رحم الله شهداءنا الابطال في موقعة جديده في البلدة القديمة من مدينة نابلس , سالت دماء الابطال وروت الارض الطاهرة في جبل النار , ولم تجف دماء الشهداء في البلدة القديمة الذين سقطوا قبل ايام , الى متى نستمر في الترحم والاستنكار والطرق على ابواب الامريكان بمطالب عبثيه , والتوجه الى انظمة فقدت بوصلة التصدي وتلبية نداء المقاومين الذيت يتصدون بصدورهم العارية لعدو لا يرحم , يسخر كل طاقاته واسلحته لاقتلاعنا من هذا الوطن , ويردد جهارا نهارا عبارات الكره وضم الارض وامتهان الكرامة والحقوق , ويفرض قوانين الحرمان لشعب عاش على هذه الارض الاف السنين , لا اريد ان اطيل في الشكوى وما نراه كل يوم من التوسع الاستيطاني وضم الاراضي وهدم البيوت بايدي اصحابها والدموع تسيل غزيرة على وجوه الامهات والاطفال وهم يودعون منازل الطفولة واماكن الذكريات وينامون في العراء , واسرانا البواسل الذين يواجهون عدوانا غاشما يستهدف كل معاني الانسانية , لكنني اليوم ومن وحي المذابح المتصاعده والعدوان الاجرامي الذي يطول كل شيء في هذا الوطن من حكومات متعاقبه تتفق جميعها على تحقيق اهدافها العدوانية ضد الوطن والاهل . واقول : ثم ماذا ؟
اولا:- ارجو ان ندرك لمن لا زال لا يدرك ان العدو الرئيسي ضد شعبنا وقضيتنا هو العدو الامريكي الذي يتمثل في ادارة صهيونية من نفس نسيج العدو الصهيوني وتاتمر بطلباته وتشكل الداعم الرئيسي لوجوده وعدوانه وبقائه على ارضنا , ولا تبقى القيادات الفلسطينية او بعضها تردد الامل والطلب والتصديق بوعوده الكاذبه التي كان اخرها اكذوبة قرار مجلس الامن التي كررت فيها ما سبق من وعود تخص لجم العدو الصهيوني في الاستيطان واقتحامات الاقصى , والضم والتدمير للمساكن , ووعودها الكاذبه بفتح القنصلية في القدس والسير في اوهام حل الدولتين , ارجو ان تتوقف القيادات الفلسطينية عن عقد الامال على وعود الادارة الامريكيه , فهي ادارة صهيونية بامتياز .
ثانيا :- اجمع شعبنا وكل المخلصين المؤمنين بحقوقنا ان تحرير فلسطين لن يتم الا بالكفاح المسلح الذي نص عليه ميثاقنا القومي في اول مجلس وطني عقد في القدس في 28 مايو 1964 في ظل وحدة وطنية تجمع اطياف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات . واذكر ان الثورة الفلسطينية التي انطلقت عام 1965 , وانضم لها الالاف من الشباب الفلسطيني والعربي وخاضوا المعارك وقدموا الاف الشهداء من اجل تحرير فلسطين وطرد الغزاة الصهاينة من كل فلسطين من النهر الى البحر , بعد ان ادركوا ابعاد الصراع , على ضوء العدوان المتتالي على امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني من خلال المعارك المتتالية بدءا من حرب عام 1948 وما تبعها من حروب منها حرب 56 , و67 , و73 والمؤامرات على وحدة مصر وسوريا وعلى مياهنا العربية , وباتت امتنا وجماهيرنا في يقين وقناعه وكما اكد القائد عبد الناصر في اعقاب حرب 1967 : ان هذا العدو لن يوقفه سوى الحرب ولن يفيد معه السلام , وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة , ودعم حتى اخر حياته وهو يدافع عن المقاومة الفلسطينية بعد مذابح ايلول . ادرك شعبنا وامتنا هذه الحقيقة وازدادت قناعته بها عبر المسيرة النضاليه التي تتعرض لها امتنا وشعبنا الفلسطيني .
ثالثا :-ادرك اهمية النضال السياسي وما تقوم به الدوائر السياسية الفلسطينية والعربية في المحافل الدولية في طرح قضيتنا على الراي العام العربي وفي دوائر الامم المتحدة ومجلس الامن وحقوق الانسان والدوائر الثقافية والاجتماعية , واعتبر هذا الجهد هام بشرط ان يواكبه النضال العسكري بكل اشكاله والمقاومة الشعبية مقاومة كل الشعب , هكذا كانت ثورة الجزائر وثورة جنوب افرقيا وفيتنام وغيرها , توحدت ارادة هذه الشعوب واعلنت الكفاح المسلح الى جانب النضال السياسي فحققت الانتصار , لقد عادت الفئات المخلصة من قواعد الفصغائل وخاصة كتائب شهداء الاقصى في حركة فتح وتنظيم الجهاد الاسلامي , الى ينابيع الثورة وحملت السلاح دفاعا عن الوطن والحق والمقدسات , بعد ان ادركت ان العمل الدبلوماسي وحده لن يحقق اهداف الثورة في اقتلاع الاحتلال وعودة الحقوق المغتصبة وتحقيق اهدافنا في الحرية واقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين . ورحب شعبنا بتلاحم المقاومين على ارض المعركة , واختلاط الدماء الطاهره دفاعا عن مقدساتنا وارضنا وفق الثوابت الفلسطينية وعدم التفريط بشبر واحد من ارض ابائنا واجدادنا . اصبح شعبنا كل شعبنا وامتنا العربية الحاضن للمقاومة المسلحة واقول المقاومة المسلحة دون خجل او استحياء واتمنى ان نردد في خطاباتنا هذا التعبير , لان من حقنا ان ندافع عن الوطن بكل اشكال المقاومة حتى نطرد الغزاه , هذا ما فعله صلاح الدين يوم وحد الجيش العربي وحرر القدس وفلسطين , وهذا مافعله القادة العرب ضد المغول والهكسوس والصهاينة يوم قاد عبد الناصر امتنا وانتصر في معارك 56 وحرب الاستنزاف والتحضير لحرب 1973 , التي انتصر فيها الجيش العربي في معركة العبور مع الجيش السوري البطل .
رابعا :-في ظل هذا العدوان المتصاعد على شعبنا , الذي تقوده الزمرة الحاكمة بقيادة اليمين اليهودي والصهيوني المتطرف بقيادة نتنياهو وبن غفير وسموتتش وغيرهم من دعاة انهاء قضيتنا واقتلاع شعبنا لا بد ان نتحمل المسؤلية كشعب فلسطيني وشعب عربي ونلخص هذه المسؤلية فيما يلي :
اولا :- المقاومة الفلسطينية الكفاح المسلح هو بوصلة نضالنا في هذه المرحلة في مواجهة غزوة صهيونية فاشيه وعلى شعبنا في كل ساحاته ان يكون الحاضنة الفعلية لهؤلاء المقاومين الابطال من شمال الوطن الى جنوبه ومن شرق الوطن الى غربه , بكل ما تحمله من معنى , من دعم للمقاتلين واسرهم وعائلات الشهداء وابنائهم تحت قاعدة : الجود بالنفس اغلى غاية الجود , ونحرص على امنهم وسلامتهم . وان نكون العين لتحركاتهم والحفاظ على امنهم وعلنا نستفيد من مداهمات المستعربين في مهاجماتهم لمواقع المقاومين في نابلس وجنين , ونراقب تحركات هؤلاء المجرمين ونكشف اساليبهم في مهاجمة المقاتلين .
ثانيا :--حتى تزداد مقاومتنا نناشد قواعد الفصائل من الشباب المخلصين الذين اتخذوا من الفصائل اسلوبا ووسيلة لخدمة القضية والشعب , عليهم ان يلتحقوا بصفوف المقاومة المسلحة كما على القواعد ان تمارس ضغوطا على هذه الفصائل لانهاء الانقسام وتحقيق وحدة المقاومة لنجعل من هذا العام عام انهاء الاحتلال وتحقيق النصر في ظل الوحدة الوطنية , ولم يعد شعبنا الفلسطيني ولا امتنا العربية ترضى بالتبريرات المختلفة التي يتشدق بها بعض الفصائل لعدم انهاء الانقسام فالوطن والقضية اهم من كل تبريراتكم .
ثالثا :-ليكن شعارنا في هذه المرحلة : تصعيد المقاومة المسلحة هدفا اساسا لا نحيد عنه ولا ندخل في متاهات لقوى تحاول ابعادنا عن هذا الهدف مهما كانت الاسباب , واذا حققنا وحدة النضال والمقاومة يمكن ان ندعو الشباب العربي الى الانضمام لهذه المقاومة كما فعلينا يوم قامت الثورة عام 65 وانضم لها الشباب العربي من المحيط الى الخليج , فالقضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية هي قضية عربية ونحن في فلسطين طليعة هذه الامة في معركة التحرير كمخا كنا في حطين وعين جالوت ,
رابعا :-نستطيع الان ونحن نخوض مقاومة مسلحة ونقدم مئات الشهداء في مواجهة العدو الصهيوني ان نتوجه الى جماهيرنا ان يدعموا صمود اهلنا ودعم مقاومتنا بالمال والسلاح وفق السبل الذي يوصل الدعم لمستحقيه لنضمد جراح اسر الشهداء ونعتني باسرهم , ونوفر للمقاتلين سبل الصمود والتصدي الذين لا يبخلون باروااحهم في سبيل الوطن , وعلى شعبنا الفلسطيني والاثرياء منا ان يجودوا باموالهم الى جانب جهودهم ليكونوا النموذج في التضحية لامتهم واصدقائهم .
خامسا :- على كل منا الذين نعيش خارج الوطن ان نبذل قصارى جهدنا في التحرك السياسي حتى نزيد من التاثير على المجتمعات التى نعيش فيها لتبقى سندا لشعبنا ومؤثرة على الحكومات للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتدعم مقاومتنا بكل الوسائل , كما علينا ان نمد شعبنا ومقاومته بكل وسائل الدعم للحفاظ على صموده على ارضنا . فبقاؤنا على اضنا هو مقاومة الى جانب المقاومة المسلحة مقاومة كل الشعب .
حينما تابعت نعوش الشهداء وانات الامهات , وجدت من واجبي ان ابحث عن السبل التى اشارك فيها ويشارك كل فلسطيني وعربي بدوره في معركة البقاء والوجود والتصدي له1ذا الفعدو الفاشي , واتمنى ان تستجيب الجماهير لنداء الحق والواجب , فالشهداء يستحقوا منا الوفاء والوطن يستحق منا التضحيات ....