قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها "تنظر ببالغ الخطورة إزاء إعاقة قوات الاحتلال للطواقم الطبية أثناء تأدية واجبها الإنساني، الأمر الذي يعرض سلامة المدنيين للخطر، إضافة إلى استخدام مركبات الإسعاف التابعة للجمعية، والمخصصة للأغراض الإنسانية حصرا، كدرع لها".
ولفتت الجمعية في تقرير صدر عنها، مساء اليوم الخميس، إلى إعاقة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وصول طواقم الإسعاف التابعة للجمعية إلى مصاب بالرصاص الحي حالته خطيرة، أثناء اقتحامها مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، أمس الأربعاء، وذلك من خلال توجيه الأسلحة نحو الطواقم وتهديدهم.
وأضافت الجمعية أنه تم بعدها السماح لهم بالتعامل مع المصاب، بشرط عدم تحريكه أو نقله إلى المستشفى. وعلى الرغم من بذل طواقم الجمعية جهودا حثيثة لنقل المصاب، لا سيما بعد أن توقف قلبه، إلا أن قوات الاحتلال واصلت رفضها ذلك، مبلغة الطواقم بأنه سوف يتم نقل المصاب إلى مركبة إسعاف تابعة لها، ولكن ذلك لم يحصل، إذ أخذت قوات الاحتلال المصاب بالقوة، وأزالت أجهزة الأكسجين عنه، موقفة عملية إنعاش القلب والرئتين الضرورية لإنقاذ حياته، ونقلته إلى جيب عسكري وليس إلى مركبة إسعاف أخرى.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو التقطت خلال الاقتحام، إعاقة قوات الاحتلال طواقم الإسعاف، خلال محاولتها الوصول للشاب المصاب محمود جمال حسن حمدان (22 عاما)، قبل أن تعتقله وهو مصاب بجروح حرجة، ليعلن في وقت لاحق عن استشهاده واحتجاز جثمانه.
وقالت الجمعية في تقريرها: "يشكّل هذا السلوك مساسا خطيرا بحق الإنسان بالحياة وتلقي الخدمات الطبية العاجلة، الأمر الذي أدى إلى فقدان الشاب المصاب لحياته".
وأضافت: "وبينما كانت الطواقم الطبية تتعامل مع المصاب، ارتكبت قوات الاحتلال انتهاكا آخر بالاستيلاء على مركبتي إسعاف تتبعان للجمعية واستخدامهما لأغراض عسكرية، حيث تم تحريكهما من مكانهما واستعمالهما كساتر حماية للمركبات العسكرية وللجنود، ولإطلاق النار من خلفهما".
وأكدت الجمعية أن "هذه الأفعال تشكّل خرقا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة لعام 1949، والمنطبقة قانونا على الأرض الفلسطينية المحتلة"، مشيرةً إلى أن القانون الإنساني الدولي يوجب ضمان حماية المستفيدين من الخدمات الطبية، ومعاملتهم في جميع الأحوال معاملة إنسانية لائقة، وتوفير الرعاية والعناية الطبية التي تقتضيها حالتهم، كما تحظر استعمال وسائل النقل الطبية في الأغراض العسكرية تحت أي ظرف كان.