مع اقتراب شهر رمضان المبارك ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها السكان في قطاع غزة، إلا أن التحضيرات والتجهيزات لاستقبال الشهر الفضيل بدأت في القطاع حيث يطل شهر رمضان المبارك على أهل غزة هذا العام وسط اجواء من التوتر والقلق والخوف من اندلاع حرب جديدة تؤثر على قدرة المواطنين على القيام بالعادات الاجتماعية والدينية المعتادة.
مرد هذا التوتر يعود لتهديدات فصائل المقاومة في قطاع غزة انها لن تقف مكتوفة الايدي ازاء استمرار اعتداءات اسرائيل في الضفة الغربية والقدس وانها لن تتوانى عن الدخول بمواجهة عسكرية جديدة تطلق من خلالها مئات الصواريخ نحو مستوطنات غلاف غزة والداخل ..
هذه التهديدات التي يأخذها الوسطاء على محمل الجد في اطار سعيهم لخلق حالة من الهدوء في شهر رمضان المبارك تتزامن مع اضطرابات اسرائيلية داخلية ضد حكومة اليمين المتطرفة حيث يرى عدد من المحللين ان الخروج منها يأتي فقط عبر نافذة حرب جديدة على قطاع غزة وهو امر اخر يقلق السكان المحليين في القطاع الذين يؤكدون ان الحلول المرحلية والترميمات التي تقوم عليها الجهود الدبلوماسية لن تساهم بايجاد مخرج حقيقي لازمة القطاع الذي يعيش منذ سنوات طويلة تحت حصار اسرائيلي خانق ..
على بعد ايام معدودة من شهر رمضان وهو أهم شهر للمسلمين طوال العام، حيث ينتظره الجميع على احر من الجمر يتطلع أهل غزة لتأدية الشعائر الدينية والعادات الاجتماعية بهدوء لكنه مشوب بالحذر نظرا لان اي عارض في الضفة الغربية او القدس قد يشعل فتيل المواجهة في قطاع غزة ورغم ذلك فان التجهيزات والتحضيرات لاستقبال شهر رمضان بدأت بتزيين زوايا المنازل لاستقبال شهر العبادات وبالفعل بدأ المواطنون بشراء الفوانيس والأطعمة المختلفة وتحضير مكونات الكعك والحلويات.
ويتطلع سكان قطاع غزة هذه السنة لتعويض ما تم كسره فيهم خلال السنوات الماضية وأن يقوموا بتأدية كل طقوسهم وشعائرهم الدينية، وان يجلبوا البهجة والامل لاطفالهم الصغار الذين يتوجب ان يفرحوا ويعيشوا كما غيرهم من اطفال العالم ليحظوا بشراء فوانيس رمضان ومن ثم ملابس العيد والاحتفال به وأن يعم الامن والاستقرار داخل القطاع وتسود الطمأنينة الداخلية والنفسية في اوساطهم وان يتبدد القلق الذي يحرمهم من الفرح الحقيقي باستقبال رمضان والعيد …
بدأ الغزيون يتوافدون على الأسواق لاقتناء كافة احتياجات الصائم من محلات العطارة والمخللات والحلويات بكافة أشكالها وأصنافها ليستمتعوا بشهر من افضل شهور السنة ضارعين مبتهلين الى الله العلي القدير ان يمنحهم الفرصة ايضا لاداء الصلوات والشعائر والابتهالات الدينية خصوصا صلوات الجمعة وصلوات التراويح في المساجد بعيدا عن لغة القصف والدمار التي عانوا منها مرارا وتكرارا ..وشعارهم الدائم في هذه المواجهة ( مقاومة اليأس واحتضان الامل)..فهل يتحقق الامل الدائم ليسود اجواء القطاع باستمرار؟