الموت غرقاً ولا العيش في الوطن

thumb (19)
حجم الخط

الشعوب العربية بلا استثناء لايحبون اوطانهم والدليل علي ذلك أنهم يحبون السفر ويحبون اللجوء , فمثلاً في مصر موظفي الدولة المصرية كان لهم اعارات عمل في دول الخليج والسعودية وعندما تأتي اعارة المدرس أو موظف للعمل هناك يطير من الفرح ,, شعوب منطقة الخليج كافة يحبون ان يكونوا طوال العام في اوروبا , أو امريكيا او حتي اي دولة في العالم بحيث لايمكث في وطنه الا فترة قليلة.

الشعب الفلسطيني نحن , اسمع كثيرا أقوال الناس في الشارع وخاصة الشباب - بس لو يفتح المعير والله ما تلاقو حد في هالبلد , الشعوب العربية في المغرب العربي  - اذهب الي فرنسا واسبانيا ستجدهم ينامون علي الطرقات ولا يحبون ان يناموا في بيوتهم في اوطانهم , الشرق العربي سوريا ولينان والعراق والاردن سنجد جزء كبير منهم يعيش في افريقيا وامريكا وفي آخر الزمان اصبحو يرضون بالموت غرقا علي أن يعيشوا في أوطانهم.

نذكر في الستينات من القرن الماضي كنا نتغني بأمجاد يا عرب امجاد كنا نفتخر بأمة الضاد حيث منطقة كاملة في هذا العالم السئ من قارة آسيا الي غرب قارة افريقيا يتحدثون بلغة واحدة وعادات وتقاليد واحدة لايوجد لها مثيل في كل مناطق العالم حتي اوروبا في مساحة اقل من مساحة الوطن العربي يتحدثون بأكثر من خمس لغات ولكن استطاعو ان يشكلوا اتحاد اوروبي أما نحن فأصبحنا نكره أوطاننا ونكره بعضنا البعض لدرجة ان العداء بين الدول العربية اكبر من العداء مع الكيان الصهيوني اذا كان هناك عداء مع اسرائيل ونحن نذكر هنا مقولة دريد لحام في مسرحيه الشهيرة كاسك يا وطن التي عرضت في الثمانينات من القرن الماضي عندما قال ان اسرائيل اصبحت دولة صديقة.

صحيح ان الانظمة العربية بلا استثناء انظمة قمعية لاترحم شعوبها , صحيح ان المناهج التعليمية في المدارس لايوجد بها شيئ ينمي عند طلابنا , روح الانتماء للوطن حتي اعلامنا العربي اصبح اعلام مأجور لمن يدفع أكثر , صحيح ان النفط له دور فعال في تخريب الضمير والوجدان العربي والانتماء العربي لأن اصحابه لاينتمون لهذا الوطن والدليل انزل في شوارع دبي او شوارع دول الخليج كافة سوف لاتجد أحد يتحدث العربية حتي السعودية , أصبح السعوديون يتحدثون لغة عربية مكسرة مخلوطة بلهجة هندية وباكستانية ولغة الصديق.

وفي النهاية هل لدي هذه الامة مخلص من هذا الكرب الذي نحن فيه , من المسؤول عما وصلنا اليه كأمة واحدة ولا اقول كشعب فلسطيني فقط , نحن أمة نخر الانقسام عظمنا وأصبحنا نسير علي عكازين أحدهما صهيوني والآخر غربي وعما قريب سوف لانجد هذين العكازين وسوف نحبو وبعد الحبو سوف نموت ونندثر من هذا العالم , لأن هذا العالم لايحترم إلا القوي والذي يمتلك مقومات الحياة ونحن لو كنا نملك هذه المقومات لما رضيت شعوبنا أن تموت غرقاً علي ان تموت في اوطانها.