هارتس : رسالة قائد سلاح الجو تعكس عمق القلق الإسرائيلي

عاموس-هرئيل.jpg
حجم الخط

بقلم: عاموس هرئيل

 

 



الرسالة، التي أرسلها قائد سلاح الجو، الجنرال تومر بار، يوم الجمعة الماضي، للطيارين والملاحين في الاحتياط تعكس خطورة الوضع في سلاح الجو، إزاء حجم وقوة الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي.
بار، كما يبدو، هو الضابط الأكثر قلقاً في هيئة الأركان العامة في هذه الأثناء، وهو يشبه شخصاً يعيش على فوهة بركان. هو يقلق من عمق المشاعر في أوساط الكثير من رجاله بخصوص خطة الحكومة لتدمير الجهاز القضائي. وهو يعرف أي تأثير ضار يمكن أن يكون لقرار جزء منهم بالتوقف عن التطوع في الخدمة في الاحتياط إذا أجيز التشريع.
كتب بار لرجاله بأن سلاح الجو مضطر للحفاظ على التماسك والقدرة من أجل مواصلة تنفيذ مهماته. "لا يوجد لديكم أي بديل آخر"، أعلن لطواقم سلاح الجو في الاحتياط، ودعاها لمواصلة الخدمة كالعادة. مع ذلك، رفض الادعاءات الصارخة تجاهه من جانب جزء من مؤيدي الحكومة. "أقول بالفم الملآن إنكم أنتم الذين تدافعون عن البلاد، أنتم أعزاء وقيميون ومسؤولون... لن أسمح برسم صورتكم بشكل غير معقول"، تعهد.
أرسلت الرسالة بعد سلسلة لقاءات، الأسبوع الماضي، في سلاح الجو، بين بار وجهات واسعة من ممثلي رجال الاحتياط وبين قادة الأسراب. تحدثت التقارير، التي نشرت في مجموعات الواتس اب النشيطة جداً لرجال الاحتياط، عن حوار مؤثر وجدير بالتقدير. في أحد التقارير كتب أن بار كرس "50 في المئة من وقته للاستماع. كان حوارا مفتوحا وحادا وبصوت هادر، وأحيانا بالدموع". قال ممثلو رجال الاحتياط إنهم طلبوا من قائدهم الدعم ضد دعوات على صيغة "فوضويون وخونة". وقد أوضحوا أنهم "يثقون بقائد سلاح الجو بعيون مغمضة، ويعبرون عن عدم ثقتهم بالقيادة السياسية. يقلقون من اللحظة التي ستدخل فيها دوافع سياسية غريبة لتؤثر على محور الأمر العملياتي".
قال بار في المقابل لهذا التجمع إن "عدم أهلية سلاح الجو هو عدم أهلية لدولة إسرائيل"، وأنه "لم يكن يريد الوصول إلى اللحظة التي سيطلب فيها منه إبلاغ رئيس الأركان بأن سلاح الجو غير جاهز".
مثل هذا التقرير في الحقيقة لم يتم إرساله، لكن بار أبلغ رئيس الأركان وعن طريقه وزير الدفاع عن شدة درجة الخلافات في أوساط رجال الاحتياط لديه وعلى تأثيرها المحتمل على السلاح.
في تنظيمات الاحتجاج لرجال الاحتياط فإن سلاح الجو يقود المبادرة، ويملي بدرجة كبيرة النغمة. تبرز أيضا مجموعات كبيرة من رجال قسم الاستخبارات ووحدات مختارة ومنظومات تكنولوجيا، الكثير منهم متطوعون.
هؤلاء الأشخاص إذا قرروا عدم التجند فسيكون هناك تأثير مباشر، تقريبا فورياً، على الجاهزية العملية لمنظومات عملياتية حاسمة في الجيش الإسرائيلي.
إضافة إلى ذلك، يجري نقاش حذر أيضا في كتاب احتياط سلاح البر. تهدئ أبواق نتنياهو وتقول إن الجنود هم في الأصل يمينيون، لذلك فإن امتثالهم للتجند سيكون حاسما.
هذا تضليل آخر بالضبط مثل البحث بوساطة الشمعة عن تقارير محللين يقولون إن اقتصاد إسرائيل لا يواجه أي خطر. أيضا هكذا فإنهم في الجيش يعترفون بانخفاض 10 – 15 في المئة في الامتثال للتجند في الاحتياط في هذه الكتائب في السنة الماضية على خلفية صعوبات تكيف رجال الاحتياط الشباب مع زيادة العبء التي فرضت على الجهاز قبل سنة تقريراً في أعقاب ازدياد حجم "الإرهاب" الفلسطيني. أي انخفاض آخر سيضر بأداء كتائب الاحتياط، وسيفرض عبئاً أكبر على من سيمتثلون للتجند.
إذا اندلعت - لا سمح الله - حرب فمن الواضح أن آخر من يهدد بالرفض سيلبي الخدمة.
السؤال هو ماذا سيحدث عندما سيتم استدعاء كتيبة إلى عمل مضنٍ في الضفة الغربية، حيث تقوض خطوات متطرفة للحكومة في "المناطق" أكثر الإجماع حول الخدمة.

إذكاء النيران يتواصل
يواصل رجال في الاحتياط، من خريجي جهاز الأمن بشكل خاص، احتلال دور نشط في قيادة الاحتجاج. قبل أيام تجمع مئات من قدامى "الشاباك" وخريجي دورية هيئة الأركان أمام منزل الوزير، آفي ديختر، في عسقلان واحتجوا على تخوفه من الامتثال للخدمة أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. يحاول الاحتجاج التركيز على الذين يأمل المتظاهرون منهم أن يظهروا الآن ألم الضمير الديمقراطي بسبب الخلفية الأمنية المشتركة: رجل "الشاباك" ديختر، والوزير يوآف غالنت، والوزير والطيار يوآف كيش. في هذه الأثناء لا يوجد لذلك أدنى نجاح.
في المقابل، يبدو أن عائلة نتنياهو بالتحديد نجحت بشكل ما في إذكاء متواصل لنيران الاحتجاج، بخطابات غريبة وقص للشعر في الليل وتطاولات متواصلة كاذبة في تويتر، وأيضا الوزير إيتمار بن غفير ساهم بدوره في ذلك. يوم الأربعاء الماضي قام بتحريض رجال شرطة لواء تل أبيب ضد متظاهري اليسار في المدينة بعد محاولة هامشية لإغلاق الشوارع. في ليلة الجمعة اهتم بإعطاء إحاطات للأبواق التي توجد في الاستوديوهات بتصريحات إعجاب بضابط الشرطة الذي ألقى قنبلة صوت على متظاهرين غير عنيفين وعلى التخويف من شجارات متوقعة في التظاهرات في منتهى السبت مع نشطاء من اليمين.
في "الشاباك" قلقون من المناخ التصعيدي في الشوارع وفي الشبكات الاجتماعية، ويخافون من أعمال العنف. في غضون ذلك "الشاباك" قلق أيضا من تداعيات التسخين في الضفة المرتبطة بجزء منها بالأزمة السياسية. قبل بضعة أيام أرسل إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر اثنان من المستوطنين، بالغ وقاصر، بتهمة قيادة العنف في أعمال الشغب القاسية في قرية حوارة قبل أسبوع رداً على قتل الأخوين هيلل ويغيل يانيف من مستوطنة هار براخا. بشكل غير مباشر فإن الخطوة التي قام بها "الشاباك" تعقد حياة بن غفير. في لحظة من المفارقة المدهشة نظم رجال من اليمين وقفة احتجاج أمام منزله في أعقاب الاعتقالات.

أصغر مشكلاته
أثناء الضجة الداخلية الضخمة قفز هنا للحظة في نهاية الأسبوع في زيارة خاطفة ومفاجئة رئيس الأركان الأميركي، الجنرال مارك نيلي، الذي التقى مع القيادة الأمنية. على جدول الأعمال وقفت بالأساس التطورات في الساحة الإيرانية، حيث في الخلفية الإدارة الأميركية قلقة أيضا من التصعيد المتزايد في "المناطق" (وهو لا يخفي خيبة الأمل من خطوات التشريع التي تقوم بها الحكومة).
في الأسابيع الأخيرة نشرت سلسلة أخبار مقلقة بخصوص إيران. ليس فقط أن طهران وصلت إلى مستوى 84 في المئة في تخصيب اليورانيوم، على بعد خطوة من مستوى الـ 90 في المئة المطلوب لإنتاج قنبلة نووية، لكن واشنطن تعتقد بأن إيران ستحتاج إلى أقل من أسبوعين من أجل تجميع يورانيوم بكمية كافية لإنتاج القنبلة.
وصل رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، رفائيل غروسي، في نهاية الأسبوع لزيارة في طهران. وقد ناقشت روسيا وإيران تزويد منظومة دفاع جوية من نوع "اس 400" التي ستحسن جدا الدفاع عن المنشآت النووية. في حين أن رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان، الجنرال عوديد بسيوك، قال في مؤتمر لمعهد بحوث الأمن القومي إن إيران هاجمت مؤخرا سفينتين بملكية إسرائيلية جزئية في الخليج الفارسي (حتى الآن تم الإبلاغ عن سفينة واحدة).
قبل عشر سنوات تقريبا، حيث كانت حكومة نتنياهو استعدت بشكل جدي لمهاجمة إيران، اعتاد كبار رجال البنتاغون القدوم إلى هنا تقريبا بشكل ثابت، في زيارات دعم وجس نبض.
الإدارة الأميركية الحالية، مقارنة مع إدارة أوباما، تتخذ الآن مقاربة أكثر هجومية تجاه طهران، بالأساس إزاء نقل الطائرات المسيرة الهجومية من إيران إلى روسيا من أجل حربها في أوكرانيا.
مبدئياً هناك وسادة واسعة لنشاطات إسرائيلية – أميركية متناسقة ضد إيران، حتى دون التطرق إلى المشروع النووي.
حسب معرفتنا، لم تغير الولايات المتحدة تحفظها المبدئي من مهاجمة المنشآت النووية، أيضا أُهملت القدرات العملياتية الإسرائيلية في هذا المجال طوال سنين، وتحتاج إلى فترة زمنية لا بأس بها من أجل إعادة ترميمها.
في عدة استوديوهات، شخصت بتأخير أسبوع العاصفة الكبيرة في أوساط الاحتياط في سلاح الجو، ثارت للحظة ضجة. إذا استمر الاحتجاج، كما تم الادعاء، فستتضرر الجاهزية للهجوم ضد المشروع النووي الإيراني. أولا، هذه الاحتمالية ضعيفة على أي حال. وثانيا، هذه أصغر مشكلاتنا في الوقت الحالي.

عن "هآرتس"