يفضل الكثيرون اللجوء إلى العزلة لأسباب عديدة، فمنهم من يهرب، ومنهم من يفضل الوحدة، وآخرين يشعرون بعدم الراحة بين الناس، ولكن ليو موفو، الشاب القادم من قرية فى مدينة إنشى بمقاطعة هوبى الصينية، فى منتصف الثلاثينيات من عمره شارك فى عملية سطو على محطة وقود مع صهره وشريك آخر.
الشاب الصينى ورفاقه انتهى بهم الأمر بسرقة مبلغ 156 يوانًا بما يعادل 22.50 دولارًا، أنفقوا منهم سريعًا بعض الأموال على الطعام والألعاب النارية، ليتبقى لديهم 4.6 دولارات لكل منهم، افترق الرجال الثلاثة، لكن لم يمض وقت طويل قبل أن تجد الشرطة شركاء ليو وتلقى القبض عليهم.
الرجل الصينى يقرر الهروب من قبضة الشرطة
أدرك الرجل أنها مسألة وقت فقط قبل أن تظهر السلطات على عتبة بابه، لذلك قرر الاختباء بدلاً من المخاطرة بدخول السجن، لكنه لم يكن يعلم أنه سيقضى السنوات الـ14 المقبلة فى سجن من صنعه.
أمضى اللص الهارب أيامًا مختبئا فى الغابة بينما فتشت الشرطة منزله واستجوبت عائلته، واستقر فى النهاية داخل كهف كارست صغير، وبدأ فى البحث عن الطعام، وغامر أحيانًا بالدخول إلى قريته لسرقة أشياء مثل البطاطس واللحوم، ورؤية والديه لبضع دقائق، بينما كان حريصًا على عدم العودة إلى المنزل إلا خلال المهرجانات الكبيرة، عندما كان يعلم أن معظم الناس سيكونون فى الساحة الرئيسية، ولكن مع ذلك، تم رصده من قبل الآخرين، ودائماً ما كانت الشرطة تتنبه له.
ليو صديق للحيوانات الضالة فى عزلته
ليس من الواضح ما إذا كانت عائلة ليو تعرف مكان اختبائه، لكن إذا فعلوا ذلك، فلن يخبروا الشرطة أو يزوروه أبدًا بينما كانت السلطات تراقبهم، كان هذا يعنى أن ليو قضى معظم أيامه بمفرده، مع عدد قليل من الكلاب الضالة التى اصطحبها لصيد الحيوانات المفترسة فى الليل.
مع مرور السنين، وجد ليو أنه من الصعب الاستمرار داخل هذا الكهف، والأصعب هو تحمل الشعور بالوحدة والضغط المستمر من اكتشاف مكان اختبائه، لكنه بطريقة ما تمكن من العيش كناسك لمدة 14 عامًا.
على الرغم من أن زوجته ووالديه حاولوا مرارًا وتكرارًا حثه على الاستسلام، إلا أن "ليو موفو" رفض دائما، وفى هذا العام فقط أدرك أخيرًا أنه عزل نفسه بعيدًا عن الأشخاص الذين كان يهتم بهم لفترة طويلة، حيث فاتته جنازة والده وعرس ابنه ولم ير حفيده قط، فقرر أخيرا تسليم نفسه، وقال ليو، "عمرى أكثر من 50 عامًا، وزوجتى ليست بصحة جيدة، ولدى مثل هذا الحفيد الجميل.. أريد أن أعيش حياة طبيعية".
على الرغم من مرور الكثير من الوقت منذ السرقة التى جعلت ليو هاربًا، إلا أنه لا يزال غير قادر على الهروب من عقوبته، لذلك على الرغم من أنه حكم على نفسه بحياة من العزلة لمدة 14 عامًا، إلا أنه لا يخاطر بحد أدنى 3 سنوات خلف القضبان بسبب جريمته، ومع ذلك فإن حقيقة استخدام الأسلحة أثناء السرقة تعنى أنه يواجه عقوبة تصل إلى 10 سنوات فى السجن.
وعلى الرغم من قلة الأموال التى حصول عليها أثناء السرقة، إلا أن السطو لا يزال يعتبر جريمة جنائية خطيرة للغاية.