تل حنان رجل مبيعات في "حيسد". يعرف ما الذي يؤثر على زبائن المصنع الذي أقامه من أجل عمليات الاختراق والتزوير والتحايل، التي تنتشر في أرجاء العالم. الحديث عن القدرة على اختراق البريد الإلكتروني أو التلغرام شيء، وأخذ الزبائن في جولة في الوقت الحقيقي في حسابات تلغرام مخترقة شيء آخر.
في شهري تموز وآب الماضيين، عرض حنان على أشخاص، عرضوا أنفسهم ممثلين لزبون محتمل، جولة موجهة في حسابات تلغرام والبريد الإلكتروني مخترقة خمسة أهداف مختلفة في كينيا، التي عمل فيها لصالح أحد الزبائن في حينه. في 15 آب 2022 تم توثيقه من قبل الزبائن وهو يقوم بالنبش في هذه الحسابات. كان هذا أيضا يوم الإعلان عن نتائج الانتخابات في الدولة التي جرت قبل ستة أيام من ذلك. جميع الأهداف التي نبش حساباتها كانت مرتبطة بمقر الانتخابات لمن تم الإعلان عنه في 15 آب رئيسا قادما للدولة، وليام روتو.
بعد مرور ثلاثة أيام على الإعلان عن فوز روتو وجد اثنان من ضحايا اختراق حنان أنفسهما في مركز خلاف جماهيري وقانوني، يستمر في كينيا حتى الآن. في مركزه وقف الادعاء بأنهما هما المسؤولان عن اختراق حواسيب لجنة الانتخابات من أجل تشويه نتائج الانتخابات وسرقة الفوز لصالح روتو من يد خصمه، ريالا أودنغا، خلافا لرغبة الشعب.
لكن قبل الدخول إلى التفاصيل، هاكم ملخصاً للفصل السابق في التقرير: على مدى أشهر كانت لحنان، رجل الأعمال الإسرائيلي الذي له علاقات مع الاستخبارات، وشركائه، الذين بعضهم من خريجي "الشاباك" ومعروفون أيضا لـ"الموساد"، علاقة مع الأشخاص الثلاثة الذين عرفوا انفسهم كمستشارين لرجل الأعمال الذي يريد استخدام خدماتهم. كانت اللقاءات في معظمها عن طريق "زووم"، حيث أراد الثلاثة استئجار خدمات المجموعة. ولكن المستشارين لم يكونوا في الحقيقة كذلك، بل كانوا مراسلين في "ذي ماركر"، "هآرتس" وراديو "فرانس"، وعملوا في التغطية وقاموا بتوثيق جميع المحادثات مع المجموعة.
الأقوال التي قيلت في اللقاءات مع حنان ورجاله تم التحقق منها من قبل اتحاد الصحافيين الدوليين وعدد كبير من الصحف مثل "لوموند" و"دير شبيغل" و"دي تسايت" و"الغارديان" ومنظمة الباحثين الدوليين "أو.سي.سي.آر.بي" والجمعية الباريسية "فور بدن ستوريز"، التي بادرت إلى وجمعت ونسقت التقرير كجزء من المشروع الدولي "ستوري كيلرز". في المشروع، يشارك نحو 100 صحافي من 30 وسيلة إعلام في أرجاء العالم.
نجح اتحاد الصحافيين الدوليين في التحقق من أن الحسابات الخمسة المخترقة، والتي عرضها حنان، الذي استخدم في اللقاءات اسم "خورخي"، كانت مربوطة بهواتف الأهداف في كينيا، الذين ظهرت أسماؤهم على الشاشة أثناء العرض الذي قام به حنان للزبائن، حتى أنه قام بإرسال عدة بيانات من هذه الحسابات المخترقة. وتم التحقق من أن أحدها، الذي تم إرساله من حساب مخترق، تم تسلمه من قبل الشخص الذي ارسل له.
إلقاء نظرة على حسابات الأهداف الخمسة المخترقة في كينيا كانت أثناء الحملة الانتخابية التي جرت في الدولة. بدأت العلاقة مع حنان في تموز، قبل بضعة أسابيع على الانتخابات، واستمرت اشهرا بعدها.
"كما تعلمون، كانت انتخابات، الأربعاء الماضي، في دولة في شرق إفريقيا"، قال حنان في لقاء في "زووم" في 15 آب (هو لم يكن دقيقا، عمليا الانتخابات كانت يوم ثلاثاء)، أنتم تستطيعون بعد ذلك البحث في "غوغل" عن الاسم الذي يظهر على الجانب العلوي الأيسر على الشاشة"، قال أثناء تطرقه لاسم دنيس أتومبي، وهو مستشار سياسي كان من كبار هيئة الانتخابات للرئيس المنتخب روتو.
"هذا مباشر"، قال حنان، وهو يتصفح حساب أتومبي المخترق. "أنتم تشاهدون مع من هو يتحدث. هذه هي المحادثة الأخيرة. هم يتناقشون في فرز الأصوات. هم يقولون، إنه في الساعة 15:00 ربما ستتضح النتائج. أشك في ذلك، ولكن هيا نواصل".
بعد ذلك، عرض حنان على الزبائن اكتشافا آخر وجده في حساب مستشار الحملة المخترق: رابطا، اسم المستخدم وشعارا لمنظومة معلومات داخلية للتحالف الديمقراطي الموحد "يو.دي.ايه"، حزب روتو، الذي كان هدفا للتعقب الداخلي للنتائج. "توجد لهم منظومة خاصة بهم"، قال. "وجدنا موقعهم الداخلي. هم وجدوا منصة... للنتائج الداخلية – هذا هو مستوى المعلومات المباشرة التي يمكنكم الحصول عليها. هذا فقط مثال".
بعد بضع دقائق، حاول حنان إثارة انطباع الزبائن بوساطة جولة في حساب التلغرام المخترق لديفيز تشرتشر، وهو رئيس طاقم روتو في الحملة الانتخابية، والذي تم تعيينه بعد ذلك وزيرا للطاقة في حكومته. الحساب المخترق لتشرتشر عرضه حنان علينا أيضا في اللقاءات السابقة معه. ومثلما كان في تلك اللقاءات فإنه في هذه المرة أيضا قدم نموذجا على قدرته على إرسال معلومات من حسابات أو القدرة على أن يزرع مضمونا في حسابات مخترقة في "غوغل".
"إلى أي درجة أنت راض عن نتائج عملك في كينيا؟"، سئل حنان في نهاية العرض. أجاب: "أنا راض جدا، لكنهم يقولون، إنه يجب الانتظار (حتى الإعلان عن النتائج) حتى الساعة 15:00، أي بعد أربعين دقيقة".
النتائج التي نشرت في اليوم ذاته لم تمنح حنان أي سبب للرضا. روتو، المرشح الذي عُرف بأنه عدائي، تم الإعلان عن فوزه. من جهة أخرى، قبل الإعلان بدأت حملة تستمر حتى الآن، جزء منها على الأقل يرتكز إلى التزوير والخداع، والهدف هو تقويض شرعية النتائج.
الانتخابات في كينيا هي أمر شائع. الانتخابات السابقة في 2017 انتهت بأعمال فوضى أدت إلى موت العشرات. ونحن نتذكر اكثر، الحملة الانتخابية في 2007 التي جرت أعمال فوضى حقيقية وجبت حياة نحو 1500 شخص.
الانتخابات في 2022 كانت شبه متعادلة، وكانت فيها إمكانية كامنة للانفجار. روتو، الذي كان نائب الرئيس السابق القوي، اوهورو كمياتا، والذي تشاجر معه، اعتبر الضعيف في المنافسة، ولم يكن فوزه متلائماً مع توقعات الكثيرين.
كان إعلان نتائج الانتخابات متوترا بشكل خاص، ورافقته أعمال عنف. وحتى قبل الإعلان الرسمي عن فوز روتو كان واضحا أن الأرقام تقود إلى فوزه في الانتخابات. تحدث موقع لجنة الانتخابات عن الأصوات التي تم فرزها، وقريبا من موعد الإعلان عن النتائج اجتاز روتو خط الـ 50 في المئة، وقد فاز على المرشح الآخر في الانتخابات، رئيس الحكومة السابق أودنغا، بفرق 200 ألف صوت من بين الـ 14 مليون صوت.
قبل فترة قصيرة من استعداد رئيس لجنة الانتخابات، فافولا تشبوكتي، الإعلان عن النتائج بدأت أشياء تتطاير في مركز فرز الأصوات القومي. أعادت قوات تفريق التظاهرات النظام، ومكنت الرئيس من الوصول إلى منصة الإعلان. في الاحتفال نفسه، قال الرئيس، إن رجاله قد تعرضوا للتهديد والعنف والتخويف. وألمح إلى أن مصدر هذه التهديدات هو النظام السابق الذي أيد المرشح المهزوم. "انطلقنا في حملة الهدف منها هو ضمان أن تحصل كينيا على انتخابات حرة ونزيهة وموثوقة. هذه لم تكن حملة سهلة"، قال. "اثنان من أعضاء لجنة الانتخابات أصيبا، وهما الآن قيد العلاج. اختفى أحد أعضاء الطاقم أثناء أداء وظيفته. هناك أيضا أعضاء طاقم تم اعتقالهم بشكل تعسفي ولا نعرف مكان وجودهم".
لكن العنف في مركز فرز الأصوات وأقوال تشبوتكي كانت فقط المقدمة. في الوقت الذي ألقى فيه رئيس لجنة الانتخابات خطابه وقرأ النتائج، وقفت كينيا كلها أمام "وضع شاشة منقسمة"، كما سمت ذلك المحكمة العليا في الدولة في القرار الذي أكد نتائج الانتخابات في أيلول.
عن "هآرتس"