وينال 5 مقاعد فقط. كتلة اليمين ستنال 59 مقعدا، ما يجبر نتنياهو على التوجه الى «اسرائيل بيتنا». وفي مثل هذه الحالة ايضا فان كتلة الوسط – اليسار مع 47 مقعدا لن تتمكن من تشكل ائتلاف دون دعم الاحزاب الاصولية ودعم من الخارج من القائمة المشتركة، وهي امكانية تبدو خيالية تماما في هذه المرحلة.
في امكانية التنافس المشترك لاشكنازي، ساعر وكحلون كان «الليكود» سينزل الى 26 مقعدا، والمعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوغ سيفقد 4 مقاعد. في مثل هذه الحالة لن يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف بدون قائمة النجوم الجديدة.