يديعوت : حان الوقت للانفصال عن القدس الشرقية

حجم الخط

بقلم: ميشكا بن دافيد

 


سلسلة العمليات، التي لا تتوقف في القدس، والتي منفذوها هم أبناء المدينة الشرقية، تدل المرة تلو الأخرى على أن حلم "المدينة الموحدة" ليس إلا وهماً، وانه يجدر الانفصال عنه بأسرع وقت ممكن.
ما يسمى "القدس الشرقية" تمتد على نحو 7 كيلومترات من الأراضي البلدية، ونحو 60 كيلومترا مربعا من القرى حول القدس، والتي ضمت اليها بقرار الحكومة منذ حزيران 1967 (التعريف لباقي المناطق في "يهودا" و"السامرة" هو "منطقة قيد الخلاف"، تحت احتلال، تنتظر حلاً متفقاً عليه).
بعد 55 سنة من ذلك فان المدينة، عملياً، مقسمة، ونحو 370 ألفاً من عربها يعيشون في أحياء لا تدوس قدم يهودية معظمها. مكانة الإقامة لسكان شرقي القدس العرب تبدو وهماً أساسه إعطاء امتيازات التأمين الوطني. لم تغير سنوات الضم شيئاً في وعي عرب القدس، ولا يوجد فرق بين الوعي الوطني الفلسطيني لمعظمهم وبين وعي عرب رام الله. سيكون من الصواب تشبيه مكانة العرب سكان شرقي القدس بمكانة باقي عرب "يهودا" وعن "السامرة": عليهم أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من السكان الفلسطينيين في الضفة، ويتبعون السلطة الفلسطينية حتى عندما يبقى الأمن في ايدي إسرائيل.
ينبغي جعل هذا التقسيم رسمياً من ناحية بلدية. الفصل بين ما يعرف اليوم كشرقي القدس وبين القرى المحيطة بها يجب أن يميز أيضاً الأحياء العربية في المناطق البلدية للمدينة. "غلاف القدس"، الذي هو مشروع الجدار والسور الذي يحيط المدينة من أحيائها الشمالية وحتى مشارف غوش عصيون، قرر منذ الآن بان تبقى مناطق إشكالية مثل كفر عقب ومخيم شعفاط خارج الجدار (بتشريع من محكمة العدل العليا). الفصل اكثر تعقيدا في أماكن فيها أحياء يهودية وعربية يلامس أحدها الآخر، مثلما في البلدة القديمة، وفي بيت صفافا، او في بيت حنينا، والثوري، لكنه ممكن. لأجل السماح لعرب المدينة بالعمل والرزق هناك حاجة للسماح بالعبور، لكن عبر بوابات، ومع تفتيش، مثلما في باقي أجزاء الضفة. من التنفيذ العملي لمثل هذا الفصل سيخرج رابحاً الأمن الفوري وتدفق الحياة في المدينة بشطريها، والمشروع المعقد للفصل في باقي مناطق "يهودا" و"السامرة"، والذي لا مفر منه اذا كنا لا نريد دولة ثنائية القومية او دولة ابرتهايد منبوذة.
مشكلة اخرى يجب التصدي لها هي مشكلة الهويات الزرقاء، حيث يكون صعباً التمييز بين سكان عرب شرقي القدس وبين مواطن يهودي أو عربي في باقي اجزاء الدولة – والكثير من الدم سُفك على ايدي عرب شرقي القدس حاملي هويات زرقاء- هذا الوضع غير المعقول يجب أن يتوقف. وهكذا ايضا في موضوع لوحات تشخيص السيارات، وكذا السهولة التي لا تطاق لحركة منفذي العمليات من شرقي القدس مع لوحات ترخيص صفراء لسياراتهم يجب أن تتوقف.
لا ينبغي ترك قرارات الحكومة في 1967 (الضم) وقرارات وزير الداخلية رامون في 2000 (منح هويات زرقاء لعرب شرقي القدس) على حالها، وإخضاعها لايديولوجيات لا يستوي معها الواقع. ينبغي الأمل في أن الحكومة، او لجنة وزارية خاصة او اي جسم يخول بذلك (مثل هيئة الأمن القومي)، ان تبلور حلولاً بهذه الروح قبل أن يُسفك دم كثير آخر.


عن "يديعوت"