غير نادي باريس سان جيرمان خريطة الكرة الفرنسية والأوروبية منذ تولي الإدارة القطرية مقاليد الأمور في عام 2011.
بات النادي الباريسي وجهة للعديد من النجوم الكبار، حيث ارتكز المشروع في سنواته الأولى على صفقات بارزة من الدوري الإيطالي، مثل تياجو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش من ميلان، إيزيكيل لافيتزي وإدينسون كافاني من نابولي، وخافيير باستوري من باليرمو.
السيطرة على فرنسا
بعدها بسنوات مر على حديقة الأمراء، معقل بي إس جي، نجوما من العيار الثقيل مثل ديفيد بيكهام، داني ألفيس، جيانلويجي بوفون، وآنخيل دي ماريا، وغيرهم.
كان نتاجا لهذه الصفقات اللامعة، فرض بي إس جي سيطرته شبه التامة محليا باحتكاره الألقاب الفرنسية على مدار 10 سنوات متتالية، لكن الحلم الأكبر لم يتحقق بعد، وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا.
سياسة فتح الخزائن
بحلول صيف 2017، تغيرت سياسة النادي الباريسي، وفتح النادي خزائنه لضم النجمين كيليان مبابي من موناكو ونيمار جونيور من برشلونة مقابل أكثر من 400 مليون.
وانضم تباعا نجوم آخرين مثل كيلور نافاس، ماورو إيكاردي، سيرجيو راموس، دوناروما، أشرف حكيمي، فينالدوم، وأخيرا ليونيل ميسي، ليبدأ الحديث عن مشروع "جلاكتيكوس" من نوع آخر في فرنسا.
وضع لم يتغير
لكن بقي الوضع على ما هو عليه، ففي آخر موسمين، ودع الفريق الباريسي دوري الأبطال مبكرا من دور الـ 16 أمام ريال مدريد في 2022 ثم بايرن ميونخ في 2023.
ورغم كل هذه الكوكبة من النجوم في مختلف الصفوف، فإن بي إس جي ودع دوري الأبطال من الدور الثاني 5 مرات في آخر 7 مواسم، ليكون أكثر فريق بين عمالقة القارة يتعرض لهذا المصير.
في المقابل، كان أفضل إنجاز للنادي الباريسي تأهله للمباراة النهائية لأول مرة في تاريخه، خسرها أمام بايرن ميونخ في 2020، وبعدها بعام ودع في قبل النهائي أمام مانشستر سيتي.
بخلاف المسيرة الرياضية، فإن بي إس جي غير أيضا بورصة أسعار اللاعبين في أوروبا، بعروض فلكية لنجومه مبابي وميسي ونيمار وراموس ودوناروما.
مشروع تحت التهديد
لم تؤت هذه الرواتب الفلكية ثمارها، ومع الإخفاق الجديد في دوري الأبطال، يلوح في الأفق، وفقا لتأكيدات صحفية فرنسية، بأن المشروع الباريسي بات مهددا بالتفكيك بنهاية الموسم الجاري لأكثر من سبب.
باتت الإدارة الباريسية مطالبة بخفض سقف الرواتب، لتفادي اختراق لوائح اللعب المالي النظيف، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام أمام مصير النجمين، ميسي لانتهاء عقده بنهاية الموسم الجاري، وكذلك نيمار لكثرة إصاباته، حيث غاب البرازيلي فترات تقترب من 3 مواسم كاملة على مدار 6 سنوات بالقميص الباريسي.
خسارة مبابي
ستكون إدارة سان جيرمان أمام تحد صعب للغاية، لإقناع كيليان مبابي، الهداف التاريخي للنادي، والوقوف أمام طموحاته بارتداء قميص ريال مدريد.
تنازل مبابي عن حلم الانتقال إلى ريال مدريد في العامين الماضيين، حيث تقدم بطلب رسمي للرحيل في 2021، وتعرض لضغوط شديدة وصلت لتدخل رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون لإقناعه بالاستمرار، ليقرر اللاعب فجأة تجديد عقده حتى صيف 2025.
ومع تكرار الفشل الأوروبي للموسم السادس على التوالي، فإن لعبة "شد الحبل" بين إدارة سان جيرمان وكيليان مبابي، ربما تأخذ فصلا جديدا بعد أشهر قليلة، حيث بينت التجربة الأخيرة أن سان جيرمان لن يحقق لنجمه الأول حلم رفع كأس الأبطال، وربما سيتطلع لخارج باريس عله يجد من يعينه على تحقيقه.