بعد العملية الفتاكة، أول من أمس، والتي قتل فيها إسرائيليان في حوارة، اشتعلت أعمال شغب عنيفة مست بمدنيين فلسطينيين وبأملاكهم وأدت بـ "السامرة" الى نقطة غليان خطيرة.
المنطقة التي نفذت فيها العملية ليست مفاجئة. فقد أصبحت نابلس عش "إرهاب" خطير، الثاني بعد مخيم جنين. فمجموعة "عرين الأسود"، التي عملت في القصبة، أحدثت أوجاع رأس في الجيش وفي "الشاباك". في الأسبوع الماضي فقط، تحولت محاولة اعتقال الى معركة عنيفة قتل في أثنائها 11 فلسطينيا. وهددت منظمات "الإرهاب" بالرد، ويحتمل أن تكون العملية نفذت كجزء من هذا.
حوارة نقطة ضعف معروفة، بسبب الحاجة للعبور خلالها الى مستوطنات ظهر الجبل في "السامرة". في السنة الأخيرة كانت القرية بؤرة دائمة لمواجهات عنيفة ومحاولات عمليات. لكن ما حصل، أول من امس، كان شاذاً: وصل عشرات من المستوطنين المسلحين الى القرية، وألحقوا الأذى بالمدنيين الفلسطينيين وبأملاكهم. أُحرق أكثر من عشرة منازل وعشرات السيارات، وفي بعض الحالات تعرضت حياة الفلسطينيين للخطر واضطر الجيش الإسرائيلي الى إنقاذهم.
وبينما نفذت العملية بلا إنذار، وبالتالي لم يكن بوسع الجيش و"الشاباك" الإسرائيليين الاستعداد لها، فان إعمال الثأر التي قام بها اليهود كانت مكتوبة على الحائط. يجب السؤال: لماذا لم يعزز الجيش ولواء شاي في الشرطة القوات في القرية لاجل الفصل بين الطرفين وتقليص حجم العنف؟ يدور الحديث عن كسوف احتمالات التفجير فيه أكبر من كل حدث آخر في المنطقة في السنة الأخيرة: اذا لم يكن تتجند القيادة في الطرفين لتهدئة الخواطر، فقد يتبين ان في حوارة أشعلت الشرارة التي ستطلق شعلة كبيرة في "المناطق" بل وربما أبعد منها.
صحيح ان رئيس الوزراء نتنياهو اطلق، أول من امس، نداء لتهدئة الخواطر، ولكن مطلوب ايضا قول واضح من جانب القيادة السياسية والدينية للاستيطان، والذي لم يصدر بعد. في محاولة لمنع الاشتعال التقت في العقبة، أول من أمس، محافل أمن إسرائيلية، فلسطينية، مصرية، اردنية وأميركية. وكان التخوف من التصعيد في رمضان في الشهر القادم، لكن يبدو أن الواقع سبق الاستعدادات. فالمحادثات في الاجتماع جرت في اجواء طيبة، بل اتفق على ان اللقاء التالي، عشية رمضان، سيعقد برعاية مصرية لكن مطلوب اكثر من هذا لأجل تهدئة المنطقة. وبالتأكيد عندما تكون "حماس"، ايران، وعناصر تحريضية اخرى في الشبكات الاجتماعية تحاول اشعال الساحة الفلسطينية وبخاصة الحرم.
ان التحدي الأساس في المحادثات، الى جانب محاولة إعادة أجهزة الأمن الفلسطينية الى التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، هو دفعها الى العمل من جديد في شمال "السامرة".
من المشكوك فيه في المرحلة الحالية بأن تكون القوات الفلسطينية جاهزة في المرحلة الحالية لأن تعمل مرة أخرى بنجاعة في شمالي "السامرة". المعنى هو أن إسرائيل ستكون مطالبة بأن تعمل في كل حالة إخطار في ظل مستوى العنف الحال، الذي وجد تعبيره، أول من أمس، في العملية في حوارة وفي الرد عليها – يبدو أننا في بداية فترة دامية.
عن "إسرائيل اليوم"