أكّد الرئيس محمود عباس، أنّ المرأة الفلسطينية لعبت دورًا رياديًا، وما زالت في النضال والتغيير نحو الأفضل، قل نظيره أمام التحديات التي واجهتها وتواجهها، جنبًا إلى جنب مع شريكها الرجل، وستبقى شريكة، مناضلة تدافع عن هوية شعبنا، ووجوده وحقوقه الوطنية الثابتة.
وقال الرئيس في كلمة له بمناسبة يوم المرأة العالمي، إنّ دولة فلسطين اتخذت عددًا من الخطوات الرائدة لتعزيز مشاركة المرأة في مؤسسات صنع القرار، بما في ذلك اعتماد تمثيلها بنسبة 30% على الأقل في كل مؤسسات المنظمة والدولة وهيئات الحكم المحلي.
وشدّد على مواصلة العمل على تعزيز حق المرأة الفلسطينية في المشاركة والمساواة عملا بوثيقة إعلان الاستقلال والقانون الأساسي والتزاماتنا الدولية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
تحل اليوم مناسبة عزيزة على قلوبنا، وهي اليوم العالمي للمرأة الذي أقرته الأمم المتحدة ليكون يوماً يحتفل به العالم أجمع تكريماً للإنجازات العظيمة التي حققتها المرأة في جميع المجالات، وتأكيدا على حقها في المساواة لتكون هي الشريك الأساس في صنع غد أفضل للبشرية جمعاء
أيتها الأخوات،يقدر شعبنا حق التقدير الدور الكبير والمحوري الذي لعبته وما زالت المرأة الفلسطينية أم الشهداء والأسرى التي لها خصوصية في الإنجاز والنضال والتغيير نحو الأفضل، تقوم بدور ريادي قل نظيره أمام التحديات التي واجهتها وتواجهها، جنباً إلى جنب مع شريكها الرجل، فالمرأة الفلسطينية ظلت وستبقى حارسة نارنا الدائمة أماً تربي الأجيال، وأختاً، وشريكة، ومناضلة تدافع عن هوية شعبنا، ووجوده وحقوقه الوطنية الثابتة على مدى العقود الطوال من النضال والثورات، وهي صاحبة الصورة التي تتماهى مع الأرض الفلسطينية، ورمزها الأسمى والأبهى والأجمل، وحاملة روايتنا الفلسطينية التي ستفشل كل محاولات شطبها وتزوير التاريخ، كما أفشلت إلى جانب الرجل جميع المحاولات لتصفية قضيتنا الوطنية.
وفي هذا الإطار، اتخذت دولة فلسطين عددا من الخطوات الرائدة لتعزيز مشاركة المرأة في مؤسسات صنع القرار، بما في ذلك اعتماد تمثيلها بنسبة 30% على الأقل في كل مؤسسات المنظمة والدولة وهيئات الحكم المحلي. وسنواصل العمل على تعزيز حقها في المشاركة والمساواة عملا بوثيقة إعلان الاستقلال وقانوننا الأساسي والتزاماتنا الدولية.
إن المرأة الفلسطينية التي بقيت دوماً شامخة تعطي هي الأسيرة والشهيدة والجريحة والمناضلة، والأم والأخت والابنة والمربية لتقدم نموذجاً للنجاح في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية والدبلوماسية والنقابية والإعلامية وغيرها من النماذج المضيئة، في فلسطين، لتفتخر بتحديها وصلابتها وإيمانها بقضيتنا وحبها للوطن، أمام آلة التعسف الاستعماري، التي تُرتكب بحق أبناء شعبنا، من جرائم باعتقالهم، وإصابتهم، وقتلهم واحتجاز جثامينهم، وهدم بيوتهم، وإرهاب المستوطنين المحمية بقوات الاحتلال؛ لتزداد المرأة الفلسطينية العظيمة تحدياً وصلابةً وإيماناً ونضالاً وتفوقاً علمياً وعملياً.
إن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا لهي فرصة ثمينة لنجدد التأكيد على التزامنا وحرصنا على أن تنال المرأة الفلسطينية كامل حقوقها في جميع المجالات، وتمكينها من أخذ فرصتها بشكل كامل ومتساو، وتعزيز مشاركتها في المناحي كافة، بما فيها التعليم والصحة والقانون والاقتصاد والسياسة والمشاركة في صنع القرار، وتعزيز دورها القيادي في السلك القضائي والدبلوماسي والأكاديمي وفي الأجهزة الأمنية وكل أجهزة الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
كذلك، نشدد على أهمية دعوة الجميع -كل في مجاله- بالعمل على تعزيز دور المرأة ومشاركتها بما يعكس دورها الريادي والنضالي الذي اضطلعت به منذ القدم، لتكون دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مثالا يحتذى به في تمكين المرأة.
وفي الختام نقول دمتن ودام الوطن والشعب بخير وسلام وازدهار، لتكونن النصف الأجمل الذي نفتخر بأن نكون إلى جانبه في صنع أسس دولتنا الفلسطينية الفتية التي سترى نور استقلالها وحريتها، بنضالكن وتفانيكن وصبركن.
لأبناء وطننا جميعاً، نساءً ورجالاً، كل المحبة والتقدير والعرفان، وسوياً نحو حريتنا واستقلالنا وبناء غدنا الأفضل.