ذكرت صحيفة "الأخبار اللبنانية"، نقلًا عن مصادر في المقاومة الفلسطينية، أن محاولات تأسيس خلايا مسلحة للمقاومة لم يتوقف منذ العام 2007، رغم القيود الهائلة التي فرضتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي ساهمت بتقليص هامش عملها وتحرك عناصر "حماس" كافة، إلى جانب العمل المُركَّز لجهازَي "الموساد والشاباك".
وأشارت المصادر في تصريح للصحيفة، نشرته اليوم السبت، إلى أن أجهزة الاحتلال الإسرائيلي المتمثل بـ"الشاباك والموساد"، اعتقلتالعشرات من الخلايا قبل نضوجها وتَحرّكها إلى العمل. غير أن الأشهر الأخيرة أثبتت أن المقاومة نجحت في التحرّك فعلياً.
وبينت أن إعلان كتائب القسام تبنّي الشهيد معتز الخواجا بشكل رسمي، ومعتز هو أسير مُحرَّر اعتُقل أربع سنوات في سجون الاحتلال، ودخل تل أبيب من دون تصريح عمل، فيما يشير تمكّنه من الدخول، وتأمين السلاح في الداخل، إلى أن ثمّة عملاً منظَّماً، أكبر من حدود الفردية، خصوصاً أن المنفّذ يسكن بلدة نعلين في رام الله.
وأكدت المصادر، على أن من يسكن في الضفة، يعلم قدْر التعقيد، والتكلفة العالية التي يتطلّبها تسلُّل ونقْل مقاوم من مدينة في الضفة إلى مدن العمق، خصوصاً في ظرف أمني معقَّد كالذي تعيشه دولة الاحتلال.
وأوضحت أن "إعلان القسّام المتكرّر عن عمليّتَين في غضون أسبوعَين، يمثّل تدشيناً لمرحلة جديدة، عنوانها العمل الأفقي، المسانِد لعمل خلايا المقاومة التي تعمل بشكل هرمي شبه منظَّم في المناطق شبه الآمنة، مثل جنين ونابلس".
وشددت المصادر، على أن النسق التصاعدي لعمليات المقاومة، وتَكرُّر إعلان الذراع العسكرية لحركة "حماس" - "كتائب القسام"، تبنّي عدد منها، وآخرها عملية شارع ديزنغوف في تل أبيب، والتي نفّذها الشهيد معتز الخواجا، تشير إلى أن "القسام" نجح أخيراً في إعادة تكوين بنية تحتية غير تقليدية في الضفة الغربية، بعد نجاحات جزئية خلال السنوات الماضية، انحصرت في تنفيذ هجوم واحد قبل أن يُصار إلى تفكيك الخلية، باعتقال أو اغتيال عناصرها، لا سيما أن "القسام" وُضعت عقِب أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007، جنباً إلى جنب الخلايا التنظيمية، السياسية والنقابية والخيرية، لـ"حماس"، في مهداف العمليات الأمنية المكثَّفة لأجهزة الأمن الفلسطينية.