إسرائيل اليوم : صديق لبيد يدعوه للحوار.. والحكومة والمعارضة أمام سؤال “مخاوف قضائية أم اعتبارات سياسية؟”

حجم الخط

بقلم: شيريت افيتان كوهن

البروفيسور يوفال ألبشان، صديق قديم لرئيس المعارضة يائير لبيد. إلى أي مدى؟ في الحكومة السابقة كان ألبشان مرشح الحكومة لمنصب المدير العام للتأمين الوطني. غير أنه قبل يومين، عندما وضع ألبشان مع ثلاثة شركاء مخططاً للحل الوسط، وجد باب لبيد مغلقاً. رئيس المعارضة غير معني برؤية مخططات أو بحث في اقتراحات إلى أن يوقف الائتلاف إجراءاته في الكنيست.

رئيس “أزرق أبيض” بيني غانتس هو الآخر، الذي وقف في جبهة الدعوة للحوار بعد ساعات من عرض لفين لإصلاحه، اتخذ خطوة إلى الوراء. اللغة كشفت التغيير العميق: “لن يكون حل وسط، إجماع واسع نعم”، قالوا في الحزب.

اتخذ وزير العدل السابق جدعون ساعر، موقفاً أكثر تطرفاً عندما غرد عن مخطط ألبشان – فريدمان بأنه يتضمن تسييساً لانتخاب القضاة، وسقفاً عالياً ومتطرفاً للرقابة القضائية واستشارة قانونية غير ملزمة للحكومة. يصعب عليّ فهم من هم مستعدون لهذا “الحل الوسط””.

اعتبارات سياسية

لا يدور الحديث فقط عن اعتبارات قضائية، فالطرفان يخشيان (وعن حق) الآثار السياسية للاستسلام لخطوة الحوار. في الائتلاف يقولون: “إذا دخلنا في حوار وأوقفنا التشريع، ستكون هذه بداية سقوط الائتلاف من الداخل. فلا يمكن الاستسلام لضغوط المعارضة”. بالمقابل، تتبنى المعارضة ثلاث فرضيات أساسية يصعب دحضها: 1- الدخول في حوار سيفكك المعارضة من الداخل وسيقلص قوتها إذ تكون دوماً أطراف ميخائيلي تعارض الحوار بكل ثمن. 2. الحوار سيؤدي إلى موت الاحتجاج. 3. سيسمح بنوع من “ختم الحلال” لمواصلة الائتلاف التشريعات بخلاف إراداتهم.

وعندما لا يكون الطرفان مستعدين للشرط الأساس، فنوع من الطريق البديل يدفع من تحت الطاولة. سكرتير الحكومة يوسي فوكس وهو ممن يؤيدون هذا الطريق، وضع مخططاً على الطاولة دون انتظار المعارضة التي هي على أي حال ترفض المجيء، خصوصاً في ظل شروط وضعتها لا يمكن أن تتحقق. هذا الطريق المتمثل بتلطيف حدة التشريع لم يكن ليوافق لفين وروتمان عليه منذ البداية، لكن وزراء في الحكومة ونواباً في الليكود ليسوا مستعدين لدفع ثمن سياسي لقاء “الإصلاح القضائي بكل ثمن”.

أمر الساعة

من خلف الكواليس يدعون بأن الثمن باهظ جداً، وثمة أمور أخرى على طاولة الحكومة يجب العمل عليها: الحوكمة، والأمن، والاقتصاد، والتعليم. حل وسط تشريعي قضائي هو أمر الساعة من ناحيتهم. عندما قرر لفين وروتمان فحص مخطط ألبشان بجدية، أعلنوا أمس بأنهم هم أيضاً معنيون.

في مقر الرئيس سيحسمون قريباً ما إذا كانوا سيوافقون على الحل الوسط، بخلاف روح المحتجين الذين يريدون استسلام الحكومة. أمام رؤساء المعارضة الآن خيار وحشي: الدخول في حوار مع مخاطرة سياسية أو البقاء خارج بلورة الإصلاح وفقدان الصلة مع الجمهور الذي توقع منهم إنجازات في الكنيست في شكل تلطيف حدة الإصلاح.

 

 إسرائيل اليوم