يصادف اليوم الثاني والعشرين من مارس، الذكرى الـ19 لاستشهاد مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين عام 2004، بعد أن استهدفته مروحيات الاحتلال بثلاثة صواريخ في حي الصبرة بقطاع غزة أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر، بأوامر من رئيس حكومة الاحتلال في حينه أرئيل شارون.
عملية اغتيال الشيخ ياسين شكلت صدمة كبيرة لأبناء شعبنا وقياداته لما مثلته من تجاوز لأبسط الأخلاقيات والقيم الإنسانية عندما يغتال الشيخ وهو على كرسيه المتحرك، حيث نعاه الرئيس الراحل الشهيد الخالد ياسر عرفات وأعلن الحداد على روحه ثلاثة أيام.
وكان الشهيد أحمد ياسين قد تعرض قبل استشهاده بخمسة أشهر لمحاولة اغتيال إسرائيلية، لكن كتبت له النجاة، وأصيب بجروح، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال شقة في غزة كان يوجد فيها.
وفي بيان أصدرته حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم، في ذكرى استشهاد الشيخ المؤسس أحمد ياسين، أكدت على أنَّها ماضية على دربه، ثابتة على نهجه، متمسكة بخيار المقاومة الشاملة، وبتعزيز الوحدة الوطنية وتمتين أواصرها في مواجهة مخططات الاحتلال وحكومته الفاشية ضدّ أرضنا وشعبنا وأسرانا ومقدساتنا.
وقالت الحركة: "يمرّ اليوم تسعة عشر عاماً على ارتقاء شيخ المجاهدين وإمام المقاومين في فلسطين، المؤسّس الشهيد أحمد ياسين، بعد حياة حافلة بالتضحية والجهاد والصَّبر والرّباط، في كل ميادين الإعداد التربوي والسياسي والعسكري، ختمها بأسمى أمانيه، التي طالما أسّس لها بكل إيمان وثبات ويقين في نفوس أجيال فلسطين، لتثمر في محطات الصراع مع العدو الصهيوني، تمسكاً بالحقوق والثوابت الوطنية، وانتصاراً في معارك بطولية، لم يكن آخرها معركة سيف القدس في قطاع غزّة، وملاحم ثورية لن تتوقف، يصنعها شبابنا المنتفض في عموم الضفة الغربية المحتلة والقدس".
وأضافت "إنَّ البذرة التي زرعها الشيخ المؤسّس في أرض فلسطين، وشاركه في حمايتها وتعاهدها ثلة من القادة المؤسّسين الأبطال، منهم من ارتقى شهيداً، ومنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً، قد نمت وتأصَّلت وازدادت تجذراً ورسوخاً، على جميع الأصعدة الجهادية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، بما تملكه الحركة من رصيد نضالي مؤثّر، واحتضان شعبي عميق وعلاقات وطنية وطيدة، في كل ساحات الوطن، وفي الشتات ومخيمات اللجوء، وكذا في حضور عربي وإسلامي فاعل، وغدت رقماً قوياً في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني".
ودعت الحركة جماهير شعبنا الفلسطيني في كل ساحات الوطن وخارجه، ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك، شهر الصبر والتقوى والجهاد والتضحية، إلى استلهام دروس البذل والعطاء من حياة شيخ فلسطين، في الدفاع عن الأرض والمقدسات، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، حتّى دحر الاحتلال وزواله عن أرضنا التاريخية.
من هو الشيخ أحمد ياسين؟
ولد الشهيد ياسين في قرية جورة عسقلان حزيران عام 1936، وعاش طفولته يتيم الأب، فقد مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات ودرس مرحلته الابتدائية فيها، وشهدت تلك الفترة وما بعدها من أحداث سياسية مهمة كثورة عام 1936، وزيادة الهجرة الصهيونية وتصاعد المقاومة ضد الانتداب والعصابات الصهيونية.
وتعرض وهو فتى لحادثة بينما كان يلعب مع أصدقائه فكسرت نتيجتها فقرات في رقبته ليصاب بعدها بالشلل، وهذا شكّل تحديا آخر في حياته، فاستمر في دراسته حتى أنهى الثانوية، ليجد بعدها فرصة عمل في مجال التدريس.
وشارك وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام1956، وأظهر قدراتٍ خطابية وتنظيمية ملموسة، وبعد هزيمة حزيران عام 1967، والتي احتلت على إثرها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة.
واعتقل الشيخ ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري، والتحريض على إزالة إسرائيل من الوجود، وصدر بحقه حكم بالسجن 13 عاما، لكن أفرج عنه عام 1985 في عملية تبادل ٍللأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أسس ياسين مع مجموعةٍ من رفاقه حركة "حماس" بعد خروجه من السجن، وفي عام 1991 أصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني، وفي عام 1997 أفرج عنه بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل، إثر محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ذلك الوقت خالد مشعل.