مع حلول شهر رمضان في غزة .. مقومات الامن والسلامة لا زالت مفقودة؟

image_processing20220908-6045-96a2jq.jpg
حجم الخط

بقلم: منير الغول

 

 

 يحل شهر رمضان المبارك على قطاع غزة يوم الخميس الموافق ٢٣ من اذار مارس الجاري وسط محاولات عديدة من المواطنين الذين يقطنون اكثر بقعة جغرافية كثافة في العالم للتعايش مع عادات وتقاليد الشهر الفضيل بأمن وسلام ليؤدوا كافة الواجبات الملقاة على عاتقهم دون حاجة للشعور بالتوتر او القلق ..

يبدو هذا الشعور متغلغلا بقوة في نفوس المواطنين لان منطقة قطاع غزة لا زالت تحت الحصار وهي المنطقة ربما الأكثر عرضة لهجوم او نزاع او حرب مثلما كان الوضع عليه منذ سنوات طويلة جراء سياسات اسرائيل المتواصلة بحق قطاع غزة حيث يعاني اكثر من مليوني مواطن من خطر التعرض الى أزمات في اي وقت بناء على التجارب السابقة التي عاش فيها مواطنو غزة على ايقاع الحروب والنكبات .. 

من البديهي والطبيعي ان يكون الاستقرار الحالي في القطاع مرحليا وذلك لان الاسابيع الأخيرة اثبتت ان اشتعال المنطقة وتعرض المواطنين لخطر الصراع والعنف وارد بنسبة كبيرة فبالامس فقط سقطت قذيفة اطلقتها المقاومة في منطقة مفتوحة قرب السياج الذي تفصل من خلاله اسرائيل قطاع غزة عن الداخل الفلسطيني وتتكرر حوادث تسلل عدد من المواطنين عبر هذا السياج فيكون مصيرهم الاعتقال ..

كانت اكثر الاحداث المؤثرة وقعت الاسبوع الماضي عندما قامت المدفعية الاسرائيلية بقصف اهداف في خان يونس متزامنة مع انفجار عبوة ناسفة على مقربة من قوات اسرائيلية وبالتالي فانه من الصعب على مواطني غزة الشعور بالامن والسلامة في هذه المرحلة وهم يسعون للاحتفال بشهر رمضان المبارك ففي اي لحظة يمكن ان يتغير الامر وتنقلب الحالة …

ويقول عدد من المواطنين دون الكشف عن اسمائهم انهم لا يمكن ان يشعروا بامان حقيقي طالما استمر الصراع في المنطقة وعدم الاستقرار السياسي لان الواقع ينذر بتصعيد محتمل في اي لحظة لكنهم رغم ذلك عازمون على الاحتفال بالشهر الفضيل واداء عاداته وتقاليده  لانهم اعتادوا على الحروب والازمات والنكبات وبالتالي سيتعايشون مع واقع فرضته الظروف عليهم …

ولرمضان في غزة عادات جميلة تدخل البهجة والسرور في صفوف الكبار والصغار على حد سواء انطلاقا من وجبة السحور وصوت الاذان الذي يخترق هدوء الفجر وصولا الى الافطار على موائد معظمها تكون تقشفية نظرا للوضع الاقتصادي الصعب واحياء صلوات التراويح في ساعات الليل ويتخلل ذلك اعمال خيرية وافطارات جماعية تؤديها جمعيات انسانية تساهم بمساعدة العائلات الفقيرة ، في الوقت الذي يلعب ويلهو فيه اطفال غزة بالمصابيح والفوانيس والزينة التي تسعى من خلالها الجهات المسؤولة والبلديات مع التجار لبث روح الامل في صفوف فئة يتسرب اليها القلق والتوتر على الدوام …

وحرصت  بلدية غزة هذا العام على توفير العديد من المقومات المهمة لمساعدة المواطنين وذلك بالقيام بحملات للنظافة وترحيل للنفايات من داخل الاسواق والنظام وضمان سلامة وجودة البيئة ومراقبة التجار لمنع رفع الاسعار وضبط الاسواق ومناشدة التجار لتخزين السلع الغدائية والسماح لأصحاب البسطات بالبيع على مفترقات الشوارع دون التسبب بخلق ازمات مرورية او مشاكل في نظام السير المزدحم اصلا …

مع هذه الاجراءات تتواصل في قطاع غزة الاستعدادات على قدم وساق للاحتفال بشهر رمضان حيث تعج الاسواق بالمواطنين الذين بدؤوا باقتناء الحاجيات الضرورية والرئيسية وهمهم الوحيد ان يستيقظوا على صوت طبول المسحراتية دون قلق وان تكون ساعات صومهم الطويلة في اذار ونيسان الباردين هذا العام امنة وسالمة وخالية من المخاطر لأن الامن والبحث عن عيش مريح خال من المشاكل والصراع لا زال يعتبر الهدف الاستراتيجي الذي يبحث عنه المواطنون في قطاع غزة الذي لا زال يبحث عن الاستقرار .