افيقوا ايها النائمون .. فوق الكراسي واحتكموا للشعب بالانتخابات

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس


لقد تعبنا كثيرا من المؤتمرات والاجتماعات والتصريحات ولم يعد لها اية اهمية او اي اهتمام من الناس، وصارت مجرد اجترار للحديث، واعتقد ان الذين يقولونها يعرفون ذلك جيدا ولكنهم مضطرون للحديث والخطب ولا يهمهم شيء سوى الالتصاق بالكراسي والسلطة والمصالح الشخصية او الفئوية على الاكثر، بينما المياه تجري من تحت مقاعدهم .
نحن نعاني منذ عشرات السنين من هذا الاحتلال الذي يزداد غطرسة وعربدة واستهتارا بكل القوانين والمفاهيم الحقوقية والانسانية، ونحن لا نتحدث عن هذه الممارسات وانما نراها ونعاني منها يوميا من اقصى شمالي الضفة عند جنين الى اقصى جنوبها عند محافظة الخليل وبالطبع مرورا بنابلس.
ومن اسوأ نقاط ضعفنا واثارة للاحباط لدى المواطنين هذا الانقسام الذي يحاول ان يقسم الوطن جغرافيا بين غزة والضفة زيادة لهذا الانقسام السياسي.
ومما يخطط له الاحتلال هو خطة الوزير المغرق بالتطرف سموترتس الذي يسعى كما يقول الى انهاء ما يسمى بالخط الاخضر اي الفصل بين الضفة واسرائيل وضم ما يمكن من الاراضي واقامة المزيد من المستوطنات ومضاعفة اعداد المستوطنين.
وهذا المخطط لا يصطدم الا بحقيقة واحدة هي اعداد الفلسطينيين الكبيرة التي بالطبع لا يريدونها ان تكون داخل اسرائيل، ويتمنون لو تختفي كليا او يجدون طريقة للتخلص من وجودنا، وهم يتحايلون لتطبيق هدف ضم اكبر مساحة من اراضي الضفة واقل عدد من السكان. ولهم تجربة في هذا السياق حين انسحبوا من قطاع غزة القليل المساحة والكثير من الناس ولم تكن لديهم امكانية لضم القطاع.
لو سئلت عن رأيي الشخصي لقلت انني مع ضم الضفة كلها بكل سكانها الى اسرائيل لاننا في هذه الحالة سنشكل شوكة كبيرة في حلق هذه الدولة العنصرية ولكنهم بالتأكيد لن يفعلوا ذلك، وكما قلت فانهم يبحثون عن خطة لحل هذه المشكلة اي ضم اكبر مساحة من الارض واقل عدد من السكان.
والسؤال الكبير ماذا نفعل وكيف نواجه هذا الاحتلال بكل مخططاته ومع هذا التخاذل العربي والاسلامي والدولي وعدم التحرك الا بالكلام والبيانات في كل الاحوال، وبالمناسبة فان السلطة ستشارك في قمة شرم الشيخ مع اسرائيل ودول اخرى ستنعقد اليوم وقد زادت هذه المشاركة من الانقسامات الفلسطينية واعتبرتها عدة قوى في مقدمتها حركة حماس، ان هذا المؤتمر يسعى الى تخفيف او محاصرة المقاومة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي خدمة اسرائيل واهدافها التوسعية. ولقد انعقد مؤتمر مماثل قبل فترة قصيرة في مدينة العقبة الاردنية ولم يتغير شيء بعده واستمرت الممارسات الاحتلالية كما هي وزادت في بعض الاحوال، ومؤتمر او قمة شرم الشيخ اليوم لن تكون افضل حالا ولا اهم نتائج.
ان المطلوب فلسطينيا كان انهاء الانقسام ولكن المتمسكين او الملتصقين بالكراسي يمنعهم ذلك من تحقيق هذه الوحدة، ويظل السؤال هو كيفية الخروج من هذه المأساة السياسية المدمرة.. والجواب الذي يلوح في الفكر والذهن هو ضرورة الاحتكام للشعب واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في اقرب وقت، لكي يختار الشعب من يريد ومن يراه الانسب للقيادة وسط هذه الظروف المؤلمة.