لم يعد خافيا أن دولة الكيان العنصري، سجلت حضورا متناميا في القارة الأفريقية، بعدما كان أثرها محدودا جدا، ضمن عدد من بلدان لا تتجاوز أصابع اليد، مقابل حضور طاغ للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير، سياسيا واقتصاديا، ولعل مؤسسة أبناء الشهداء "صامد"، كانت في زمن ما رأس حربة لتعزيز الوجود الفلسطيني، الرسمي والشعبي، عبر مشاريع وخبرات قدمت خدمة لعديد دول القارة.
"الغزو الإسرائيلي" للقارة الأفريقية، أوصلها لتكون على أبواب أن تصبح عضوا مراقبا في الاتحاد الأفريقي، والذي لم يعد سرا أو محصورا بجانب دون آخر، بل أصبح علانية تباهى بعضهم به، ولعل افتتاح سفارة تشاد في فترة ارتكاب جرائم حرب بالقدس والضفة الغربية، كانت مؤشرا على "وقاحة سياسية" ما كان لها ان تكون في زمن غير الراهن.
استخدمت دولة الكيان العنصري، مختلف أشكال الأسلحة لتحقيق نفوذها السريع في عشرات دول أفريقية، اقتصاديا وتقنيا، واسلحة الى أن كشف تقرير صحافي دورها في التلاعب بنتائج الانتخابات لصالح طرف ضد آخر، عبر عمليات تزوير متقنة، تقرير له ان يكون "فضيحة القرن السياسية"، والذي كشفته مجموعة " "فوربيدن ستوريز"، بقيام "فريق خورخي" نسبةً للاسم المستعار للمسؤول فيها تل حنان، مؤلفة من أعضاء سابقين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
ووفق "فوربيدن ستوريز"، تولى خورخي السيطرة على أنظمة المراسلات للعديد من المسؤولين الأفارقة رفيعي المستوى، والتجسس على شخصيات بارزة، من خلال التنصت عليهم أو قرصنة حساباتهم.
تلك "الفضيحة الأمنية – السياسية"، قد تكون عاملا مساعدا لما نشر عن مسعى جزائري بالتعاون مع جنوب أفريقيا، لسحب صفة مراقب المقترح منحها لإسرائيل داخل الاتحاد الإفريقي، وستكون تلك المسألة ضمن أجندات القمة العادية القادمة للاتحاد المقررة يومي 18 و19 فبراير المقبل، بأديس أبابا.
الخطوة الجزائرية – الجنوب أفريقية، تمثل خطوة هامة لتصويب بعض "الخراب السياسي"، الذي حدث في القارة التي كانت مغلقة في وجه الكيان العنصري، وذلك يتطلب حراكا فلسطينيا رسميا ومؤسساتيا لدعم ذلك التوجه، وتشكيل قوة دفع له بأشكال مختلفة، وخاصة ان السلوك الرسمي لدولة الاحتلال الاحلالي، يواجه حالة من "الغضب الدولي"، ربما لم تكن في فترات سابقة، بعد وصول "التحالف الفاشي" الى الحكم والقيام بخطوات إرهابية واسعة ضد الشعب الفلسطيني، بينها التوسع الاستيطاني وقرارات تطهير عرقي ضد فلسطينيين مواطنين في بلدهم الأصلي فلسطين، ويحملون الجنسية الإسرائيلية.
الخطوة الجزائرية، بالتنسيق مع الشقيقة مصر يمكنها قطع الطريق على محاول دولة الكيان، وبعض الأطراف في القارة الأفريقية التي تعمل على دعم طلبها لتصبح "عضو مراقب" في الاتحاد الأفريقي.
منع منح دولة "الفاشية اليهودية" عضوية مراقب، سيكون شكلا من اشكال تعزيز دور "المقاومة الناعمة" فلسطينيا في المواجهة الكبرى، لمحاصرة الكيان، وتعزيزا للقضية الوطنية، تتكامل وتتوازى مع "المقاومة الشاملة" ضد مشروع الغزو التهويدي – الاحلالي، الذي تعمل عليه حكومة "التحالف الفاشي المعاصر".
لذا على "الرسمية الفلسطينية" البحث عن "وسائل مبتكرة" لدعم التوجه الجزائري، والاستفادة من "الإرث التاريخي" للثورة والمنظمة، الذي كان حاضرا بقوة في القارة الأفريقية، ولا تبقى منتظرة ما سيكون من حراك جزائري، بل عليها أن تقود حراكا علنيا من أجل ذلك، فكل هزيمة لدولة العدو القومي، هي بالمقابل مكسب سياسي للشعب الفلسطيني.
معادلة مفهوم الربح السياسي للقضية الوطنية مقابل خسارة سياسية لدولة الكيان، يجب أن تصبح جزءا من الوعي الوطني العام، وشكلا من أشكال المقاومة، والابتعاد عن "ثقافة الاستخفاف" التي سادت زمنا بتلك الأشكال، لحساب شكل محدد، اثبتت الحقيقة التاريخية، انه بدون تلك "المقاومة الناعمة" وكذا "المقاومة الشعبية" لن ير ربحا سياسيا، ولا يحقق مكسبا وطنيا، بل ربما عكسه تماما.
استغلال "زمن الغضب الدولي" المؤقت من سياسة دولة الكيان العنصري وسلوكها العدائي، ضرورة وطنية فلسطينية، كي لا يكون الندم السياسي هو الحصاد الخائب.
ملاحظة: رسالة رئيس جهاز أمن دولة العدو الشاباك الى وزير "الأمن" بن غفير حول مخاطر سياسته وسلوكه في القدس سيفتح باب التصعيد الكبير.. كشفت ان خطر هذه الفرقة لم يعد حصرا على الفلسطيني...رسالة استثنائية وجب تعميمها بكل لغات الكون..معانا يا "رسمية".
تنويه خاص: قرار أهل شعفاط بالذهاب لإعلان "العصيان المدني"..خطوة كفاحية إبداعية من أشكال مقاومة العدو الاحلالي..شعفاط باتت عقدة كما جنين لقادة الكيان العنصري...شعفاط "بوابة فعل ثوري جديد"..سيروووووووووووووا!