في منتهى الثقة أعلن وزير جيش الاحتلال (ب) وزير مالية دولة الكيان العنصري، سموتريتش، بانه يرى ضرورة "إزالة حوارة"، البلدة الفلسطينية شمال نابلس بالضفة الغربية عن الوجود، مكملا ما قاله عضو الكنيست فوغل، من ممثلي حزب الوزير الإرهابي المعروف باسم "وزير الأمن الوطني" بن غفير بذات الرغبة.
"مجمع الوزارات" سموتريتش طالب رسميا بأن تقوم "حكومة كيانه" بتلك الإزالة ولا تترك للأفراد فعل ذلك، بما يؤكد أنه يضع الأمر أمام التنفيذ، وليس خيارا محتملا، إما أن تتصرف قوات الاحتلال لتنفيذ "رغبته"، او سيقوم بها آخرون.
أقوال الإرهابي، ليست فردية ولا شخصية بل هي رؤية فكرية سياسية، بعدها أيدلوجي ينطلق من مشروعهم الرسمي بتهويد الضفة والقدس، والذي من أجله اغتالوا رئيس حكومة الكيان اسحق رابين نوفمبر 1995، عندما اعتبروه تخلى عن "قلب مشروعهم التوراتي" في اتفاق إعلان المبادئ (اتفاق أوسلو)، هي رؤية أطراف رئيسية في حكومة نتنياهو، وتجسيد عملي لخطوطها البرامجية العريضة المعلن قبل أسابيع رسميا، وأقرت داخل برلمانهم الكنيست.
حديث سموتريتش، ليس خطأ لغويا، او سهوا لفظيا، هو تأكيد لتصريح رئيس حكومة التحالف الفاشي نتنياهو، الذي اعتبر الضفة والقدس (غزة خارجها) هي "أرض إسرائيل"، وبالتالي كل ما فوقها ليس يهوديا وجب إزاحته، أو إزالته، أو تطهيرها مه، بأشكال متعددة، وما يحدث في بلدات القدس من عمليات تطهير عرقي، هي وجه آخر لما قاله وزير جيش الاحتلال (ب) ووزير ماليته، الوزير الأهم في تكوينها.
تلك التصريحات لها ما يقارب أكثر من 50% من سكان دولة الكيان مقتنعين بذلك، وليس هذا وحده، لكنه تحدث عنها بوضوح وترجم تماما تصريح نتنياهو عن "أرض إسرائيل"، وان الضفة والقدس هي "يهودا والسامرة وأورشليم"، وذلك نص في خطوط الحكومة العريضة، ولذا أي محاولة لـ "فردنة" تلك الأقوال تعني فيما تعني تمريرها بعد حين بشكل غاضب.
ولعل موقف الولايات المتحدة التي خرجت بعد تلك الأقوال، تمثل "تشجيعا" واضحا لكل إرهابيي دولة الأبرتهايد، عندما تحدث وصفا بأن ما قاله "الوزير الأهم" في حكومة نتنياهو بأنها تصريحات "مقززة"، لكنها فتحت له ولكل أمثاله الباب بإدانتها حركة الكفاح الوطني الفلسطيني، ترسيخا لموقفها الجديد بأن "الاستيطان مسألة جدلية"، وأنه لا يوجد "أرض محتلة" ولكنها "أرض متنازع عليها"، وفق تصريح الناطق باسم خارجية الولايات المتحدة، "كما أعربنا عن إدانتنا للعنف الفلسطيني، فإننا نرفض وندين هذه التصريحات".
أمريكا شرعنت تماما، خطوط حكومة "الفاشية اليهودية المعاصرة"، بعدم إعلان موقف مما تضمنته من عناصر تتناقض كليا مع ما تم توقيعه من "اتفاقات" مع حكومات سابقة، أو قرارات الشرعية الدولية، ولم ترفض أبدا ما قاله نتنياهو ووزير خارجيته ومندوبهم في الأمم المتحدة، بأنها "أرض إسرائيل" وهي "يهودا والسامرة"، فيما تقف أمريكا مؤسسات رسمية وأجهزة أمنية، أمام أي عبارة أو كلمة تمس من وجود الكيان واحتلاله ومستوطنيه، وتعتبرهم "مواطنين في بلداتهم".
موقف أمريكا، هو من "شرعن" مفهوم "الحق في إزالة" الوجود الفلسطيني، بلدات وقضية ومواطنين، وكل ما يخرج منهم وصفا لغويا بين حين وآخر، لا يساوي حبة تراب فلسطينية، لأنها عززت "النظرية التهويدية الأم"، بأن الضفة الغربية، هي "يهودا والسامرة"، وبأنه أرض فلسطين هي "أرض إسرائيل".
وكي لا تستمر مهزلة "الاشمئزاز والمقززة"، فيما يتعلق بمصير الوجود الفلسطيني، وقبل أي حراك جديد استكمالا لما سمي لقاء "الفرصة"، أو ما يعرف إعلاميا بـ "لقاء العقبة"، والذهاب الى لقاء "شرم الشيخ"، على الرسمية الفلسطينية أن تطالب شرطا لذلك بـ:
- إقالة كل ممثلي أيدلوجيا إزالة الوجود الفلسطيني من حكومة التحالف القائم، ومنهم سموتريتش وبن غفير وآخرين.
- تعليق عضوية أعضاء الكنيست من ممثلي هذه الرؤية السياسية.
- التحقيق الرسمي من مطلقي تلك التصريحات، واعتبارهم جزء من "منظومة إرهابية" يجب اعتقالهم.
- بيان رسمي من حكومة نتنياهو، يعلن أن:
- الضفة الغربية هي أرض فلسطينية وفقا للمادة الرابعة من اتفاق المبادئ 1993.
- منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
- الالتزام بالاتفاقات الموقعة معها منذ عام 1993، بما فيها حول القدس.
- بيان رسمي من الولايات المتحدة تأكيدا على:
- ان الضفة الغربية هي أرض فلسطين، وأن استخدام تعبير "يهودا والسامرة" مرفوض سياسيا وقانونيا.
- ان إسرائيل تحتل أرض فلسطين يجب الانسحاب منها.
- الاستيطان بكامله غير شرعي وغير قانوني.
مسائل لا بد منها، قبل أي عمل رسمي فلسطيني آخر، ولو ذهبت الى أي لقاء مع حكومة نتنياهو، دون تلك المسائل وتحت أي نقاب أو صيغة، ستكون موضوعيا جزء من تحالف "إزالة الوجود الفلسطيني"، وليس "إزالة حوارة" فحسب.
على "الرسمية الفلسطينية"، أن تعلن اليوم قبل الغد، ان الحديث عن "أرض إسرائيل" و"يهودا والسامرة" و"إزالة حوارة" أو غيرها يساوي "إزالة إسرائيل"، وأن فلسطين من النهر الى البحر حق مقدس للفلسطينيين.
وعليها وقبل ان تعود لحالة "الاسترخاء الوطني" التي تعيشها، وقف العمل بكل ما له علاقة بالكيان، دولة ومؤسسات احتلاليه، وتبدأ رحلة "العصيان العام"، الى حين تلبية ما طالبت.
"حديث الإزالة" مفصل سياسي – فكري، لا يجب أن ينتهي ببيان "ترضية إشمئزازية" أمريكية عمليا هو عار مضاف..فتمريره دون عقاب حقيقي سيكون نهاية وطنية لمن يقبل مجالسة حكومة "مجمع سموتريتش"!
ملاحظة: ما حدث في تل أبيب يوم الأربعاء أول مارس، عندما قام متظاهرين بحصار "صالون شعر" زوجة بيبي سارة، كانت حالة فريدة من الغضب على ساسة دولة الكيان..الناس بتغلي وهي نازلة مكيجة..الصراحة بتستاهل!
تنويه خاص: إعلام حماس، نازل تخوين في فتح، مع انه قيادتهم نازلة "تفاوض صامت" معها... ماشي هم هيك الإخوانجية..لسان وخنجر في آن..لكن الفضيحة لما تكون فتح أكثر من قدم شهدا مؤخرا وحماس أكثر من قدم بيانات عن شهدا مش منها..بتطلع هاي "خيانة خمس نجوم" مش هيك..لو تنخرسوا شوي بيكون منيح!