جُحر الإرهابيين والعنصريين!

تنزيل (6).jpg
حجم الخط

بقلم توفيق أبو شومر

 

 

 

إليكم قصة إحدى المغتصبات في وطننا:
اشتُق اسمها العبري، من التوراة وتعني (الزيت المزهر) على الرغم من أن زيتها مسروقٌ من أشجار زيتون الفلسطينيين، اغتُصبت مزارعها من ست قرى فلسطينية، تقع هذه المغتصبة فوق ربوة تشرف على مدينة نابلس كنقطة مراقبة عسكرية، يسكنها المغتصبون، والعنصريون، والفارون من أحكام قضائية، أسست العام 1983 عندما قام أحد متطرفيها بوضع حاوية كبيوت متنقلة، ثم أصبح عدد سكانها أكثر من ثلاثة آلاف عنصري، رصدت مؤسسة الحق، وجمعية، هناك قانون الإسرائيلية (ييش دين) ثمانية وستين اعتداء من سكانها على الفلسطينيين خلال شهرين، بخاصة على سكان حوارة، وبورين، وعوريف، وعصيرة القبلية، في نابلس!
وصفت صحيفة، نيويورك تايمز الأميركية هذه المستوطنة بأنها جُحر المتطرفين المتزمتين، تُؤوي عصابات من العنصريين، معظمهم من الهاربين من أحكام قضائية إسرائيلية، لا تجرؤ الشرطة على اعتقال أحد فيها!
هم من أتباع الحاخام المتطرف، يتسحاق غينزنبورغ، حاخام حركة حباد الحسيدية السلفية، وهو من أبرز العنصريين!
تصدر فيها صحيفة دينية تحريضية اسمها (الكل يهود)! حاخامها السابق مجَّد الإرهابي، باروخ غولدشتاين قاتل الأبرياء الفلسطينيين في الحرم الإبراهيمي 25-2-1994، يؤمن بضرورة ترحيل الفلسطينيين، هذا الحاخام السفاح كرَّمته دولة إسرائيل وأرسلت وزيرين لتقليده وشاح التكريم يوم 8-8-2019 وهما، وزير التعليم، رافي بيرتس، ووزير المواصلات السابق، سموتريتش، وهو اليوم وزير المالية والجيش!
سكان هذه البؤرة الإجرامية، هم شبيبة التلال، أو زعران التلال، أسَّس نواتَهم، رئيسُ الوزراء الأسبق، أرئيل شارون العام 1998 عندما دعاهم إلى احتلال التلال المطلة على المدن والقرى الفلسطينية لتصبح هذه التلال ملكا أبدياً لهم!
شبان التلال وزعرانها المغتصبون أسسوا عصابة دفع فاتورة الثمن، وكلهم من تلاميذ مدرسة الحاخام غينزنبورغ، هم حارقو بيوت الفلسطينيين في حوارة يوم 26-2-2023، وحارقو عائلة دوابشة العام 2015، وحارقو المساجد والسيارات وأشجار الزيتون في كل القرى الفلسطينية!
وصفت الصحافية الإسرائيلية اليسارية، نتاشا رولاند في صحيفة (972) يوم 16-10-2019 اعتداء أحد المتطرفين من هذه المغتصبة على أحد اليساريين الإسرائيليين لأنه كان يساعد الفلسطينيين في جني محصول الزيتون، قالت نتاشا إن المستوطن المعتدي على اليساريين كان عنصرياً يبلغ الثمانين من عمره، هاجم عنصريو هذه المغتصبة في الوقت نفسه شرطة حدودهم، لأنهم احتجزوا مستوطناً من هذه المستوطنة بتهمة إحراق مزرعة أحد الفلسطينيين!
هذه المستوطنة اسمها، يتسهار، أي الزيت المضيء المغصوب من أشجار زيتوننا المزروعة في أرضنا الفلسطينية، اشتُقَّ اسمها الديني من التوراة.
لم يكتفِ هؤلاء العنصريون المجرمون بحرق بيوت وسيارات وممتلكات الفلسطينيين في بلدة حوارة، بل إنهم عادوا بعد الحريق، تجمعوا حول حوارة من جديد ليشكروا الجنود الذين حموهم وهم يحرقون، احتفلوا معهم بعيد البوريم، أستير، ثم غنوا سوياً ورقصوا مع الجنود، وفق ما نشرته صحيفة «إسرائيل ناشيونال نيوز» يوم 8-3-2023، والتقطوا الصور ونشروها في مواقع التواصل الاجتماعي!
كيف يمكننا أن نجعل مغتصبة، يتسهار وأخواتِها دليلاً على أن الاستيطان في أرض فلسطين، ليس جريمة عنصرية في حق الفلسطينيين الأصليين فقط، ولكنه انتهاك لحقوق البشر في المساواة والحرية والعدالة والديموقراطية!
الفلسطينيون إذاً هم مناضلون في الخندق الأول عن تلك الحقوق، يناضلون بالنيابة عن العالم أجمع؟!