محادثات سرية وكبيرة بين حركتي فتح وحماس تدور وراء الكواليس برعاية الدبلوماسية القطرية لتفعيل المصالحة الفلسطينية ولوضع آليات عملية وزمنية لإنهاء الانقسام.
وتفضِّل حركتا فتح وحماس عدم الحديث كثيراً في تفاصيل اللقاءات للإعلام "في محاولة منهم لإنجاح المهمة"، كما قالت بعض القيادات.
ووفقاً لمصادر إعلامية فإن قيادات رفيعة من الحركتين عقدتا مؤخراً سلسلة من اللقاءات السرية في دولة قطر التي بحثت عقبات تطبيق المصالحة، بالإضافة لبنود "اتفاق الشاطئ" الذي جرى توقيعه في غزة خلال أبريل/نيسان من العام 2014، ونتج عن تلك اللقاءات تقدم كبير فيما يتعلق بملفات المصالحة.
أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح د. أمين مقبول كشفعن محادثات كبيرة لتفعيل المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام برعاية الدبلوماسية القطرية.
وأوضح مقبول أن لقاءات جمعت بين حركته وحماس في قطر لتفعيل المصالحة وإنهاء الانقسام، مشيراً إلى أن اللقاءات هدفها إزالة العقبات التي تحول دون تطبيق ملف المصالحة وأنّ "اللقاءات عملية أكثر منها برتوكولية".
كما وكشف أن لقاءاً موسعاً سيجمع خلال أيام عضوين بارزين من اللجنة المركزية لحركة فتح مع رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل، مشيراً إلى ان اللقاءات الجارية بين فتح وحماس في الدوحة مبنية على أسس اتفاق القاهرة واتفاق الشاطئ.
وقال: لن نبدأ باتفاقات مصالحة جديدة، هناك أسس نسير عليها واتفاقات سابقة كاتفاق القاهرة والشاطئ، سنعمل من خلالهما، وستكون اللقاءات معالجة عملية للعقبات التي وقفت أمام الاتفاقات السابقة.
ولفت مقبول إلى أن اللقاءات التي تجمع حركتي فتح وحماس تتناول ملفات معقدة من بينها بحث تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل تتولى مهام محددة، والاتفاق على موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وحل مشكلة الموظفين، وآليات الدمج، وعدد من المشاكل التي يعاني منها القطاع.
وتمنى مقبول نجاح تلك الجولة من المصالحة، وأن تكون عملية أكثر منها بروتوكولية، نافياً أن يكون هناك جهد تركي في جولة المصالحة الحالية التي ترعاها الدبلوماسية القطرية، كما تناقلت بعض وسائل الإعلام.
فيما قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري: "إن جهوداً حثيثة تُبذل لعقد لقاء قريب في الدوحة لوضع آليات تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية".
من جهته أكد المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، أن الحركة ستتعاطى بإيجابية مع أي جهد يبذل من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة، بهدف إنهاء الانقسام.
ووقَّعت حركتا حماس وفتح في 23 أبريل/ نيسان 2014، اتفاقاً للمصالحة، وفي 2 يونيو/ حزيران من العام نفسه، أدت حكومة الوفاق اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، غير أنها لم تتسلم أياً من مهامها في قطاع غزة، بسبب الخلافات السياسية بين الفصيلين، وسط تبادل مستمر للاتهامات والتراشق الإعلامي.
وتبرر حكومة التوافق عدم تسلم مهام عملها بدعوى تشكيل حركة حماس لـ"حكومة ظل" في غزة، وهو ما تنفيه الأخيرة.
عن فلسطين اليوم