أصدر مركز الأبحاث-منظمة التحرير الفلسطينية، كتابا جديدا، بعنوان: "الصهيونية.. إسرائيل ومناهضة السامية: استغلال معاناة اليهود في اضطهاد الفلسطينيين"، للباحث والصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي.
ويتناول البرغوثي في الكتاب دوافع ومراحل تطوير تعريف مناهضة السامية من "العنصرية ضد اليهود على أساس عرقي وديني"، إلى تعريفات جديدة، تستهدف بشكل أساسي من يتبنَّون مواقف مناهضة للصهيونية كفكرة استعمارية-استيطانية، ومن ينتقدون إسرائيل كدولة تمارس الاحتلال العسكري والفصل العنصري بحق الفلسطينيين، عبر اتهامهم بأنهم عنصريون ضد اليهود "أي مناهضون للسامية"، بهدف قمع هذه الأصوات وإسكاتها.
ويركز الكتاب على التعريف المسمى "تعريف IHRA العملي لمناهضة السامية"، الذي تبناه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، عام 2016، بعد صدوره عام 2005 عن منظمة أوروبية تعاونت مع أكاديميين إسرائيليين وغربيين ومنظمات صهيونية، بهدف قمع منتقدي سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين، خلال انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000.
كما يستعرض الكتاب أبرز المجالات التي يتم استخدام هذا التعريف فيها من المنظمات الصهيونية المدافعة عن إسرائيل، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، وبعض أشكال استخدام هذا التعريف، مع استعراض أبرز الدول التي تبنته عبر العضوية في منظمة IHRA.
وتكمن أهميته في كونه الأول فلسطينيا وعربيا في تناوله عملية تطوير تعريف مناهضة السامية لحرفه عن سياقه الأصلي والتاريخي، واستغلاله لأغراض سياسية، بما يتسبب بظلم لضحايا إسرائيل من الفلسطينيين من ناحية، ولضحايا مناهضة السامية بمفهومها الكلاسيكي من اليهود من ناحية ثانية، عبر إقحام معاناتهم في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، واستغلالها لقمع منتقدي الاحتلال.
وأشار مدير عام مركز أبحاث منظمة التحرير منتصر جرار إلى أن هذا الكتاب الجديد في موضوعه عربيًا، يأتي ضمن النشاط البحثي المتصاعد، الذي يسعى مركز الأبحاث من خلاله إلى تعزيز المعرفة والوعي على المستويات كافة، وأشار إلى أن إطلاق الكتاب الجديد يأتي ضمن سلسلة الكتب والدراسات التي نشرها المركز، ويعكف على نشرها، والتي تعالج القضايا المعرفية والسياسية المتصلة بالشأن الفلسطيني والصراع مع الاحتلال.