اسرائيل اليوم : نتطلع بعيوننا إلى الولايات المتحدة

حجم الخط

بقلم: نوحاما دويك

كل أسبوع أصل إلى المظاهرة في كابلان، أحاول أن أفهم قوة الروح. وهي قوية ومتينة ومبهرة في أسبوعها السابع أيضا.

لم يعد هذا مهما إذا كانوا 50 أو 80 أو 200 ألف متظاهر، فخروج الآلاف من بيوتهم ومناطق راحتهم هو من أجل هدف أكبر، مصلحتهم الشخصية.

مبهر على نحو خاص أن نرى الارتباط بالعلَم، وعشرات الآلاف منها ترفع عالياً. كما أنهم بثوا وثيقة الاستقلال على أحد المباني في شارع “كابلان”، سطراً سطراً. “أن نكون أحراراً في بلادنا”، هذا هو الهدف. هذا هو الاتجاه.

في هذه المرحلة على الأقل، لا يبدو أن هذا يحرك ساكناً لوزير العدل يريف لفين ولمن ينفذ كلمته في لجنة الدستور سمحا روتمن. فهم باندفاع إلى تحقيق الثورة القضائية، يعتزمون اليوم طرح قانونين مركزيين للقراءة الأولى – تغيير تركيبة لجنة انتخاب القضاة، وتقييد قوة المحكمة العليا على شطب القوانين. هذان القانونان هما الحجر الأساس للثورة التي يسعون لتمريرها.

ولا أحد اليوم يمكنه إيقاف هذا الاندفاع، ولا حتى رجال اليمين الذين تظاهروا في القدس وعلى رأسهم رئيس “الشاباك” الأسبق يورام كوهن، الذي حذر من أن الديمقراطية ستتضرر ضرراً جسيماً، ولا أحد من رؤساء المستوطنين- بنحاس فلرشتاين، أو مستوطنين من “غوش عصيون” وغيرهم.

حتى من كان مسؤولاً عن الشرخ المتوقع في الشعب ويقف على رأس الحكومة؛ بنيامين نتنياهو، لا يوقف لفين وروتمن. ربما لأنه لا يريد ذلك، كون الإصلاح سينقذه من محاكمته أو لأنه فقد السيطرة عليهما أو خوفاً من أنه إذا ما أوقفهما، سيفقد الائتلاف وسنتوجه إلى الانتخابات.

إذن، يجدر بنا أن نتوقف عند الأصوات التي تأتي من إدارة بايدن. من غير المستبعد أن يكون نتنياهو فرحاً جداً بالتدخل الأمريكي في الموضوع، ولن أتفاجأ إذا تبين بأنه يشجع مثل هذا التدخل في مكالمته يوم السبت مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن. ظاهراً، تحدثا عن شرعنة المستوطنات وصدرت بطاقة صفراء لإسرائيل، لكن من غير المستبعد أن يكون الإصلاح قد طرح في الحديث.

يعرف نتنياهو مدى تعلق أمن إسرائيل بأمريكا. فبدون المساعدة الأمريكية والتعاون الأمني، ستعلق إسرائيل بواقع أمني إشكالي. وعليه، فإنه لن يقف ضد أقوال الرئيس بايدن الذي قال الأسبوع الماضي في مقابلة مع “نيويورك تايمز” إن قيم الديمقراطية تتشارك فيها الدولتان.

في هذه الأثناء، لم يقف أيضاً ضد تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نايدز، الذي قال في مقابلة في نهاية الأسبوع مع الــ “سي.إن.إن” إن إدارة بايدن قالت لنتنياهو: اضغط على الفرامل. كما قال نايدز: “أقول لبيبي، مثلما أقول لأبنائي – أبطئ، حاول الوصول إلى توافق. لن نتمكن من مساعدتك إذا كانت ساحتكم الخلفية مشتعلة”.

المعنى المبطن واضح – نحن آباؤكم. وأنتم في خطر من دوننا. لن نستخدم الفيتو في الأمم المتحدة. وسلسلة أخرى من الأمور التي بدونها لن تكون إسرائيل مثلما عرفناها، ومع واحدة كهذه، لسنا متأكدين من أن هذه التي نريد صداقة قريبة معها. محزن أن نقول هذا، لكن لما كان قسما الشعب لا ينجحان في الحوار، ولما كان الرئيس هرتسوغ قد فشل في الوصول إلى وقف التشريع كشرط للحوار، فنحن نتطلع بعيوننا غرباً إلى الولايات المتحدة، فلعل الخلاص يأتي من هناك. لم يعد هذا بيتاً من نشيد “عين لصهيون تترقب”، بل عين إلى الولايات المتحدة.

 

 إسرائيل اليوم