حريق حوارة ومجزرتها..ليست فعلا طائشا يا "فريق العقبة"!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 يعتبر الرئيس محمود عباس، آخر أعضاء الفريق الفلسطيني، الذي شارك في قمة "واي ريفر" عام 1998 بقاء في السلطة، حيث غادر الخالد المؤسس ياسر عرفات شهيدا حيا في الوعي الوطني، بعملية اغتيال لا تزال تبحث منفذيها، وقبل أيام رحل أبرز من وضع لبنات اتفاق إعلان المبادئ (اتفاق أوسلو) أبو علاء قريع القائد الكبير الى حيث الخلود الابدي، فيما خرج الأخرون الى مواقع خارج المؤسسة الرسمية، لأسباب مختلفة.

تذكير الرئيس محمود عباس بـ "قمة واي ريفر"، كون وفد دولة الكيان العنصري كان بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتخب نتنياهو، بعدما فتح له الإرهابيون طريق الفوز نتاج اغتيال رابين شريك منظمة التحرير في اتفاق أوسلو، (الأول والأخير) كفرصة تحقيق سلام، مع حكومات إسرائيلية، وكان ضمن وفده الإرهابي شارون، خلال القمة التي قادها الرئيس الأمريكي كلينتون، تم التوصل الى مذكرة حول إعادة انتشار قوات الاحتلال من أرض فلسطينية، رغم ما كان تحفظا من الوفد الفلسطيني على بعض حيثيات تلك المذكرة التفاهمية.

وما أن وصل نتنياهو الى أرض مطار اللد، ووجد أمامه مظاهرة معارضة لذلك "التفاهم"، حتى أعلن أنه لن ينفذ بندا من تلك الوثيقة، وغادر المطار لتبدأ حركة غضب أمريكية، قادت الى اسقاطه والدفع بيهود باراك رئيسا للحكومة، والذي قاد أكبر عملية تدمير لمؤسسات السلطة الفلسطينية، في حرب المواجهة الكبرى من سبتمبر 2000، بعد قمة كمب ديفيد.

رسالة التذكير، بما حدث من نتنياهو في مطار اللد، ليس من أجل بحث حدث في مسار تاريخ، بل لتنشيط "ذاكرة الرئيس عباس"، تحديدا، وليس فريقه الذي لم يكن بعلم ودراية لمجمل المسار التفاوضي، فجميعهم كانوا خارج دائرة العمل القيادي والتفاوضي، كيف أن نتنياهو لم يكن شريكا ولن يكون شريكا، في عمل سياسي مع الفلسطيني، فهو دون غيره من قاد عملية اغتيال اتفاق أوسلو، وما تلاها، وهو الذي لا زال يعتبر منظمة التحرير "عدوا مباشرا"، وليس "شريكا مباشرا".

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، من قبل الفرق الاستيطانية الإرهابية بإعدام شاب فلسطيني، وحرق عشرات المنازل ومئات المصابين، كان فعل بحماية قوات جيش "الفاشية اليهودية"، وتم نقل الحدث على الهواء مباشرة، وكيف سهلت تلك القوات جرائم حرب الفرقة الإرهابية، وليس مسألة "أخذ القانون" باليد منفردين، بل جزء من المخطط الإرهابي العالم، لفرض مشروع التهويد في الضفة والقدس.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، هو النموذج اليومي الذي تعيشه أرض فلسطين وأهلها، وجاء أياما فقط بعد "مجزرة نابلس"، لتأكيد مؤكد فعل الترهيب كسلوك جديد من أجل تنفيذ مخطط حكومة "التحالف الفاشي" بقيادة نتنياهو، خطوط معلنة ليست سرية، جوهرها إنكار كلي بأن الضفة والقدس أرض فلسطينية، بل هي أرض يهودية، يتواجد عليها سكان بهم فلسطينيين، وتلك مسألة شرعنتها حكومات نتنياهو السابقة، عندما أعادت عمل الإدارة المدنية لتصبح مسؤولة عن "سكان الضفة من يهود وعرب"، وذلك قبل سنوات من تاريخه، وبات الآن رئيسها المستوطن الإرهابي الوزير سموتريتش.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، ليس فعلا طائشا بل جزء تكميلي لدور جيش دولة الكيان في الضفة والقدس، واحد أدواته الرسمية في تنفيذ المخطط الرسمي، وما كان من نداءات ما بعد ارتكاب المجزرة، رسخت تلك الحقيقة.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، ليس حرقا لـ "بيان العقبة"، الذي حمل من "الجرائم السياسية" ما يستوجب "ثورة غضب فلسطينية عامة"، بل هو حرق لمكذبة اعتبار تحالف "الفاشية اليهودية" وفريق الإرهاب الاستيطاني الحاكم، يمكن أن يكون طرفا في خدمة أهل فلسطين.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، هو الفعل القادم المؤكد لأداة تنفيذ مخطط تهويد أرض فلسطين، تحت غطاء "تفاهم العقبة"، والذي سيكون نقابا لكل جرائم ضد أهل فلسطين، أرضا وممتلكات وقبلها حقوق سياسية.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، رسالة كتبت بدم فلسطيني الى "الرئيس محمود عباس وفريقه الخاص"، أن يمتلك "شجاعة وطنية" ويعلن أنه لن يكمل ما كان يوم 26 فبراير 2023 من ورقة غير رسمية في العقبة، دون تطبيق عناصر التحديد السياسي التي كتبها فريقه في اعلانهم قبل الذهاب، وليس أكثر.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، رسالة أن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وفق البند السابع لم يعد يقبل التأجيل، وكل تأخير سيكون الرئيس عباس وفريقه شركاء فيما سيكون من جرائم حرب.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، لا يقبل الانتظار لفك عرى الارتباط بالجبن السياسي، من مكذبة انهيار السلطة ومكانتها...ولو كان ذلك فعلا فسيكون سلاحا ضد العدو وليس سلاحا للعدو.

ما حدث في "مجزرة حوارة" وما حولها، نقطة حسم إما الانطلاق نحو مواجهة المشروع التهويدي العام، او الخنوع العام...ولا منطقة وسطى بين حق ولا حق!

ملاحظة: حركة فتح بعد مجزرة حوارة طالبت بالنفير العام..هذا كلام حق جدا، يتطلب أن تكمل ما كان في مناطق أخرى بتشكيل "فرق حراسة ليلية" في كل بلدة فلسطينية..وتنسى خالص بيان فريق العقبة..بهيك طريق فتح بتقدر تحرس مش  بس بلدات ولكن "المشروع الوطني" كله!

تنويه خاص: أن يخاطب البعض العربي والدولي "الطرفين" في الضفة بوقف "التصعيد"..فتلك هي المصيبة السياسية الكبرى...تساوي بين شعب تحت الاحتلال مع قوة الاحتلال وأدواته الإرهابية...مبروك عليكم يا "فريق العقبة"..اسبحوا في بحر هالفضيحة!